الإسلام في خطر..الوسطاء يمتنعون..هل نحن مُلحدون؟؟؟؟؟

قبل أيام، لبيت دعوه كريمه من صديق عزيز لي بتناول إفطار رمضان معه.. ذهبت إليه، فطرت، تحاورنا، ناقشنا الدنيا بكل وقارها و عارها، لم نتكلم عن أحد في خير أو شر(أي والله) سوي أنه تهكّم علي كون أنني(مريخي) ومريخي يمُر بمطب تاريخي؟؟ مع أنه لا يشجع الكٌوره بالمره، بل مليون مره!!!، و لو كان ذلك ذنباً في حقي، فأنا غفرته له بل و أسأل الله له ذلك، إنه مجيب لطيف بعباده .. ودعته ثم إنصرفت.. و أنا في طريق عودتي، سمعت نداء صلاة العِشاء، أوقفت سيارتي بجوار أول مسجد قابلني و إتجهت لمكان الوضوء وبدأته بسم الله، كان بجواري شخص ما لا أعرفه.. إلا أن الحِوار بيننا كان كالتالي..
# هُو: يا (شيخ، الله يهديك)، هذا إسراف!!
# أنا: ومن قال لك أنني شيخ؟؟ و ما هُو مفهوم الشيخ لديك؟؟ وما هي الهدايه التي تريدها لي طالما أنني شيخ؟؟ و ما هُو إسرافي إن كنت من الصالحين أو من الضالين؟؟؟
# هو: إنك تستخدم المياه بغزاره و في هذا شئ من المُنكر، الذي لا يجوز شرعاً!!!
# أنا: أين الدليل(الشرعي) من أن إستخدام المياه بغزاره هو شئ من المُنكر إن لم يكُن المُنكر نفسه بكل فحشه؟؟
# هو: أكلمك بعد الصلاه..
حينها إفتكرت أن الماء الذي يصُب من صنبور المياه الذي أتوضأ به أنا قد بلل ثيابه(القصيره)!! وهذا ما أدركت أنه جعله يصيح بتخرصاته تلك، حتي بعد لقائي به بعد الصلاه و إحترافه لي(ضمناً) بذلك، إلا أنه لم يعفيني من أن يرميني بعصبية السودانيين و هي المخرج الوحيد لكثير من القوم كٌلما زمجرنا مستنكرين بعض سلوكياتهم الخرقاء؟؟؟..
ذهبت، و في الطريق، عاودتني زكريات(أليمه) عن زميلي السابق في العمل ذو اللحية الكثه والثوب القصير والسواك الذي لا يفارق فمه و أنا بهذا لا أسخر من الدين أو أهله(أي والله)، فهو دائماً ما كان يقول لي أنني أتناول الطعام و أنا في حالة حراك و( شرعاً) لا يجوز ذلك؟؟أكثر من مره، حاولت أن أفهمه أنني أفعل ذلك في ظل وجود مساحه زمنيه ضيقه لي لا تتعدي خمسة عشر دقيقه للأكل و الشرب و مٌراجعة دورة المِياه(أعزكٌم الله)..وبين كٌل هذا و ذاك، أجاوب علي إستفسارات طٌلابي الذكيه منها و الغبيه؟؟ ولم أسأله يوماً عن الفتوي (الشرعيه) فيما يذهب إليه كون أنني أدرك مدي تزمته و ضيقه بالرأي الأخر!!؟؟
صديق عزيز لي حكي لي قبل سنوات أنه كان يقود سيارته و توقف عند أحد الإشارات المروريه و فجأة إذا بأحدهم بيده(عصا) حملها و يضرب بها علي سيارة صديقي قائلاً له (صوت المٌوسيقي عالي يا شيخ)!! وإتضح له أن سيارة صديقي ليس بها جهاز مُسجل أو راديو في الأصل وأن صديقي هذا لا يسمع مُوسيقي بالمره و لا يُكلم إمرأه غير أمه وليس له أخوات!!!
وبعد..
هل الدين الإسلامي و الدعوه للفضيله تحتاج إلي كٌل هؤلاء(المُتنطعين) المٌتهافتين علي طرد الناس من الدين و إن هُم لا يعٌون ذلك؟؟ أليس في خطاب البعض (الديني) للبعض الأخر علي أنهُم شاردين عن الدين وعن الله إيذاء لله قبل أن يكُون إيذاء لعباده المٌسلمين و غير المُسلمين؟؟ و الله أعلم.. أما أن لنا أن نتشبث برحمة الله و نتقرب إليه بالتعبد طالما أن هُناك شهيق و زفير لا يهبنا لهما أولئك؟؟ من له أحقية الفتوي في هذا الدين والله يعلم من قبلهم إن كُنا من المُحسنين أو المُسيئين؟؟أو ليس الله يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و هو القائل في خواتيم سُورة البقره(لله ما في السموت و ما في الأرض و إن تبدو ما في أنفسكُم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء و يُعذب من يشاء و الله علي كل شئ قدير).. صدق الله العظيم..أو ليس من حقنا أن نعبد الله بعيداً عن فتاوي أولئك؟؟ فالحلال بين والحرام بين و بينهم إمور متشابهات نعلمها طالما أن الإثم هو ما حاك في النفس و كرهنا أن يطلع عليه الناس؟؟؟ أو ليس أن نظهر بمظهر رجُل الدين المُلتزم و في قلوبنا كِبر و جبروت فرعون أمر يفقد العباد الثقه بتديننا وتبنينا للدين كمنهج سلوكي حياتي نحن أكثر الناس بُعداً عنه؟؟ أو ليس هُم الذين يأمنون بمقولة(من معي قديس و من ضدي إبليس)؟؟ أو ليس هُم بفتاويهم و(بلاويهم) هذه فجروا و دمروا حتي بيوت الله؟؟ أو ليس هٌم من منعوا العباد من أن يدخلوا في دين الله أفواجا وهٌم يفجرون الكنائس و الحسينيات و إن إختلفنا مع أولئك في المُعتقد؟؟ أو ليس الله تعالي يقول(أدعوا إلي سبيل ربك بالحكمه و الموعظه الحسنه).. صدق الله العظيم..أو ليس هُم من تلاحقهُم الرقابه الأمنيه و هٌم يخططون هنا و هُناك مستهدفين أمن و سلامة البلاد؟؟ أو ليس هُم من يحكمون الأوطان تحت غطاء ديني(مُتبرج) دمروا به العباد و البلاد؟؟ أو ليس الإسلام في خطر عظيم و هؤلاء يجعلون من أنفسهم(وسطاء) بيننا و بين خالقنا؟؟ أو ليس من حقنا أن نصيح بأعلي أصواتنا(ما عاوزين ما دايرين هذا الدين)؟؟؟ والدين هنا هو دين ينتجوه لنا من وحي كيدهم لنا و لديننا الإسلامي السليم القويم؟؟؟
و الله من وراء القصد..