الأخ الرشيد تحياتي وشكراَ لفتح هذا الحوار والأن
مساهمتي ستكون مقالتين الأولي لم تنشر والثانية نشرت في اكتوبر الماضي:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس دفاعا عن الدكتور / الطيب زين العابدين
ولكن ... أما آن للكهوفيين الترجل في رحاب الوطن الواحد المتعدد
عثمان عبدا لله محمدالحاج
مدخل: (1)
حيث العقل لايخاف والرأس مرفوعة عالية
حيث تخرج الكلمات من أعماق الحقيقة
حيث لايفقد جدول العقل مجراهـ في صحراء التقاليد الميتة
في هذه السماء من الحرية ياأبنى
دع وطني يصحو
*برنارت طاغور *
تابعت – كغيري – كتابات الدكتور / الطيب زين العابدين ، (بين الحزب الشيوعي والرابطة الشرعية للعلماء والدعاة ). وماتلاها من ردود وتعليقات وتعقيبات ، وآخرها تعقيب الشيخ اوالاستاذ/الأمين الحاج محمد رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الصادر بصحيفة الصحافة عدد الأربعاء 23 سمبتر 2009.. (هذا التاريخ يصادف الذكرى الـ27 لإعلان قوانين سبتمبر) لمن يريد إن يتذكر!!
أرجو شاكرا السماح لي بالمساهمة المتواضعة حول جزئية محددة في هذا التعقيب متعلقة بشخص استأذنا الجليل /الطيب ، وذلك لمعرفتي بشخص الأستاذ ، بأنه لن يتطرق للرد عليها – لأنه منذ إن عرفناه – لايتحدث عن نفسه ولا يزكيها ومتحصن بثقافة وارث (أولاد البلد ) ويعلم ويعمل بـ(شكار نفسو إبليس) .
لقد اتهم (رئيس الرابطة ) صراحة أستاذنا الطيب زين العابدين بأنه (رويبضة ) وقد تطوع بشرحها ، (رجل تافه في أمر العامة) حيث قال
ماكان لهذا الرويبضة أن يتصدر الكلام في الدين لو إن أهل العلم في هيئاتهم المختلفة قاموا بواجب النصيحة لله وكتابة ورسوله ولائمة المسلمين ... الخ ) ألصحافه ص6 فقرة 4 . هذا الإتهام افتراء لا لبس فيه أما عن جهل بهذا الإنسان أو لغرض (قتل الشخصية ) على الطريقة / الأمريكية الكلاسيكية !!
لقد جمعتني الصدفة التاريخية السعيدة – والتي أتمنى الا تتكرر – بهذا المفكر- رغم فارق العمر بيننا ، حيث كنت وقتها نزيلا بعنبر (9) بسجن الأبيض مع عدد من الإخوة المعتقلين بعثيين وشيوعيين وجمهوريين ، وكان ذلك في بداية العام 1985 م عقب إعدام الشهيد / محمود محمد طه ، وفى أواخر فبراير وأوائل مارس من نفس العام ، حدث (الطلاق البائن) بين جعفر نميرى والحركة الإسلامية فقام (الإمام ) جعفر نميرى باعتقال قادة الحركة الإسلامية وترحيلهم لسجون السودان المختلفة . فجاءنا في سجن الأبيض الشيخ / حسن الترابي – كان في عنبر لوحده- والشيخ/ عبدا لجليل النذير الكارورى والأستاذ/ الطيب زين العابدين الذي جاورني في العنبر بعد إن أفسحت له مكانا قرب الباب . ومن غرائب الصدف – أيضا- انه في ذات الوقت الذي شرفنا فيه الأستاذ، كنت أطالع مجلة المنبر الاسلامى ، وكان العدد يحوى حوارا مطولا مع الأستاذ / الطيب زين العابدين عن دور المركز الاسلامى ، الافريقى الذي كان يديره – وقتها – وعن دور الدعاة في نشر الا سلام في إفريقيا ...الخ .
وكان بين مضابط الحوار – رأى جسور يوضح الفرق بين الداعية الاسلامى والتبشيري الكنسي ، فيه نقد شجاع للدعاة الإسلاميين ، مقارنة مع التبشيريين المسيحيين الذين ..يجيدون كل الحرف اليدوية التي يتعامل فيها المجتمع المراد (وعظة)!! أو نشر الدعوة فيه .
هذا الحوار كان مقدمة و مفتاح طيب لمعرفة ، والتعارف مع الأستاذ / الطيب ، ومن ثم كان التواصل الحميم بينه وكل الإخوة (المعتقلين ) حيث اجمعوا وبعد اقل من (5) أيام – عليه إماما لكل (طوائف) المعتقلين – رغم الشماتة (المشروعة ) على الأخوان من قبل قدامى المعتقلين . التي كانت سائدة وقتها .
لقد توصلنا نحن جميعا حوالي (28) معتقلا . ومن خلال المعايشة اليومية اللصيقة إن الدكتور / الطيب (اسلامى) مختلف عن (مسلمي فقه الضرورة ) وباختصار تم توصيفه بأنه مفكر اسلامى وليس اسلامى سياسي وقد صح تقييمنا ، رغم انه كان باكرا ، قبل أكثر من ربع قرن من الزمان .
اذكر شهادتي هذه – للتاريخ – رغم اننى اختلف معه ويختلف معي فكريا وسياسيا واحترمه جدا لاحترامه للراى الآخر وأجله جدا لأنه درس من درسنى ولايمتن بذلك ولايفا خر !! وانتهز هذه السانحة لأشكره جدا ( وبأثر رجعى ) على الهدية التي اهدانى لها عقب خروجنا الجماعى من سجون السفاح نميرى في ابريل 1985 م وهى : كتاب متمردون لوجه الله !!
ولمزيد من التعريف بالدكتور / الطيب زين العابدين انه خريج معهد بخت الرضا ، اكبر المؤسسات التربوية / التعليمية وقتها عمل مدرسا بالمدارس الوسطى والتي مااستطاع (من يوزعون شهادات الكفر بين الناس ) دخولها- لضعفهم الاكاديمى الظاهر والمعلوم بين أخوانهم وأبناء دفعاتهم ، فاكتفوا بما هو دون (المدرسة الوسطى)- المعاهد الدينية والتي سموها علمية!! منهم من اكتفى بذلك ومنهم من سلك طريق (الاتجاه الواحد ) حتى وصل معهد ام درمان الذي هجاه وطرد منه تجانى يوسف بشير . ثم صاروا بقدرة قادر(علماء السودان ) ثم تشظت وتناسلت وانشطرت منهم (أميبيا) تلك المنظمات والهيئات والروابط التي توزع شهادات الكفر بين الناس في الطرقات وداخل الدور والديار . ويرمون أساتذتنا وعلماؤنا ورموزنا الوطنية باحط العبارات وساقط الكلمات .
كلمة رويضة – بمعناها- العكاظي رغم اجتهادات الشيخ رئيس الرابطة في (إسنادها ) – إلا إن السلف الصالح لم يستخدمها في وصف الرجال مهما اختلفوا معهم في الراى بل أنها لم ترد في السيرة الأولى ولا سيرة التابعين ولا في تاريخ الدول والدويلات الإسلامية من الفتنة الكبرى مرورا بالدول الأموية وحتى الدولة العثمانية لم ترد الافى وصف مسيلمة الكذاب :اخينث...رويبضة ...الخ
أما في ثقافتنا السودانية وعرفنا السوداني الممتد من نوباتيا القديمة وحتى ألان ... فنحن لانجد (توصيف ) لهذا الوصف خاصة إذا صدر من شخص (مجهول اجتماعياً) حتى ألان في حق احد كبارنا - سنا ومقاما - سوى انه قلة أدب !!
على خلفية هذه النبذة المختصرة عن أستاذ / الطيب زين العابدين يمكن لصاحب العقل – لاالنقل- إن يميز !!لااريد بالطبع الدخول في لجة المقارنة بين الدكتور / الطيب والشيخ أو الأستاذ الأمين رئيس الرابطة لاننى –بامانة- لااعرف الاخيرولم اسمع به ولا عن الرابطة التي يرأسها مع اننى عميق الصلات (بالروابط) لاكثر من ثلاثين عاماً ، روابط الجامعات الروابط الثقافية والفنية مرورا بروابط الناشئين وحتى رابطة أبناء امبكول بالعاصمة القومية !!
الفرية الثانية والثالثة :-
يقول الشيخ /الأمين :
(شهد الله ماكنت أتخيل إن احد المنتسبين للإسلام أو الكفار يشك في كفر الشوعيين .... كل الذين ذرفوا دموع التماسيح ونافقوا أو والوا الشيوعيين واعترضوا على حكم الله ورسوله دل صنعهم هذا على أمرين :-
• جهلهم الفاضح بالإسلام
• (تلبسهم بالفكر العلماني اللا ديني) . انتهى!!
فرية (الجهل الفاضح بالإسلام ) يدحضها موقع استأذنا /الطيب حيث كان وقبل أكثر من ربع قرن على رأس اكبر مؤسسة دعوية إسلامية في إفريقيا (المركز الاسلامى الافريقى ) ومناط بها نشر الدعوة الإسلامية في عموم إفريقيا ، مع التأكيد إن( تعيينه ) في هذا الموقع لم يكن سلطوياً لان هذا المركز يضم في مجلس امنائه معظم الدول الإسلامية والعربية ، ومن هذا ومعنى ذلك إن (الجهل الفاضح) يشمل كل الدول الإسلامية وكذلك كل الجامعات والمراكز الإسلامية والبحثية في العالم التي تستضيف الدكتور/ الطيب كأستاذ زائر!!
فرية التلبس بالفكر العلماني، تعكس سطحية وسذاجة الشيخ/ (رئيس الرابطة ) لاحظ: ماكنت أتخيل !! ... هذا قصور في خيالك !!
وقصور الخيال ( ياطويل العمر) لاينسف ولا ينفى الوقائع التاريخية والموضوعية كما إن الخيال الجامح لايخلق واقعاً موضوعياً ، ولكنه يساعد في ويرسم صورة لمستقبل أجمل ووطن (كامل الدسم ) خالي من (الوهم) !!
أما عن العلمانية والإسلام فقد كَتب فيها ماكتب من كتاب الاستشارة منذ كمال اتاتورك مرورا بالشيخ على عبدا لرازق وحتى رزنامات كمال الجز ولى . ربما إنكم لا تجدون متسعا من الوقت لقراءتها . فلذي تجدني مضطرا لتعريف العلمانية أو الدولة المدينة في ابسط صورة ممكنة والمتمثلة في قول شفيع الأمة الصادق الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( انتم أدرى بشئون دنياكم ).
هذا ما ورد في التعقيب في حق الدكتور/ الطيب زين العابدين ماقصدت من ذلك (تلميع) الدكتور – فتاريخه ومواقفه كفيله بذلك !!
بل قصدت الحوار الهادئ الهادف في جو دعاشى متكافئ الفرص . وذلك من خلال التعريف بالرموز (الفكرية) الوطنية لإفادة الجيل الجديد الذي نشأ وأرادوا له إن ينشأ مشوه ثقافياً ومشوش فكرياً بواسطة آلة العولمة في(الفصل عن الجذور ) ومحاولات قتل الرموز معنوياً.
نصيحة لوجه الله والوطن (تاريخ):-
أمة تقدمها شاب دون الخامسة والأربعين مليح الوجه وضاءه اسمر الجبهة كالخمرة في النور المذاب ... تقدم معتلياً منصة الإعدام وهو يزدهي ويداعب ويهاظر السياف : يازول حبلك دا قوى إنا تقيل !! ثم حلق وخلى الموت معلق دفاعاً عن هذه الأمة وبسطاء شعبها!! ذات الأمة وبعد اقل من 14 سنة تقدمها شيخ في السادسة والسبعين مشرق الوجه كصفحة الشمس بعد غيم وطل ، تقدم لذات المنصة في إيمان وثبات لم تسجله (كاميرات) التاريخ القديم والحديث ، كان ثابتاً وعادياً تماماً...كالذي يمشى بخطو مطمئن كي ينام ..... وتسامى ولاتزال وصيته تجلجل في أذان شعبنا البسيط احذروا : الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة ....
أمة بهذه المواصفات وشعب كهذا من الصعب جداً جداً النيل منه اولوى ذراعه !!
اقترح
جغرافي) .
السودان الوطن الواحد من أوسع بلاد الله .. وطالما إنكم صنفتم كل فئات المجتمع صحفيون ، علمانيون ، كتاب ، إسلاميون(جهلة) بأنهم جميعاً والوا الشيوعيين (الكفار) .فلماذا لانستقطع لكم من هذا الوطن الحدادى مدادى مقاطعه : واقترح الجزء الممتد من أبي حمد وشمالاً حتى نتوء فرس علي بعد 30 كلم شرق النيل الكبير و 10 كلم غربي البحر الأحمر واقترح أن تكون العاصمة محطة نمرة ( 6 ) !!
هدية أخيرة :-
نحن كسودانيين ( أولاد بلد ) الكرم عندنا فريضة وإكرام الضيف واجب لذا أهديك أحلي ما عندنا من عذب الكلم واصدقه بتوقيع حميد :
ديل نحن مانا قريش وماك ود أخو العباس
وسودانا ما هو حويش بقفلوه بي ترباس
وشعبنا ما هو قشيش حالاً يصبو يباس
ديل نحن ..... وشكراً ....
مراجع :-
الذاكرة الجمعية للشعب السوداني .