اها يا وليد العشي الضعيف ويا عمر محمد عثمان السمين(ما ح تعرس)النشوف البعرس منو
بعد الكلام ده
انا خايفة المعرسين يطلقو
واعملو حسابكم
الى القصة
كالعادة وخلافا لكل دول العالم التى تتم فيها مراسم الزواج فى يوم او اثنين وبأقل التكاليف الممكنة نجد ان الزواج السودانى هو عبارة عن مسلسل مكسيكى يستمر لايام وايام يجتمع فيها الاهل والاحباب والجيران وجيران الجيران والاقارب من الدرجة الخمسمائة بعد الالف وينفق فيه اموال طائلة تكفى لبناء مستشفى حديث او فندق 5نجوم او رواتب المعلمين فى احدى المحافظات
تبدأ الحكاية بعد ان تحس بالقلق عندما تجد ان معظم اصدقاءك قد دخلوا القفص الذهبى طائعين مختارين - اؤمن تماما بمسألة القفص ولكن لدى تحفظات كثيرة على حكاية ذهبى دى - المهم تحس بالخطر وتأخذك غضبة حمقاء وتناجى نفسك وانت فى حفلة زواج احد الاصدقاء (والله الواحد بعد دا يشوف ليه مرا. معقول هناى الاهبل دا يعرس وانا لسه قاعد براى زى تور الساقية)
عندها يستعرض خيالك قائمة طويلة من معارفك البنات ابتداء من ناس نونة زميلتك فى الروضة مرورا بصديقات مرحلة المراهقة الكتار وحتى زميلات الجامعة والشغل وبنات الحلة وبنات الاعمام والاخوال وباقى الاهل
ثم وبسرعة تنسى كل اولئك النساء فى حياتك عندما تسترعى انتباهك الحسناء الجالسة فى ركن قصى فى حفل ذات الصديق الاهبل، تحبها من اول نظرة وتراقب حركاتها وسكناتها، تلاحظك هى لكن تعمل ماشايفة وتتلاهى بمكالمة وهمية فى موبايلها وهى ترمقك من طرف خفى كما يفعل الصياد المحترف
المهم تتعارفوا بواحدة من الطرق الكثيرة وجلسة جلستين فى الكافتريا ثم (ياهناى والله انا ماممكن اطلع وانزل معاك كدا ساى، الناس تقول علينا شنو؟ سمعتى حتبوظ)
ثم تمسح دمعة وهمية من عينيها فتأخذك الحماسة وتقول (والله ياسوسو - ودا اسم دلع يقبل آلاف الاسماء منعا للمشاكل - انا ناوى اصل بيتكم بس انتى عارفة الظروف والعرس بيكلف كتير وووووو)
فتقاطعك سوسو بحنية ثعلبية وبنعومة الافاعى: (انا مادايرة منك شى، انت بس تعال اخطب والعرس يتأجل لحد ماالظروف تتحسن)
فتصدق الكلام من عوارتك وتحدد يوم الخطبة وتأخذ ثلة من اهلك وقليل من جيرانك واصدقاءك وتقصد بيت الملاك المختار وتفاجأ انت واهلك بحشد كبير فى بيت العروس وخيمة كبيره امام البيت وصوت المايكرفون يردد (تست تست واحد اتنين تلاتة تست تست)
تأخذك الدهشة قبل ان يأخذك ابو العروس جانبا، يعدل عمته التوتل ثم يقول: (والله ياولدى انحنا خطوبة ومسخرة ودخلة ومرقة ماعندنا، عشان كدا قررنا نعقد ليكم طوالى والعرس بالراحة) ثم بأبتسامة محذرة (ولا رايك شنو؟)
وقبل ان تدلى برأيك غير المعتد به اصلا يكون وكيلك ووكيلها قد اتموا عقد القران فى الخيمة وتحولت انت بقدرة قادر من مشروع خطيب الى زوج- مع وقف التنفيذ- بسرعة البرق ثم يغمرك المعازيم (مبروك ياعريس مبروك ياعريس بيت مال وعيال) وانت كاضم ماقادر ترد
وتسمع احدى عمات العروس وهى تقول (شوفوا ياخوانى من الفرحة لمن ماقادر يتكلم) ثم تطلق زغرودة مدوية وهى تبتعد تجتاحك معها رغبة فى لكمها فى فمها لتخرس الى الابد
ومن هنا تبداء الجرجرة والطلبات التى لا تنتهى فرغم انها صارت شرعا حرمك المصون الا انه يجب عليك ان تقوم بطقوس مهولة ومراسم عرس كامل لأستلامها،
فتبدأ بالصرف عليها وعلى اهلها وهدايا فى المناسبات وثياب غالية لها ولامها ولخالتها لحضور مناسبة ود عم خالة ناس فتحية طليقة جارهم، ثم موبايل لاخوها الذى نجح اخيرا فى امتحان مرحلة الاساس وجاب الباس، ببساطة تتحول اسرة زوجتك اللى لسه مالمستها الى مؤسسة جباية او مصلحة ضرائب انت كل جمهورها!!!
وعندما تثور على الوضع وتحلف بالطلاق ان تمشى تجرها من شعرها وتجيبا بيتك بدون حفلات او كلام فارغ وتخلص تفاجأ بأن المعارضة تأتيك من الداخل أى امك واخواتك (ليه مادايرنا نفرح بيك؟ انحنا اقل من الناس البسوو الاعراس؟ والله لو ماعملت عرس ماعافيين منك؟ عليك الله عاين دا، داير الجارات ياكلن وشنا؟)
فترضخ للأمر الواقع وتبيع قطعة ارض ورثتها عن جدك الرابع عشر وترهن بيت ابوك وتبيع الكمبيوتر والموبايل وتزوغ ببعض الصناديق ثم تستلف من 10-15صديق كدا
واخيرا واخيرا جدا تجد نفسك حالق جديد ولابس بدلة سودا- لون الحداد!!! - متأبط شرا هو عروسك المصونة والتى جاءتك فى هيئة فيل صغير بعد ان نجحت وصفات التسمين التى قامت بها العمات والخالات وبعض الصديقات الخبيرات، تأتيك متدحرجة فى فستان ابيض- لون الفرح!!! - فتجلسا تحت بقعة ضوء مزخرفة عليها كرسيان تعرف بالكوشة - والتى لاول مرة تدرك معناها-
الجميع فى الحفل فى رقص هستيرى والفنان يصدح بسعادة غير مبررة (شن بتقولوا فى الفرح البعذب سيده والريد البضيع زولوا!!) فتلمس الاغنية فيك اوتارا حساسة وتكاد تطفر الدموع من عيونك،
وتجول عيناك على الحضور السعيد وتتوقف عيونك على آخر العزاب من اصدقاءك وهو يرنو اليك بحسد تارة وتجول عيناه بين الحسناوات تاره اخرى وتكاد تقرأ افكاره وهو يفكر (هسى فلان الاهبل دا عرس وانا قاعد براى زى تور الساقية؟)
فتكاد تصرخ فيه محذرا، ولكن صوتا خبيثا فى داخلك يهمس بمكر وحقد:
(وانا مالى، هو أنا فى زول حذرنى)؟