كشفت دراستان حديثتان عن وجود أدلة قوية على أن العقاقير المضادة للفيروسات تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد لدى مرضى التهاب الكبد “ب” المزمن.
وأوضحت الدراستان أن المضاعفات الحادة الناجمة عن التهاب الكبد “ب” المزمن مسئولة عن وفاة حوالي 745 ألف شخص حول العالم سنوياً.
وأكدت الدراسة الأولى التي أجراها باحثون من جامعة “يانج مينج الوطنية” في تايوان، أن العقاقير المضادة للفيروسات التي تؤخذ عن طريق الفم، أدت إلى تقليص خطر الإصابة بشكل كبير بسرطان الكبد، على المدى الطويل، لدى مرضى التهاب الكبد “ب” المزمن.
ووجد الباحثون أن مرضى التهاب الكبد “ب” المزمن الذين عولجوا بالعقاقير المضادة للفيروسات، انخفض لديهم حدوث سرطان الكبد بشكل ملحوظ، وتأخر حدوثه لسبع سنوات، مقارنة بمن لم يتعاطوا تلك العقاقير، مضيفين أن تأثير العلاج كان أقوى بين المرضى صغار السن، الذين لم يصابوا بتليف الكبد، والمرضى الذين لا يعانون من الإصابة بالسكري.
وفى الدراسة الثانية، التي أجراها باحثون بمستشفى جامعة “سيول الوطنية”، بكوريا الجنوبية، لوحظ أن مرضى التهاب الكبد “ب” المزمن الذين عولجوا بعقاقير مضادة للفيروسات انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بسرطان الكبد.
وأوصت الدراستان بتناول العقاقير المضادة للفيروسات لتفادي الإصابة بسرطان الكبد بين مرضى التهاب الكبد “ب”، قبل بدء مرحلة التليف الكبدي.
وتعد الأدوية المضادة للفيروسات هى فئة من الأدوية المستخدمة خصيصاً لعلاج العدوى الفيروسية، وشأنها شأن المضادات الحيوية المستخدمة في القضاء على البكتيريا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن مرض التهاب الكبد “ب”، هو عدوى تصيب كبد المريض، ويُحتمل أن تودي بحياته، وهى من أكبر مشاكل الصحة في العالم، إذ تستطيع أن تسبب مرضاً وعدوى مزمنين في الكبد، وتعرض حياة المصاب بها لخطر الوفاة بشكل كبير من جراء إصابة الكبد بالتليّف والسرطان.
ونصحت منظمة الصحة العالمية بإعطاء اللقاح المأمون والمتاح حالياً والمتوفر منذ عام 1982، والذي ثبت نجاحه بنسبة 95% في الوقاية من العدوى، لجميع الرضع في أقرب ممكن ويفضل إعطاؤه في غضون 24 ساعة عقب الولادة، وينبغي أن يعطى في أعقاب الجرعة الممنوحة عند الولادة جرعتان أو ثلاث جرعات لاستكمال السلسلة الأولية.