مواقف تقتل المروءة :--
كان الازدحام فى الميناء البرى هذا الخميس فوق العادة .
كنا انا وام خالد مسافرين الى الجزيرة لمتاسبة .
جاء الى الكنبة التى نجلس عليها شاب يجر وراءه شنطتين ضخمتين تتبعه زوجته ينام طفلها على يديها . شكلهما وما يحملوت يدل على انهما قادمين من السعودية
-- كيفك يا حاجة الليلة الزحمة الشديدة دى شنو
ردت عليها ام خالد والله يا بتى اصلو الخميس دا كدى . ابونا مشى مرتين اقطع تذاكر ما لقى طريفة .
جاء الشاب يحمل كيسا ضخما وبعد ان سلم علينا قال لزوجته الحمد لله لقيتى ليك اهل .
قال لها اوع تكونى تعبتى , فردت :--
والله فى الم بسيط
هنا سألتها زوجتى مالك يا بتى ان شاء الله عافية .
فهمتا من ردها انهما فعلا وصلا من السعودية وانها وضعت طفلها هذا قبل اسبوع فقط وانهما رحلا ولم تقدر ظروفهما ولا ظروف طفلهما .
وكشفت وجه طفلها وقبلته بحرارة قائلة له معليش يا جدو المعايش جبارة .
انا شخصيا حزنت جدا لهذا الموقف ورإيت الدموع فى عيون الحاجة وهى تحمل منها الطفل وتقبله وهى تقول :--
واحلاتى يا ناس
وعندما اراد الزوج الذهاب للحصول على التذاكر اخبرته زوجته اننا ايضا لم نتمكن من الخصول على تذاكر فذهب بعد ان رفض استلام القيمة رغم اصرارى .
رجع بعد فترة مناديا زوجته :--
عارفة يا سلمى صف النساء اسهل نقف انا وانتى البقطع اول اكون تمام .
سلمت طفلها لام خالد وذهبت معه وعادت بعد برهة سائلة ان كان الطفل قد بكى وارضعته ورجعت مرة اخرى .
ضحكنا بشدة عندما قالت لى الحاجة :--
حلاتو يا حاج عليك الله ما بذكرك زمن الزمن زين .
مازال الصف يزحف وبعد فترة انتبهنا ان الشباك خاليا من الركاب تماما .
قلت لزوجتى :--
الناس دبل مالقوا تذاكر وللا شنو
ذهبت وسألت وعرفت ان البص تحرك منذ ربع ساعة .
الان والان فقط تكشفت لنا اللعبة الخطيرة
ندهت على اقرب شرطى وبدأت اجراءت حزينة زاد حزنها بكاء الطفل الشديد .
اخذت اقوالنا فى مركز الشرظة وكانت كل حمولة الشنط ملابس بالية وحرائد قديمة .
خرجنا من دار المايقوما بعد الساعة العاشرة مساء انا وزوجتى والشرطى الذى ذهب معنا الى هناك وودعنا قائلا -
يا حاج خليك واعى شوية والطيبة الشديدة دى خليها
انرهش كل من فى المنزل عندما دخلنا وعندما سؤلنا ما الحاصل ؟
قلنا لهم :-
كدى اول ادونا موية وعشونا !!!