ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻲ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ؟
ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ، ﻓﻤﺎ ﺇﻥ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ، ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺪﺃﻭﺍ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻋﻦ ﺧﺎﻟﻘﻬﻢ
ﻭﻋﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻥ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﻋﻦ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ... ﺇﻟﺦ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺸﺒﻌﻮﺍ ﺣﺐ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮﻭﺍ
ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻴﺰﺩﺍﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔﻭ ﻓﻬﻢ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ .
ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻹﻗﻨﺎﻉ، ﻓﻼ ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺃﻭ
ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻧﻄﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺑﻞ ﻧﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ
ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺯ ﻭﺍﻹﻃﺎﻟﺔ، ﻭﺗﻼﺋﻢ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﺎﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻗﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ
ﺍﺳﺌﻠﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻭﻫﻜﺬﺍ، ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻓﺎﺿﺔ ﻭﺗﻮﺳﻊ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﺩﻟﺔ ﻭﺑﺮﺍﻫﻴﻦ ﻛﻤﺎ
ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺎﺕ، ﻭﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺗﻘﺪﻡ ﻷﻋﻤﺎﺭ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ
ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻛﺴﺆﺍﻝ : ﻛﻢ ﻫﻲ ﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ؟ ﻓﺎﻻﺟﺎﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ : ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ.
ﻭﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺍﻥ ﻧﻔﺘﺢ ﺁﻓﺎﻗﺎً ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻛﻲ ﻳﺴﺄﻝ، ﻭﻧﺸﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻧﻤﻨﺤﻪ ﻣﺰﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ، ﻭﻧﺠﻴﺒﻪ ﻋﻦ
ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺳﺌﻠﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻮﺭﺍً، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺃﻭ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﻬﻠﻪ
ﺍﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﻟﻼﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻪ، ﻭﻧﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ، ﻟﻜﻴﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻭﺷﻚ، ﻓﺎﻟﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ﻓﻲ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ، ﺗﺜﻴﺮ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻗﺪ ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﺍﻟﺸﺎﻓﻴﺔ، ﺑﻞ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺸﻮﺷﺔ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺣﻴﺮﺓ ﻭﺷﻜﺎً .
ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻓﺮﺻﺎً ﻟﻴﺴﺄﻟﻮﺍ ﻋﻤﺎ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ
ﺃﺳﺌﻠﺔ ، ﻓﻴﺠﻴﺒﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻭﻣﻘﻨﻊ، ﻭﻳﺒﺪﻱ ﻟﻬﻢ ﺳﺮﻭﺭﻩ ﺑﺄﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﻭﻳﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻬﻢ ، ﻭﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻟﺪﻯ ﻣﻌﻠﻤﻬﻢ ﻏﻀﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ،
ﻳﺰﺩﺍﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﺍﺳﺌﻠﺔ ﺣﺮﺟﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﻭﻳﻬﻢ .
ﻓﻤﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭ ﺍﻷﻡ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﺑﻴﻦ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ . ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻨﻤﻮﻩ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻧﻈﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ، ﻻ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻧﻀﺠﻪ . ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻷﻣﻪ (ﻻﺣﻘﺎ ﻷﺑﻴﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ) ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ
ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺧﺎﺭﻕ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﻲ ﻟﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺘﻮﺧﻲ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﺍﻥ ﻧﻘﻮﻝ
ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻻﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺘﻬﺘﺰ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﺎ .
ﻭﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﺍﻷﻫﻞ ﻓﻲ ﻣﺄﺯﻕ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ . ﻓﻴﻘﺪﻣﻮﻥ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﻟﻨﻘﻞ ﻏﻴﺮ
ﺃﻛﻴﺪﺓ.ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﺗﺘﺮﻙ ﺁﺛﺎﺭﺍ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮﻩ ﻭﻧﻀﺠﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻴﻦ .
ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻸﺳﺌﻠﺔ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﻏﻪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻄﻮﺭﻩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ . ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪﺃ
ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻛﺘﺴﺎﺏ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ، ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻫﻮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻸﺳﺌﻠﺔ ﻫﻮ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ
ﻣﻨﻪ،ﻭﻧﺤﻦ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﻃﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻌﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ . ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺠﺪ ﺍﻥ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺫﻭﺍﻷﺭﺑﻌﺔ
ﺃﺷﻬﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﻟﺬﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ .
ﻓﻴﺒﺪﺃ ﻃﻔﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻣﻪ . ﻭ ﻳﺒﺪﺃ ﻃﻔﻞ ﺍﻟﺴﻨﺘﻴﻦ ﺑﺎﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺜﻴﻒ
ﻭﻣﺤﺮﺝ . ﻳﺪﺭﻙ ﻃﻔﻞ ﺍﻟـ 2.5 3- ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻴﻌﻮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ
ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﺃﻭ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﻳﻤﺘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ 5 ﺳﻨﻮﺍﺕ . ﻭﻫﻮ ﻗﺪ
ﻳﻤﺘﺪ ﺍﻟﻰ ﺇﻗﻼﺏ ﺃﺣﺮﻑ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻹﻗﻼﺑﻴﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻰ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ .
Ø ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ، ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﺮﻛﺖ ﻭﺗﺪﺍﺧﻠﺖ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺣﺮﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﻟﻸﻫﻞ . ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
· ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻷﻟﺴﻨﻲ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﻤﻴﺖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ؟ ... ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﻧﻐﻴﺮ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺎﺕ؟ ... ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ
ﻓﻌﻠﻪ ﻟﺘﻄﻮﻳﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﻲ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ؟ ... ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﻧﺨﺘﺮﻉ ﻟﻐﺔ ﺃﺧﺮﻯ ..
· ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻗﻊ : ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﺤﺚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ. ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ
ﺃﺗﻴﻨﺎ ﻭﺍﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻧﺬﻫﺐ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻷﻭﻻﺩ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻮﻥ ... ﺇﻟﺦ .
· ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ : ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﻳﺴﻤﺢ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺑﻤﺴﺎﺋﻞ ﻣﺴﻤﻮﺣﺔ ﻟﻠﻜﺒﺎﺭ؟ ﻭﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ
ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺃﺳﺌﻠﺔ، ﻣﻊ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺑﺈﺣﺮﺍﺟﺎﺕ ﻟﻸﻫﻞ .
· ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﻳﺔ : ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﺿﻌﻔًﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻫﻞ. ﻭﻫﻲ
ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﺎﺯﺝ ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺑﺄﻫﻞ ﺭﻓﺎﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ . ﻭﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻷﻫﻞ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ .
· ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ: ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ . ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻷﻫﻞ، ﻭﺍﻷﻡ ﺧﺎﺻﺔ، ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ
ﺻﻠﺔ ﺍﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻬﺠﺮﻩ ﺍﻣﻪ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻘﻠﻖ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ . ﻭﻛﺜﻴﺮًﺍ
ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺗﻌﻮﺽ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ. ﻭﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺗﺮﺩﺩًﺍ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻧﺬﻛﺮ
ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ .
ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﺠﺴﺪ : ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ . ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﻗﺪﻣﻪ
ﻭﻳﻨﻬﻤﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺮﻭﺭًﺍ ﺑﺎﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻗﺪﻣﻪ (ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻠﻌﺐ ) ﺇﻟﻰ ﺟﺴﻤﻪ. ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ. ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻄﺮﺣﻮﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺑﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻄﺮﺣﻮﻧﻪ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﻔﻬﻢ . ﻭ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﺣﺮﺍﺟﺎ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺍﺗﻴﻨﺎ, ﻓﺒﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺤﺮﺝ ﺍﻷﻫﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﻥ ﻃﺎﺭﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ ﺻﻔﺤﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮ
ﻣﺪﺭﻙ ﻟﺤﺮﺍﺟﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻭ ﻭﻗﻌﻪ . ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ . ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺟﺎﻫﻞ ﻟﻤﺒﺪﺃ
ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺃﺻﻼً ( ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻴﻪ ﺑﺼﻮﺭﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺸﻜﻠﺔ ) .
ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻌﻄﻲ ﺟﻮﺍﺑًﺎ ﻣﻮﺣﺪًﺍ ﺗﻐﻠﻔﻪ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﻨﺠﻴﺐ ﺑﻪ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ. ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ ﻟﻪ ﺣﻮﺍﻓﺰﻩ
ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﻛﻴﺎﻧﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻵﺧﺮ، ﺗﺒﻌًﺎ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ
ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻫﻲ :
- ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﺪﻯ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺪﺩ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ .
- ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻄﻔﻞ : ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻤﻴﻞ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﺌﺔ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﺠﺴﺪ
- ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ : ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻪ.
- ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﻡ: ﻫﻞ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺇﻋﺠﺎﺏ ( ﺃﻭﺩﻳﺒﻴﺔ ) ﺃﻡ ﺗﻤﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ .
- ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ : ﻛﻤﺜﻞ ﻭﻻﺩﺓ ﺃﺥ ﺟﺪﻳﺪ، ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺁﺧﺮﻳﻦ .
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ، ﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﺴﺆﺍﻝ ﻛﻴﻒ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﺜﺎﻻً، ﻻﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ
ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﺼﺮﻓًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻫﻲ :
- ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ: ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺃﻥ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ( ﺭﺑﻤﺎ
ﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻷﻛﺒﺮ ) . ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺄﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺗﺤﺪﻳﺪﻩ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻃﺮﺣﻪ .
- ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﺍﺋﺐ ﻓﻲ ﺃﻣﻪ : ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠﻖ ﻷﻱ ﺇﻳﺤﺎﺀ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﻷﻣﻪ .
ﻭﺃﻱ ﻧﻘﺎﺵ ﺫﻭ ﻣﻨﺤﻰ ﺟﻨﺴﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ . ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻗﻼﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺇﻳﺤﺎﺀ ﺃﺫﻯ ﻗﺪ ﻳﺤﺴﻪ ﻻﺣﻘًﺎ ﺑﺎﻷﻡ . ﻛﺄﻥ ﻧﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺁﻻﻡ ﻭﻣﺘﺎﻋﺐ ﺍﻟﺤﻤﻞ ..ﺇﻟﺦ . ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺪﻱ ﺃﻥ ﻧﺸﺮﺡ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﻲ ﻧﻬﻴﺌﻪ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ .
- ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﺴﺪﻩ
ﻭﺃﻋﻀﺎﺋﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺒﺮ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﺮﻓﺎﻗﻪ، ﻭﺧﺪﺍﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ
ﺻﻌﺐ . ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪﺭﻛًﺎ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ (ﻭﻟﻮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ) ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻪ . ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
ﻓﺦ ﻟﻸﻫﻞ . ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻬﻢ.
- ﻃﻔﻞ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ : ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﻣﻪ ﻣﻮﻟﻮﺩًﺍ . ﺇﺫ ﺗﺘﻔﺠﺮ ﻟﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺓ
ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺮﻩ ﻭﻏﻴﺮﺓ ... ﺇﻟﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ . ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ
ﺑﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺃﻭ ﺃﺗﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ؟ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻭﺗﻌﺪ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣﻞ .
ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﺭﻛﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻄﻔﻠﻲ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻷﻫﻞ. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ
ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ . ﻓﻬﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺑﻐﻴﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻷﻡ. ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺣﻨﺎﻧﻬﺎ ... ﺇﻟﺦ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﺟﺔ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻟﻠﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻋﻼﻩ . ﻓﻬﻞ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺟﺴﻤﻪ؟ ﺃﻡ ﻟﻠﺘﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؟ ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺑﻌﺪ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ... ﺇﻟﺦ.
Ø ﻭﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻨﻌﺮﺽ ﻟﻠﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻪ:
- ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ
ﻛﺄﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻷﻫﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ.
- ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﺘﻘﺒﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻪ ﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻛﺎﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﺜﻼً . ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﻔﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﺨﻴﻔﻪ.
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺷﺮﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻌﺐ ﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ
ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﺃﻗﻞ ﺇﺣﺮﺍﺟﺎ، ﻛﺄﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﺜﻼً : ﻫﻼ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻀﺔ؟ ﺃﻭ ﻫﻞ
ﺗﺘﺪﺍﻋﺒﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ؟ ﻫﻞ ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ .
- ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﻞ ﻋﺪﻡ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺳﺌﻠﺔ
ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺠﻨﺲ . ﻷﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺠﻨﺲ ﻧﻈﺮﺓ ﻛﺮﻩ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻓﻌﻼً
ﻋﺪﻭﺍﻧﻴًﺎ .
- ﺇﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﻪ ﺍﻷﻫﻞ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺸﺎﻛﻞ
ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﺃﻭ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ، ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺑﺎﻷﺧﺮﻳﻦ، ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ
ﻣﺸﻮﻫﺔ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻪ ... ﺇﻟﺦ.
ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻣﻬﻤﺘﻨﺎ ﻫﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯﻩ ﻟﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ .
- ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﻠﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻭﺗﻔﺎﺩﻱ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ! ؟ ﺃﻭﻣﺎﺯﻟﺖ ﺻﻐﻴﺮﺍ . ﺍﻭ ﺳﻨﺘﻜﻠﻢ ﺑﻌﺪﻳﻦ ... ( ﻋﻠﻰ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎﺳﻴﻨﺴﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ) .
- ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﻞ ﺃﻥ ُﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤﻂ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﻃﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺘﻪ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻣﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻟﻸﺧﺬ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻣﻌﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻪ
ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻷﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﻧﻔﺴﻴﺘﻪ .
ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺮﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﻓﺌﺎﺕ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ:
ﺃﺳﺌﻠﺔﺩﻳﻨﻴﺔ: ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ؟ﻭﺃﻳﻦ ﻳﻌﻴﺶ؟ ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ؟
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻳﺠﺐ ﺃﻭﻻً ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻱ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺣﺪ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺴﺮﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﻓﻤﺎﺃﻥ ﻳﻜﺒﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ )) ﺳﻴﺤﺮﻗﻪ (( ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﺃﺧﻄﺄ ﻭﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﺸﻌﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺷﻌﻮﺭ ﻳﺮﺑﻄﻪ ﺑﺨﺎﻟﻘﻪ
ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻷﻣﺘﻨﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺨﻮﻑ .
ﻟﺬﺍ ﻛﻮﻧﻲ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﻬﺎﻡ ﻃﻔﻠﻚ ﻣﺒﻜﺮًﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻣﺎﻣﺎ
ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﻴﺴﺄﻝ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﺣﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻗﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﺧﺘﺒﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻞ ﺷﻜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ؟ ﺃﺟﻴﺒﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﺊ .
ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺮﺍﻩ؟ :
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻨﻨﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﺍﻧﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻯ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺮﻭﻧﻪ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺮﺍﻧﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺮﺍﻩ .
ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ؟
ﻗﺪ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻭﻝ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﺘﻨﺘﺎﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﻘﺒﺮﻓﻐﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺳﻴﻤﻸﻩ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭﻟﺬﺍ ﻛﻮﻧﻲ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ
ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻄﻔﻠﻚ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻣﺴﺎﻓﺮﻣﺜﻼً ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎﺳﻴﻌﻠﻢ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ .
ﺍﺷﺮﺣﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻻ ﻳﺨﻴﻒ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﺳﻨﻤﻮﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻧﻜﺒﺮ ﻭﻧﻠﺤﻖ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻭﻧﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﺍﺷﺨﺎﺻﺎ ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺃﻥ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻫﻮ ﻣﺜﻞ ﺧﻠﻊ
ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﺑﻤﻼﺑﺲ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
- ﺍﺳﺘﻔﻴﻀﻲ ﺑﺸﺮﺡ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻫﻠﻬﻢ ﻭﺍﺳﺒﺤﻲ ﻣﻊ ﻃﻔﻠﻚ
ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻣﻮﺭ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻛﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻣﻊ
ﺍﻻﺳﻤﺎﻙ ( ﺳﺘﻼﺣﻈﻴﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﻃﻔﻠﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ... ﺗﺤﺎﺷﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﺎﺑﻚ ﻟﻄﻔﻠﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ
ﺗﺼﻔﻴﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﻋﺐ. ﻓﻤﺠﺮﺩ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ؟ ﻓﻴﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺒﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻭ
ﺍﻟﺸﺮ، ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻬﺬﺑًﺎ، ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺬﺏ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ، ﻭﻫﺬﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻜﻤﺔ، ﻓﺎﻷﺷﺮﺍﺭ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻃﻴﺒﻴﻦ ﻭﺩﻭﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﻭﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮ
ﻓﻮﺍﺟﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﻨﻊ ﺷﺮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻜﺎﻓﺌﻨﺎ .
ﻣﺎﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؟ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ
ﻋﻤﻞ ﺧﻴﺮﺍﻭﺍﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺷﺮﺍ ﻭﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﺍﻳﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ؟
ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﺘﻤﻨﺎﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻼﻫﻲ ﻭﺷﻜﻮﻻﺗﻪ ﻭﺣﻠﻮﻳﺎﺕ ﻭﻟﻌﺐ ﻭﻛﻞ ﺷﻲ ﺗﺤﺒﻪ ﻣﺨﺒﻴﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ
ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﻻﻡ ﻭ ﺍﻻﺏ ﻭﻻﻳﺆﺫﻭﺍ ﺍﺻﺤﺎﺑﻬﻢ . ﺍﻱ ﻣﺎﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﻳﺖ
ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ.
ﺍﻳﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ؟
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻜﺎﻥ ﺳﻲﺀ ﻭﻗﺒﻴﺤﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎﺍﻟﻌﺎﺏ ﻭﻻﻫﻮﺍﺀ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﺨﺒﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﻬﺎﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻼﻟﺸﺮ ﻭﻻﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻡ
ﻣﺎﻣﺎ ﻭﺑﺎﺑﺎ ﺍﻭ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺍﻭ ﻣﺎﻳﺼﻠﻲ ﺍﻭ ﻣﺎﻳﺼﻮﻡ ﻭﻳﻌﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎﻳﻄﻴﻊ ﺍﻭﺍﻣﺮﻩ .
ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ :
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﺤﻤﻞ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ؟
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻷﻫﻞ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻷﻣﻮﺭﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﻭﻧﻘﺺ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﺘﻜﺘﻢ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺣﻮﻟﻬﺎ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺜﻼً : ﺃﻥ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺭﻛﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﻧﻔﺨﺔ ﻫﻮﺍﺀ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﻔﺎﺥ ﺍﻟﺒﻄﻦ
ﻭﻏﻴﺮﺫﻟﻚ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺴﻄﺔ ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺤﺪﺩ
ﺳﻨﺎً ﻣﺒﻜﺮﺓ ( ﻣﺎﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﻼﻟﻬﺎ ) ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺆﺧﺮ ﺫﻟﻚ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﻋﻄﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻫﺎﺩﺉ ﺩﻭﻥ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺗﺨﻮﻳﻒ ﻭﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ
ﻭﻳﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻷﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﺍﻷﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺳﻬﻞ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ . ﻭﻻﻳﻤﻜﻦ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺩﻓﻌﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ
ﺳﻴﺴﺘﻔﺴﺮ ﻃﻔﻠﻚ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻻﻧﺜﻰ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻜﻮّﻥ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺮﺣﻢ؟؟ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﺃﺧﺒﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻌﻴﻨﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﺏ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻟﻸﻡ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻀﻊ ﻓﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠّﻢ
ﺍﻷﺏ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻄﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ. ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﺳﻔﻞ ﺑﻄﻦ ﺍﻷﻡ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻧﻤﻮﻩ
ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺭﺣﻤﻬﺎ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪﺍ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻻﻃﻔﺎﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻄﺎﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺪ
ﻟﻴﺤﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﺑﺪﺍ ﻟﻤﺴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻱ ﺃﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺍ ﺍﻷﻡ .. ﻭﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻦ
ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺑﻮﺿﻮﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺘﺤﺪﺙ ﻷﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺣﺘﻰ ﻻﻳﺼﺎﺑﻮﺍ ﺑﺼﺪﻣﺔ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺃﻳﺔ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻻ ﺗﻔﺮﺡ ﻻﻧﻬﺎ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﺍﺣﺮﺍﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎ
ﻷﻱ ﺻﺪﻣﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻠﻘﺖ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻛﺎً ﺃﻭ ﺧﻮﻓﺎً .
ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎﺗﺮﻯ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ( ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ )ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑﻌﻀﺎً ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻔﺰﻋﻲ ﺑﻞ ﺗﻮﺟﻬﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ
ﻧﺤﻮ ﻃﻔﻠﻚ ﻭﺍﻃﻠﺒﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻟﻌﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻭﺍﺷﺮﺣﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺟﺴﺪ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺳﺮﻱ ﻭﺧﺎﺹ ﺑﻜﻞ ﻃﻔﻞ
ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﺮﻳﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻷﻱ ﺍﺣﺪ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﺃﻭ ﻟﻤﺴﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻔﻪ ﻭﺩﻟﻜﻪ ﻭﺭﺵ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ
ﻭ " ﺍﻟﺒﻮﺩﺭﺓ " ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺑﺎﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ
ﺇﻓﺮﺍﻁ ﻭﻣﺒﺎﻟﻐﺔ .
ﺃﺳﺌﻠﺔﻋﻠﻤﻴﺔ:
ﻟﻤﺎﺫﺍ 2=1+1 ؟ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﻀﻮﺀ؟ﻣﺎﻫﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﻥ؟
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺳﻴﻜﺮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻘﻂ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﺡ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ
ﻭﺳُﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻓﻀﻮﻟﻪ ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻥ ﻋﻘﻞ ﻃﻔﻚ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﺇﻏﺮﺍﻗﻚ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ ﻟﻴﺼﻴﺒﻚ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻠﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﻚ
ﺍﺳﺌﻠﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭ ﺍﻹﺣﺮﺍﺝ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﺼﻴﺒﺎﻙ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺘﻪ ﻗﺪﺭ
ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻷﺳﺌﻠﺔ ﻏﺒﻴﺔ ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺮﻓﻲ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﺎ
ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ.
ﺍﺷﺘﺮ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻌﻴﺮ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺒﺴﻄﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﺭﺳﻮﻡ ﺗﻮﺿﻴﺤﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺎﺑﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻭﺣﺎﻭﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻔﻈﻲ ﺃﻧﺖ ﺑﻔﻀﻮﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﻭﻻ ﺗﻘﻨﻌﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻧﻚ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺷﺨﺼًﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎً ﺑﻞ ﻛﻮﻧﻲ ﻣﺘﻔﺘﺤﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ
ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻭﺳﻊ ﺍﻓﻘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ .
ﺳﻨﺪﺭﺝ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺠﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ :
- ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ،ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ،ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ. ﻓﺎﻥ ﺳﺄﻟﻚ ﻃﻔﻠﻚ ﺃﻳﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ؟
ﻗﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻓﺎﻥ ﺳﺄﻟﻚ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺮﺍﻩ ﻗﻞ ﻟﻪ ﻻﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻟﻮﻥ ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻓﺎﻥ ﺳﺄﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻪ
ﻗﻞ ﻟﻪ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻭﺍﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻗﺮﺏ ﻣﺮﻭﺣﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﻳﺸﻌﺮ ؟ ﻭﺑﻬﺪﻩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻃﻔﻠﻚ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺇﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺟﺎﺑﺎﺗﻚ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺤﺴﻮﺳﺔ
ﻟﻪ .
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻮﻟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺸﻮﻫﻴﻦ ﺍﻭ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻋﺎﻫﺔ ؟
ﻟﻜﻲ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻌﻤﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺧﻠﻖ ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ ﺍﺻﺤﺎﺀ ﻓﻨﺸﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻴﺬﻛﺮﻧﺎ
ﺑﻀﻌﻔﻨﺎ ﺍﻣﺎﻡ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻓﻼ ﻧﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﻐﺮﻭﺭ ﺑﻞ ﻧﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﻳﻌﺎﻭﻥ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺳﻴﻌﻴﺶ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﺑﺪﻳﻪ ﺍﺻﺤﺎﺀ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﻓﻘﺮﺍﺀ ؟ﺑﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺷﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻗﺼﻮﺭ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻻﺧﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻛﻮﺍﺥ ؟
ﺍﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺯﺭﻕ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﺘﺤﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ،
ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻟﻴﻤﺘﺤﻦ ﻋﻄﺎﺀﻩ ﻟﻼﺧﺮﻳﻦ ، ﻭﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺤﺮﻣﻪ ﺍﻟﺮﺯﻕ
ﻟﻴﻤﺘﺤﻦ ﺻﺒﺮﻩ ﻭﺗﺤﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﻳﺴﺮﻕ ﻭﻻﻳﺤﻘﺪ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻋﺎﺵ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﻪ ﺻﺎﺑﺮﺍﻋﻈﻢ ﺛﻮﺍﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ، ﺍﻣﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺜﺮ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻂ ﻻﺧﺮﻳﻦ
ﻭﺍﺳﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻢ ، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻌﺬﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﺑﻲ ؟
ﻷﻧﻲ ﺍﻧﺎ ﻭﻭﺍﻟﺪﻙ ﻏﻴﺮ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺳﻴﻌﻴﺶ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻣﺜﻠﻚ ﺍﻧﺖ ﻭﺻﺪﻳﻘﻚ ﺗﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻣﻊ
ﺑﻌﻀﻜﻤﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺗﺴﻜﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﺎﺍﺣﺒﻚ ﻭﺑﺎﺑﺎ ﻳﺤﺒﻚ
ﻭﺳﺘﺰﻭﺭ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻲ .
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﻳﻠﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻃﻔﻼ ؟؟
ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﺘﻠﺪ ﻭﺗﺮﺑﻲ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻴﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺎﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻘﻮﺓ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺾَّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻜﻴﻼ ﻻ ﻳﺮﻱ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺜﻴﺮ
ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﺪﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
ﺍﻻﺳﺘﺌﺬﺍﻥ : ﺣﺪَّﺩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺃﻭﻗﺎﺗﺎً ﺛﻼﺛﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﻭﻭﻗﺖ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻘﻴﻠﻮﻟﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ، ﻭﻫﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻧﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ. ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻻﺣﺘﻼﻡ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻻﺳﺘﺌﺬﺍﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻭﻗﺖ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎﺑﺎً ﻣﻐﻠﻘﺎً .
ﻏﺾُّ ﺍﻟﺒﺼﺮ : ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻌﻮﻳﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﺫﺍﻛﺮﺗﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻌﻮَّﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺃﻫﻠﻪ ﺳﻴﻌﺘﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
ﺳﺘﺮ ﺍﻟﻌﻮﺭﺓ : ﺗﻌﻮﻳﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺳﺘﺮ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﻳﻨﺸﻰﺀ ﻟﺪﻳﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻬﺬﺑﺔ ﻗﻮﻳﻤﺔ .
ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﺎﺟﻊ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻳُﻔﻀَّﻞ ﻭﺿﻊ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ . ﺍﻣﺘﺜﺎﻻً ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺻﻠًﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠًﻢ: "ﻣﺮﻭﺍ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻟﺴﺒﻊ، ﻭﺍﺿﺮﺑﻮﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻌﺸﺮ، ﻭﻓﺮٍﻗﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﺎﺟﻊ ." ( ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ 5868: ) .
ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻦ: ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺒﻌﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻴﺠﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ . ﻭﻳُﻔﻀَّﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻷﻳﻤﻦ، ﻣﻊ
ﺗﺮﺩﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ .
ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ
ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﺑﻞ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻗﺼﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻮﺍﺏ
ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻭ ﻣﺜﻼً ﻣﻮﺿﺤﺎً ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ، ﺃﻭ ﺭﺑﻄﺎً ﺑﻴﻦ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻭﺟﻮﺍﺏ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﺎﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ، ﻓﺎﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻭﻣﻨﺎﺳﺐ، ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﻬﻤﻞ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻞ ﻧﻮﻟﻴﻬﺎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ .
ﺇﻥ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ - ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ - ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻧﻄﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ
ﻋﻨﻬﺎ .
ﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺟﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻘﺘﻨﻊ
ﻭﻳﻄﻤﺌﻦ، ﻭﻻ ﻳﺠﺪ ﺣﺮﺟﺎً ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﺃﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ