يا أيلا .. لا تهمل كَنَابِي الجّزِيرَةِ !!
@ سكان هذه الكنابي كان لهم الدور الرائد في نهضة مشروع الجزيرة جاءوا كعمالة موسمية من غرب البلاد ارتبطوا بالزراعة و تحديدا حصاد محصول القطن ، كانوا يسكنون علي ضفاف الترع والجنابيات و البُرْقَان في منازل مؤقتة من رواكيب سيقان القطن يقضون فيها الموسم ومن ثم يصدون إلي مناطقهم في دارفور ونتيجة لصراعات المرعي والجفاف والتصحر الذي ضرب دارفور وأسباب أخري فضلوا البقاء آمنون مسالمون قريبون من مصادر المياه والخدمات العلاجية وفي ذات الوقت ارتبطوا بعمل دائم طوال السنة أثبتوا فيه جدارتهم و كفاءتهم وصبرهم علي الظروف البيئية الصعبة في مناطق الجزيرة المختلفة وتعرضهم للسميات من المبيدات والرش الجوي المباشر عليهم وعلي مصادر المياه التي يستخدمونها ليسجل السكان هنالك أكثر الإصابات بالسرطان والفشل الكلوي .
@ معروف أن هنالك فئات من سكان كنابي مشروع الجزيرة تحسنت أوضاعهم لاهتمامهم بالزراعة التي أهملها أصحاب الحواشات ليصبح سكان هذه الكنابي بالمشروع وعددها يفوق 1700 كنبو مرتبطين بالزراعة و بعد أن كانوا شركاء مع المزارعين بدأوا يتجهون نحو (الدّنْقَدَة) وهي إجارة الأرض من أصحابها ليقوموا بزراعتها . يمثل سكان هذه الكنابي كميونة أسرية اقتصادية متكاملة تشتمل علي الإنتاج النباتي والبستاني والحيواني ولعلهم قد نجحوا في ما قد فشلت فيه إدارة المشروع بالتالي أي محاولة لإصلاح مشروع الجزيرة ما لم تتخذ من تجربة سكان هذه الكنابي مدخل لعلاج أزمة المشروع لن يكتب لها النجاح و فوق كل هذا بدأ يلوح واقعا جديدا لهذه الكنابي جدير بالتوقف حياله .
@ سكان هذه الكنابي ولتركيبتهم البسيطة وتفشي الجهل والأمية وسط الرعيل الأول جعلهم مستكينون لا يطالبون بأبسط حقوقهم ومتطلبات الإنسان البسيط لجهة أنهم ما يزالوا يشعرون بأنهم ضيوف في بلد غير بلدهم ولا يوجد لديهم الشعور بالانتماء الكامل لهذا الوطن نظرا لان الغالبية منهم جاءت من مناطق لا أحد يشعر فيها بالدولة ولم يتسرب إليهم الشعور بأنهم ما عادوا أجانب و أنهم سودانيون بنص القانون لدرجة أنهم مخولون بممارسة حقهم الانتخابي الذي سرقته منهم الأحزاب الطائفية وحزب المؤتمر الوطني عبر سماسرة يتعاملون مع سكان هذه الكنابي ب(الرأس) الانتخابي تقليلا من شأنهم و خداعهم بتنفيذ وتحقيق مطالبهم وما يزال هؤلاء السكان يعانون الأمرين في الحصول علي الماء النقي والإمداد الكهربي وصعوبة استخراج الوثائق الثبوتية والمستندات .
@ الحكومة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لم تهتم بسكان هذه الكنابي التي يتزايد عدد سكانها بمتوالية هندسية أصبحوا يشكلون القوي العاملة الرئيسة في حواشات الجزيرة وعدد كبير منهم قصد المدن لممارسة الأعمال الهامشية والغالبية حققت نجاحات في مجال التعدين عن الذهب و بدءوا يغيرون من شكل حياتهم في السكن وتعليم أبنائهم وبدأ الشعور بالاضطهاد والتفرقة العنصرية المخبوء بوضوح يتعمق وسطهم و سينفجر قريبا إذا لم ننتبه لقضايا هؤلاء السكان من الواقع الإنساني قبل كل شيئ و قبل أن يتم تدويل هذه القضية سيما وأن أعداد كبيرة من أبناء هذه الكنابي يقودون عمل المعارض والمسلح في الجبهات المختلفة في الخارج .
@ سعادة الوالي أيلا و حتى تصطاد عصفورين بحجر أرجو ان تفتح باب مكتبك لتستمع الي مظالم مواطني الكنابي و أولها ملف(السرقة الكبري) التي تعرف بمشروع (السكن الاضطراري) الذي توقف في إدارة الاراضي بالولاية بعد أن (لُهِطَت) المليارات التي جمعت منه في شكل حوافز و مصروفات تسيير ،وقتها فقط ستدرك حجم الظلم والخداع والسرقة التي تمت لأموال مواطني تلك الكنابي وحجم الفساد الضخم في إدارة أراضي ولاية الجزيرة التي يجب أن تبدأ بها الحرب علي الفساد و وقتها ستنعدل الخطوة ويتضح لكم الطريق . الاهتمام بسكان كنابي مشروع الجزيرة خطوة جادة للأمام في اتجاه علاج مشاكل الانتماء والهوية في وطن معافي والعجب كان بديت بزيارة تلك الكنابي واستمعت اليهم بدون برتوكولات و بهرجة .
@ يا كمال النقر .. ﺗِﺠِﺨْﺠِﺦ ﺳِﻨُﻮﻥ ﺑِﺠِﻴﺒِﻲ ﺩَﻡْ !