موسم الهجرة الي الاتحاد العام
كتب / حسن وراق
معظم دول العالم يتناوب علي دفة الحكم فيها حزبان يتجاذبون تاييد المواطنين بينما توجد عدد من فرق كرة القدم تتقارب مستوياتها ويتقاسمون عشاق اللعبة والمشجعين . في السودان العكس تماما نختلف عن شعوب ودول العالم اذ ان هنالك عدد من الاحزاب تتنافس علي كسب تاييد الجماهير من اجل الوصول للحكم دون تحقيق غلبة او اغلبية بينما هذه الجماهير رياضيا اختارت ان تنتمي لفريقي القمة ( الهلال والمريخ) ، نجد ان نسمة البلاد بكل مواطنيها في السودان تصنف اما هلاليا او مريخيا ليصبح المجتمع الرياضي في السودان اكثر جماهيرا ومنسجم في تطلعاته والاهم اكثر تعصبا في ولائه ووفيا لشعاره ، لا يبخل بالوقت والجهد والمال في الدفاع والزود عن انتمائه .واستراتيجية الحكومة تري انها احق بهذه الجماهير من الحركة الرياضية .
الاعلام الرياضي فطن الي هذه الحقيقة مصادفة او عن قصد ليستثمرها في ( بزينس) راكم الكثير من الاباح المليارية مستثمرا عواطف الجماهير الرياضية ومسجلا اعلا مبيوعات للصحف الرياضية ( في القرة الافريقية والشرق الاوسط )والتي ملأت اماكن بيع الصحف واخذت متسعا من وقت الناس وشغلت حديثهم وجذبت اليها مختلف فئات المجتمع من نساء وشيوخ واطفال جميعهم انشغل بماتكتبه الصحف الرياضية خاصة قبل وبعد لقاءات القمة لتلعب دورا خطيرا في تشكيل ذهنية كثير من القراء وتوجيه رأيهم . تلك الصحف شغلت الرأي العام كثيرا عن قضاياه الرئيسة واصبحت تسهم في تقديم خدمة كبيرة للحكومة بصرف جموع الجماهير وتخديرها حتي لا تشعر بتنامي وتعقد مشاكلها الحياتية لتصدق الحكومة بان الشعب راض عنها بانصرافه و الاهتمام بما يدور في كرة القدم من صراعات وتنافس وقضايا اخري.
احلام وطموحات المجتمع الرياضي بتحقيق الفوز واحراز النتائج المشرفة وبلوغ القمة والتفاعل من اجل الوصول لتحقيق هذه الاهداف والمقاصد هو بؤرة شعور كل المواطنين تجاه البلد التي تربع علي حكمها من عمد الي وأد تلك الاحلام والطوحات واحال دونها الوسائل وتوجيهها الي الاطار الضيق لمحيط رياضة كرة القدم والتي أصبحت متلقيا لتلك القيم النبيلة تجاه الوطن. تشهد المجتمعات الرياضية الآن حراكا علي المستوي الشعبي بتعاظم وتكاثر جماهيري لافت للنظر .علي المستوي الحكومي المخطط يهدف لاستثمار هذا الوضع عله يرشح في تقريب الجماهير الرياضية التي عزلت نفسها عن الحكومة التي تري في الجماهير الرياضية وقود ( طاقة بديلة ) لزيادة شعبية الحكومة وهي تعد العدة لخوض انتخابات عامة تنتظر الفوز بها بشتي الطرق والوسائل وفي سبيل ذلك تعمل علي حشد جماهيري يستهدف الجمهور الرياضي الذي يبذل في سبيل ارضاءه وتملقه كل مرتخص وغال .
الحكومة وعبر رموزها الموالين والمتوالين و ( الطابور الخامس ) ومن خلال المؤتمرات الرياضية المختلفة واللقاءات والجلسات و ( القعدات ) جعلت من كرة القدم ( بزنس ) تم خصخصته هو الاخر وافرغ محتواه من مبدأ ( اهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ) ورفع تكلفة ادارة العملية الرياضية واثقالها بالكثير من الالتزامات المالية ليحتكر العمل فئة تتربع علي ادارات اندية القمة التي تدار براس مال مصدره الدولة لينتقل امر رياضة الكرة بالبلاد الي رموز الحكم والذين يسيرون الامور باموال لا يملكها احد في السودان . الامثلة علي ذلك كثيرة ، انظروا متوسط تكلفة البقاء بالدوري الممتاز في الشهر تتراوح مابين 100 الف جنيه ( 100 مليون قديم ) الي 200 مليون شهريا. من ذا الذي يملك هذه الاموال في سودان اليوم؟؟ الحديث هنا لا يشتمل علي اندية القمة التي تتفاخر بصرف مليودولاري بلا فائدة لشعب تفتك به الامراض المتوطنة وتتسع فيه دائرة الفقر وأصبح الدوري الممتاز فرع نيجريا .
بعد ان احكمت القبضة الاداريةعلي الاندية الرياضية في القمة واندية الممتاز، اتجهت الحكومة الي دائرة الشئون المنظمة لكرة القدم والمتمثلة في الاتحادات وخاصة الاتحاد العام والذي سيترك مقعد رئاسته بعد انقضاء فترة (الرجل القوي ) البروف شداد ، صراعا حادا سوف تستثمره الحكومة في شغل الوسط الرياضي طويلا بعد ان نشط ( السماسرة ) الذين ابلغوا الرسالة بأن رئاسة الاتحاد القادم لن تمر الا عبر بوابة المؤتمر الوطني الذي يريد ان يستغل هجرة الوافدين اليه من اجل المنصب والمقاعد الاخري اعلاميا وتوريط الكثيرين بلا ضمانات والمنصب الآن في انتظار ابن الحكومة المدلل والذي يعمل في إعادة هيكلة الاتحاد العام وترتيبه من الداخل برفده بعدد من المستشارين من الاداريين والمهاجرين الجدد لتسهيل المهمة توطئة بتخفيف صدمة اقصاءهم في المستقبل القريب والحكومة ( كالجمل تحتفظ بالضغينة ) لن تنسي معاركها السابقة والتي فشلت فيها للسيطرة علي الاتحاد ولا تنس اولئك النفر الذين جرعوها الهزيمة فهل نسي القادمون الجدد ذلك؟؟.