تأشيرة دخول

لم يجد «محمد أحمد» خيارات أمامه غير أن يسارع بحزم حقائبه ذات ليلة ممطرة، وهو يسابق أشواقه نحو المطار الذي حتما عبره سيصل إلى حيث تهوى نفسه، ويذهب «قلقه» ليبدأ رحلة جديدة مختلفة عن تلك التي مشاها لنحو ربع قرن من الزمان، لاقى خلالها كل صنوف الأذى النفسي،الذي لم يكن ليحتمله لولا «طموحات» بغدٍ أفضل لأسرته التي يريد لها أن تعيش عيشةً كريمةً بحيث لا يعوزها الذهاب إلى المدارس الخاصة، ومعاودة أطباء المستوصفات الخاصة إن ألم بها مكروه، وقد تحقق له هذا، وأفلح في رعاية الأبناء حتى تخرجوا في الجامعات التي لا تقبل عملة غير «الدولار»..!! بل هو مضى خطوات أبعد من ذلك عندما زوج ابنه البكر، ومن بعده ابنته، ولم يبق أمامه غير آخر العنقود الذي تخرج أيضا وامتطى صهوة وظيفة ستحقق له أحلام الجيل الحالي.. ولكن ماذا بعد..؟!

«محمد أحمد» وهو زول سوداني يريد أن يشارك «الناس» أفراحها وأحزانها، وتكون لها «قيمة مضافة» بين أهله الذين أخذته منهم الغربة لنحو ربع قرن كامل من الزمان، وهو مدفوع بهذه المشاعر الإنسانية التي لا تقبل التجزئة، قرر أن يعود إلى وطنه، وطرح الأمر على أسرته التي كبرت، وأصبحت لكل فرد فيها مسؤولية تختلف عن الآخر، وبالتالي لا يوجد من سيصحبه في رحلة العودة غير «مدامه المصون» .. غير أن المفاجأة التي لم يحسب لها حساباً طوال السنوات الماضية أن ترفض «المدام» العودة إلى السودان، بحجة ان الأوضاع غير ملائمة لتوفير حياة «مريحة» !! وهي ذات الحجج التي كانت تسوقها خلال السنوات الماضية، عندما يعاود «محمد أحمد» الحنين إلى معانقة تراب الوطن، كانت تصادر منه أحلامه سريعاً وتذكره بأن مستقبل الأبناء لن يكون سعيدا ان هم عادوا إلى السودان .. ورغم أن الظروف اختلفت فلاتزال «المدام» تصر على البقاء في أرض الغربة..!!

وأمام هذا الواقع سارع «محمد أحمد» بالعودة إلى السودان تاركا «المدام» بصحبة أبنائها تنعم بما تريد، وهو يقول عن نفسه إنه وجد سعادة لم تتوفر له من قبل، فهو ينام باكرا في قريته البعيدة عن ضجيج الخرطوم، ويستيقظ قُبيل أذان الفجر، دون «منبه للوقت» تاركا منزله «الأنيق» الذي بناه بعرق سنوات طويلة في العاصمة الخرطوم «ينعق فيه البوم»..!! وهو يعيش على يقين بأن «المدام» ستعود قريباً، وستسعد بما هو فيه.

قصة «أوجاع» الغربة لم تعُد من سبيل الأحاديث العابرة، بل هي قضية «مشتعلة» في نفوس كثير من الذين يتطلعون إلى عودة، حتى ولو كانت شبيهة بعودة صاحبنا «محمد أحمد».. وربما شهدنا في مقبل الأيام من يقلد القصة حتى ينام مرتاح البال طالما عيونه تكتحل في كل صباح بما يذهب عناء النفس.



وأخيراً نقول لبورداب دوت كوم بالخارج بلادك حلوه ارجع ليه

سلام الاخت ايناس والله ما عندي رد غير اقول ليك المعايش جبارة والظروف احيانا تتغلب علي الانسان لاكن اتمني من الله تعالي ان يرد غربة اي انسان عن وطنه واتمني ان يعم الخير ربوع وطني السودان ونسمع بعودة جماعية الي السودان

يا نوسه الغربة مره


يارب ترد كل متغرب لأهله ولدياره


وطال بينا الحنين طال بينا الشجن

ايناس
كنت والى وقت قريب اكثر الناس عداءا للغربه ولى فلسفه صغيره فى هذا الموضوع تقول الماشالو وطنو مابشيلو وطن غيرو
لكنى اكتشفت انى كنت مخطئا فى فلسفى هذه
نعم الحنين جوانا لى بلدنا واهلنا الحلوين السودانيون الطيبون منعنى من التفكير من قبل فى هجرة وطننا الحبيب
ولكن كيف الحال عندما تجد نفسك مع غالبيةالشعب مغرب فى وطنك

وأخيراً نقول لبورداب دوت كوم بالخارج بلادك حلوه ارجع ليه........
ايناس
متعك الله بالصحه والعافيه
زمان كان فى جار لي ناس ابوي فى الدكان كان شغال ترزى وعندو ماكينة خياطة ( فى برندة بار بشري ) وبار بشري ده مشهور فى الحصاحيصا وكمان الترزي اكتر من مشهور واسمو ( شعيبو) اذا كان حي الله يطراه بالعافيه , كنت انا صغير يناديني ويقول تعال ( ياضنقلاوي ) يا حلاب التيس امشي احلب لي التيس ده وتعال بديك قرش , ويضحك علي يقول لي شوف التيس ده لبن كتير لكن درب مافي
الدرب المافي ده هو الخلانا فتشنا سكة الغربه , والان موش نحنا ساكنيين فى الغربه وانما الغربة هى الساكنا فينا ... عن نفسي اذا وجدت طريقة لحلب ذلك اللبن ( بتاع التيس) الذي يشير له عمنا ( شعيبو) ساعتها يمكنني الرجوع والتغني معك بتلك الاغنيه

..!!

العزيزة ايناس ..
كيفنك وانتى تتلمسين مانحاول ان نتناساه بقصد او بغيره ....
بعيد عن العواطف والمحنة والالفة ولمة الاحبة والخلان ...
1+1 فى السودان هسى بساوى ........................... 13
وانا لسه جاى طااااازة .....
وبعيدا عن الماديات التى قد تتوفر وبكثرة داخل وطننا المسلوب منا .... وليس قدحا وذما فى اهلنا بالداخل .... ولكن
قد يكون الكثيرين قد اعتادوا على عيشة القهر الفكرى والاخلاقى والمادى وتعايشوا معهو بكل الطرق جييدها وسييئها ... ولكن
من ياتى من الخارج ينظر الى الحال بكثير من الشفقة والاحباط والذهول لكثير من المظاهر السالبةوالتى اصبحت جزء من الواقع اليومى .... ويحاول ان يجد القليل من الاجابات لكثيير من التسؤالات .... ولكن
بمقولة بسيطة قد تكفى لمن يقلبها ذات اليمين وذات الشمال ان البلد تفتقد الى النظام فى كل شى .... كل شى وعلى ذلك قس.....
ويظل السودان ....
وطنا البيسموا كتبنا ورطنا ....
بلد حدادى مدادى ...
مابنبنيهو فرادى ...
( خواطر عائد بلا عودة ........ )

سلامي وتحياتي للاخت Enas صاحبة البوست واخي الكريم راشد ... حقيقة رجعتونا الي البلد بالروح.
واسفاي في هذه الغربة والصقيع كندا الغريبة.
والله جذبتنا هذه الاغنية ولكم تحايانا وعبركم ابعث الي جميع ربوع بلادي والاهل..بالفاو..والخرطوم ..والجزيرة......... وغربنا الحبيب.........ونسال الله ان يدوم السلام والامن والؤيام.

اوفييييييييييييييييييييييت وكفيييييييييييييييييييييت ياخضر .....
زمان قلنا الطلعنا غير الله ..... الاجى يرجعنا .....

...
مواجع بس يابركة ؟؟؟
بس وييييييييييييييين عاد ...... فيك ... فيك ...
غربة مستمرة الى ما لا نهاية ....
والى ان يستلم راشد حمدون كاس ابطال افريقيا ....
احسن شى انسى .... انسى .... وحاول التعايش مع الواقع ....