موضوع: المروءة يا أهل المروءة الخميس 11 فبراير 2010 - 7:49
المروة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: مما لا شك فيه أن الإسلام جاء بتحصيل كل فضيلة نبذ كل رذيلة، ومن أهم ما جاء به الإسلام التمييز شخصية المسلم عن غيره الأخلاق والآداب والعقائد والأحكام المروءة خلق جليل وأدب رفيع تميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات المروءة خله كريمة وخصلة شريفة وهي أدب نفساني تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات نعم..صدق في اللسان واحتمال للعثرات، وبذل للمعروف، وكف للأذى، وصيانة للنفس، وطلاقة للوجه، المروءة من خصال الرجولة فمن كانت رجولته كاملة كانت مروءته حاضرة، المروءة من أخلاق العرب التي يقيسون بها الرجال ويزنون بها العقول حقا.. إنها كلمة لها مدلولها الكبير الواسع فهي تدخل في الأخلاق والعادات، والأحكام والعبادات. أهمية المروءة: 1- قال تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ )[البقرة: 282] ومن ترتضى شهادته فإنه لا يخالف الآداب الحسنة ولا يخرج عن أعراف الناس ولايزري على نفسه ولا يتعاطى ما فيه خسة أ و دناءة. 2- ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))[رواه أحمد]. 3- ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))[رواه مسلم]. 4- ((إذا لم تستح فاصنع ما شئت))[رواه ابوداود]. 5- إن اله ـ عز وجل ـ كريم، يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سفسافها))[سلسلة الصحيحة 3/1378]. 6- إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها))[سلسلة الصحيحة 4/1627]. 7- ولأهميتها فقد جعلها كثيرة من المحدثين شرطاً في الراوي حتى يقبل حديثه، فمتى انخرمت مروءته تركوا حديثه. 8- قيل لسفيان بن عيينه ـرحمه الله ـ قد استنبطت من القرآن كل شيء فأين المروءة في القرآن قال في قول الله تعالى: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )[الأعراف: 199] ففيه المروءة وحسن الآداب ومكارم الأخلاق، فجمع قي قوله: (خُذِ الْعَفْوَ) صلة القاطعين والعفو عن المذنبين والرفق بالمؤمنين، وفي قوله تعالى: (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ) صلة الأرحام وتقوى الله في الحلال والحرام، وفي قوله تعالى(وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) الحض على التخلق بالحلم والإعراض عن أهل الظلم والتنزه عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة وغير ذلك من الأفعال الحميدة والأخلاق الرشيدة. أنواع المروءة: 1- المروءة مع الله تعالى ـ بالاستحياء منه حق الحياء، وأن لا يقابل إحسانه ونعمته بالإساءة والكفران والجحود والطغيان، بل يلتزم العبد أوامره ونواهيه ويخاف منه حق الخوف في حركاته وسكناته وخلواته وجلواته وأن لا يراه حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره. 2- المروءة مع النفس بحملها على ما يجملها ويزينها وترك ما يدنسها ويشينها، فيحرص على تزكيتها وتنقيتها وحملها على الوقوف مواقف الخير والصلاح والبر والإحسان مع الارتقاء بها إلى مراتب الحكمة والمسؤولية لتكون الناصح الأقرب إليه والواعظ الأكبر له: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس: 9 ـ 10 ]. 3- المروءة مع الخلق بإيقائهم حقوقهم على اختلاف منازلهم والسعي في قضاء حاجاتهم وبشاشة الوجه لهم ولطافة اللسان معهم وسعة الصدر وسلامة القلب تجاههم وقبول النصيحة منهم والصفح ويكره لهم ما يكره لنفسه. مجالات المروءة: 1- رجاحة العقل ورزانته، يقول الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ (حسب المرء دينه، وكرمه تقواه، ومروءته عقله، وقديماً قيل: (عدو عاقل خير من صديق جاهل). 2- صون النفس عن كل ما يعيبها أمام الخلق ولو كان ذلك الأمرحلالاً، يقول عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: المروءة حفظ الرجل نفسه)). 3- حسن التدبير واتقان الصنعة من المروءة والأخلاق والمحمودة، لأن الأخرق الذي لا يتقن ما سثنعه مذموم عند الناس((إن الله يحب إذا علم أحدكم عملاً أن يتقنه))[سلسلة الصحيحة 3/1113]. 4- حسن المنازعة والكرم في الخصومات، فهي من صفات الرجل الحليم ذي المروءة التامة والإيمان الكامل ((من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء))[رواه ابن ماجه]. 5- نشر الجميل وستر القبيح مع ملازمة التقوى والعمل الصالح، فهي جماع المروءة وأعلاها. 6- تجنب المنة واستكثار القليل من المعروف، ورحم الله سفيان الثوري يوم قال: ((إني لأريد شرب الماء، فيسبقني الرجل إلى الشربة، فيسقينيها فكأنما دق ضلعاً من أضلاعي، لا أقدر على مكافأته)). 7- نظافة البدن وطيب الرائحة العناية بالمظهر بلا إسراف ولا مخيلة مع الاهتمام بالباطن وإصلاحه، يقول عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ من مروءة الرجل نقاء ثوبه، والمروءة الظاهرة في الثياب الطاهرة)). 8- تجنب الفضول ومراعاة العادات والأعراف ما لم تخالف الشرع الحكيم. 9- القيام بحقوق الجيران من إكرام وإحسان وحماية ونصرة وكف للأذى مع احتمالهم وقبولهم على ما هم عليه. 10- ألا يفعل المرء في السر ما يستحيي من فعله في العلانية. عوامل تحقيق المروءة: 1-علو الهمة والتطلع إلى أصحابها، فكلما علت الهمة ازدادت المروءة. 2- شرف النفس واستعفافها ونزاهتها وصيانتها. 3-اختيار الزوجة الصالحة مما يعين على تحقيق المروءة، فهي مع الزوج حرصاً منها على سمعته ومصلحته وشخصيته، فاظفر بذات الدين تربت يداك، [رواه البخاري]. 4-مجالسة أهل المروءات ومجانبة السفهاء وأهل السوء. خوارم المروءة: من الخوارم ما هو محرم، ومنها ما هو مكروه، ومنها ما هو مناف للأدب والحشمة، وإن لم يكن مخالفاً للشرع، وإليك طرفاً منها: 1- استخدام الضيف وتكليف الزائر بالعمل ولو كان خفيفاً، لأن الإكثار منه لغير حاجة ليس من المروءة، قال عمر بن عبد العزيز: ((ليس من المروءة استخدام الضيف)). 2- البول قائماً واعتياده من غير حاجة، وكذا البول على قارعة الطريق المسلوكة وفي الأماكن العامة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي سباطة قوم فبال قائماً، [رواه ابن ماجة[ وكان لحاجة. 3- الأكل في الطريق والأسواق والأماكن العمة ما لم تكن مكاناً معداً للطعام أو مكاناً يستتر فيه عن الناس. 4- الجشع عند أكل الطعام كان يأكل بشدة ونهم وإسراع. 5- التجشؤ أما الناس وحضرتهم، فهو من خوارم المروءة وقلة الأدب، وقد تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((كف جشاءك عنا، فإن أطولكم جوعاً ويوم القيامة أكثركم سبعاً في دار الدنيا))[رواه ابن ماجه] ويزداد الأمر سوءاً إذا كان في داخل الصلاة. 6- إخراج الريح بصوت مع القدرة على ضبط النفس، بخلاف ما لو خرج من غير قصد، فإنه لا يجوز الضحك منه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لم يضحك أحدكم مما يفعل))[رواه البخاري]. 7- إضحاك الناس بحركات وأفعال غريبة، قال ابن قدامة ، وأما المروءة فاجتناب الأمور الدنيئة المزرية به أو ستخر بما يضحك الناس به)). 8- أن يحاكي شخصاً في حركاته ومشبته من باب السخرية واضحاك الناس كما يفعله الممثلون والمهرجون الذين يزاولون فنهم من باب (الكويديا) قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وتحرم محاكاة الناس للضحك ويعزر هو ومن يأمره،لأنه أذى)). 9- الرقص والتصفيق والتصفير للرجال كما حكى الله عن المشركين،( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً )[ الأنفال: 25] قال ابن عبد السلام: (الرقص والتصفيق للرجال خفة ورعونة مشبهة لرعونة الإناث لا يفعلها إلا أرعن أو متصنع كذاب. 10- الشحاذة ومد اليد للناس، قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ فمن كان أكثر عمره سائلاً أو يكثر ذلك منه فينبغي أن ترد شهادته. 11- التصريح بأقوال يستحيا من ذكرها بلا حاجة. 12- تكتيف اليدين على الدبر وهذا فعل مستقبح عند ذوي المروءات والشيم وكذا وضع اليدين على القبل، أو العبث به أمام الناس. 13- المبالغة في الإسراع في المشي مع كثرة الالتفات. 14- اللعب بالحمام لأنه من فعل الأراذل، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يتبع حمامة فقال: ((شيطان يتبع شيطانه))[رواه ابو داود]. 15- تذوق الأطعمة والفواكه والخضروات عند الباعة وكذا الإدهان عند العطار دون استئذانهم أو دون أن ينوي الشراء منهم. 16- كشف العورة وما جرى بالعادة عند الناس أنه عورة كالصدر والظهر والبطن. 17- لبس الأحمر الخالص من الثياب للرجال، لأنه من باب التشبه بالنساء. 18- كل من تزي بزي يلفت الأنظار ويسخر منه كمن يلبس لبس الشهرة. 19- نتف شعر اللحية والإبط والأنف أمام الناس لما فيه من الدناءة والتقزيز الذي لا يخفى. 20- مد الرجلين في مجمع النسا من غير حاجة، ويزداد قبحاً مدها أمام كتاب الله تعالى. 21- مخاطبة المرأة الرجل بخطاب فاحش أمام الناس وفي تجمعاتهم. 22- الإكثار من المزاح، فهو مما يذهب المروءة ويسقط الهيبة، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ((يا بني لا تمازح السفهاء فتسقط كرامتك ولا اللئام فتذهب مروءتك)). 23- مضاحكة الزوجة وتقبيلها ليلة زفافها بحضرة الناس كما يفعل في الأعراس المختلطة عند كثير من الخلق والله المستعان. 24- الأكل من موضع يد صاحبك أو من غير ما يليك، عن عمرو بن أبي سلمة قال كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي: يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ))[رواه البخاري]. أسباب خوارم والمروءة: 1- نقص الدين. 2- قلة الحياء. 3- خبل في العقل، فمن كان ذا عقل فليكن ذا دين وحياء. وأخيراً: فإن المروءة لذة تفوق كل لذة في هذه الحياة، وهي مما تحتاج إلى صبر ومجاهدة ودقة وملاحظة وسلامة ذوق ورحم الله الإمام الشافعي يوم قال: ((والله لو كان الماء البارد ينقص من مروءتي لشربته حاراً)). وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
راشد محمد الجاك
موضوع: رد: المروءة يا أهل المروءة الخميس 11 فبراير 2010 - 9:04
جزاك الله الف خير اخونا قرشى وحقيقى طرح مفيد للغاية وندعو الله عزوجل ان نكون من اهل المرؤة ....
ايهاب ابوكساوى الجاك
موضوع: رد: المروءة يا أهل المروءة الخميس 11 فبراير 2010 - 9:50
جزاك الله خير الاخ قرشي اللهم اجعلنا من اهل المروءة والحياء وكمل عقلنا وديننا
قرشي محمد
موضوع: رد: المروءة يا أهل المروءة الخميس 11 فبراير 2010 - 18:45
اخواني الأحبه/ راشد محمد الجاك وايهاب ابوكساوي حفظهم الله ورعاهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فادعو الله عز وجل لنا ولكم أن يجعلنا من أهل المروءة وجزاكم الله خيراً على المرور