من الجميل ان نهتم بمدعينا ومن الاجمل ان يكون الاهتمام هنا بمصطفى سيد احمد لان مصطفى سيداحمد احد الجبال الاوتاد التي تحس بانها تثبت الشعب السوداني عند النوائب . سوف اسير هنا في اتجاه الاهتمام بانسانية مصطفى التي قل ان يوجد مثيلها اليوم لان الكل يهتم بمصطفى الفنان ولا يوجد تسليط للضوء على مواقفه الانسانية وايضا حتى يوقن الكل ان فن مصطفى هو تعبير حقيقي عن اراءه وافكاره الانسانية وساتناول هنا بعض المواقف التي كان مصطفى لا يحب ان تذاع للحس الانساني العالي الذي يتمتع به والتي ذكرها اصدقاءوه بعد رحيله .
من ماثرالراحل كان ان اتاه _وهو مقيم بالقاهرة_ شاب مصاب بنفس المرض الذي ظل يلازم مصطفى (الفشل الكلوي) وطلب منه ان يقيم له حفل حتى يساعده في ان يزرع كلية ولحالة مصطفى الحرجة في ذلك الوقت ولتحديد مواعيد السفر الى الدوحة لاستكمال العلاج هناك تعزر قيام الحفل فما كان من مصطفى الا ان تبرع بنصف ما جمعه من مال للشاب مع العلم ان كل ما يملكه (قبل التبرع) لم يكن يفي بعلاجه هو هذه الحقيقية المهمة كشف عنها صديقه مدني النخلي .
وايضا من ماثر هذا الراحل انه في يوم من الايام اتاه احد الملحنيين وقال له ان الفنان الفلاني يدفع 50 جنيه في تلحين الاغنية فكم تدفع انت فما كان من مصطفى الا ان قال له (اشكرك على جميع الفترة التي تغنيت فيها بالحانك ولكن الاغنية لم تصل لهذه الدرجة من الابتذال حتى تعرض للمزايدة والبيع في السوق) وما كان من مصطفى الا ان توقف من غناء الالحان السابقة التي لحنها له .
في الايام الاخيرة من حياته منعه الطبيب من ان يغني بعد جلسات الغسيل الكلوي التي كانت 3 مرات في الاسبوع ونصحه بان الغناء بعدها دون الخلود للراحة له بالغ الضرر بحياته .وكان عازف الاوكورديون عبدالمنعم (راوي هذه القصة) الذي يسكن معه يعلم بتحزيرات الطبيب فيحاول ان يتعلل علي من ياتي لسماع الراحل بعد جلسة الغسيل فما كان من مصطفى الا ان يقوم من فراشه ويغني لسامعه ما يريد حتى يسيل الدم من يده اليسرى فيحاول ان يخبئ يده خلف العود حتى لايراها الضيف .هذه البعض القليل من ماثره التي وثقت والكثير يطويه الكتمان فمن يعرف بعض مواقفه الانسانية الاخرى فلينشرها هنا لنكون وثقنا لشخص لا تستطيع الكلمات انصافه