موضوع: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأربعاء 28 يوليو 2010 - 23:08
إعدام القيادى الشيوعى السودانى عبدالخالق محجوب
كتب ماهر حسن ٢٨/ ٧/ ٢٠١٠
رثاه الشاعر المنفى مظفر النواب فى قصيدة يقول فى مقطع منها: «ولله جنود من عسل.. وعلى رأسك يا محجوب.. رأينا سلة خبز تأكل منه الطير.. وفى ساعات الصبح سيمثل اسمك فيك.. وضج الكون دما وعصافير خرساء.. مفقأة الأعين.. وارتفعت أدخنة الكيف الدولى» كما رثاه شعراء عرب آخرون، هذا هو عبدالخالق محجوب، القيادى البارز فى الحركة الشيوعية العربية والسودانية، والذى كان معروفا فى المحافل الشيوعية العالمية وله عدد من المؤلفات التى عرضت لإمكانية إيجاد صيغة سودانية للماركسية بدلا عن التطبيق الحرفى للتجربة السوفييتية أو الصينية ومحجوب مولود فى حى السيد المكى بمدينة أم درمان السودانية. إحدى مدن العاصمة السودانية المسماة بالمثلثة «الخرطوم والخرطوم بحرى وأم درمان»، والعاصمة الوطنية لدولة المهدية، وأحد معاقل الحركة الوطنية والثقافية، وكان مولده فى ٢٣ سبتمبر عام ١٩٢٧.
رفض محجوب الانتماء للحزب الشيوعى السوفييتى، كما كان يرفض الربط بين مبدأ حرية العقيدة والإلحاد. عارض محجوب انقلاب جعفر نميرى فى ٢٥ مايو ١٩٦٩ لتعارضه مع مبدأ الديمقراطية الذى ظل يدعو إليه الحزب ولكن لم يستطع الحصول على موافقة أغلبية السكرتاريا المركزية للحزب لإدانة الانقلاب والذى حسب على الحزب الشيوعى السودانى المشاركة فيه نظرا لتعيين عدد من أعضاء الحزب فى الحكومة التى شكلها نظام ٢٥ مايو.
كما عارض انقلابا أبيض قاده هاشم العطا فى ١٩ يوليو ١٩٧١ الذى استولى على السلطة لمدة ثلاثة أيام قبل أن يقوم انقلاب مضاد دموى بتآمر مصرى- ليبى، اتهم الحزب الشيوعى السودانى بتدبير الانقلاب نظراً لاشتراك عدد من الضباط المنضمين للحزب الشيوعى فيه وعلى إثر ذلك تمت تصفية عدد كبير من قيادات الحزب الشيوعى.
ورفض الهرب من البلاد معللاً ذلك بأن رسالته الأساسية هى نشر الوعى بين صفوف الجماهير ومحاربة العسكرتاريا وإقامة الديمقراطية فى السودان واختبأ لمدة ٤ أيام قبل أن يسلم نفسه لوقف المجازر التى كانت ترتكب فى صفوف الشيوعيين السودانيين وفى محاكمة صورية له فى عهد النميرى حولها عبد الخالق إلى محاكمة للنظام فتم تحويلها لجلسة سرية. انتهت بالحكم عليه بالإعدام شنقا ونفذ الحكم فى سجن كوبر فى مثل هذا اليوم ٢٨ يوليو ١٩٧١، وشكل إعدامه صدمة كبيرة للحركة الماركسية العربية والسودانية. http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=264051
مغارب
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الخميس 29 يوليو 2010 - 9:31
يا عاطف إسماعيل ،، أنا أقرأ الفاتحة علي روحه الاّن ،، مثلما أقرأالفاتحه علي جماهير أحمد شرفي ،، المقابر ،، عندما أمر بها صباح كــُل يوم ،، ولا أعرف إن كان فيهم يهودي ،، أو وثني ،، قال ،، ألهم إني مسلم ،، فقبروه هـُناك ،، مثلما ،، قبروا ،، النميري ،، وأنا ،، إستثنيه ،، من كــُل دعواتي ،، للاّخرين ،، فليذهب النميري ،، إلي جهـُنـّم ،، وبس المصير ،، واليلحق به ،، بإذن الله ،، أصحاب الكباري ،، التي جعلوها ،، لعرباتهم الفارهة ،، ومصفحاتهم التي ،، بظن السوء ،، أنها ستحميهم ،،
تحياتي لخالد الركابي يا حبيب ،، ولعفيف إسماعيل ،، مواعيد الوردة ،، في يوم اللقاح ،،
كـن كما شاء لك الرب ،، أن تكون ،،
مغـــارب :-
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:27
يا مغارب .. تسلم ..الشهيد عبدالخالق رمزاً لنضال وعاشقاً للحرية والديمقراطية ،قدم روحه لنضارة الفكر بكل بسالة وشجاعة الابطال.. فيد القهر بطشت به غدراً وخيانة ،الا أن أمثال الشهيد لا يغيبهم الموت كما قال شاعر الشعب محجوب شريف : رجل نكتة
عميق مهذب
...
قاطعني ..... يعني الإعدام
الشعب يقرر من الحي ومين الميت
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:34
الشهيد عبدالخالق يحكي كيف أصبحت شيوعياً فيقول:
إن هذه الحوادث لها خطورتها وهي في رأيي تمسني شخصياً لأنني أنتهج السبيل الماركسي في ثقافتي وتصرفاتي وأومن بالنظرية العلمية الشيوعية، وكل معارفي وأصدقائي يعرفون منذ زمن بعيد هذه الاتجاهات والثقافة التي احملها، وأنني أتحمل مسؤولية إزاء هؤلاء الأصدقاء والمعارف وبينهم من يحمل اتجاهات معادية لأفكاري وبينهم من حظي بثقافة إسلامية أو مسيحية، وبينهم الشخص العادي الذي يضطرب في الحياة دون فلسفة أو ثقافة.
إن انزعاج هؤلاء الأخوان يضع على عاتقي مسؤولية أدبية في توضيح رأيي وفق الثقافة التي اعتنقها ثم أن المدرسة الثقافية الشيوعية من المدارس الفكرية التي تعيش في بلادنا منذ فترة طويلة...... إن اهتمامي الكبير بمصير هذه الثقافة التي اعتز بها وأكن لها كل احترام ..... يلقي عليّ أيضاً مسؤولية في توضيح موقفها إزاء الحوادث الأخيرة. http://www.sudanelite.com/vb/showthread.php?t=6741
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:34
عبد الخالق محجوب
لكي أوضح الموقف وغوامضه استميح القارئ عذراً إذا بسطت له جزءاً من تجربتي المتواضعة: كيف أصبحت شيوعياً؟
تجاربي
في نهاية الحرب العالمية، عندما دبّ الوعي الوطني في أرجاء بلادنا انتظمتُ كغيري من الطلبة المتحمسين في غمار هذه الحركة يحدوني أمل هو المساهمة في تخليص بلادي من النير الاستعماري، تحدوني حالة الفقر والبؤس التي كان وما زال يحس بها جميع المواطنين المتطلعين إلى مستقبل مشرق مليء بالعزة والكرامة، وقد علقت الآمال حينذاك على زعماء حزب الأشقاء في تحقيق تلك الأهداف التي أمنت بها. وهكذا وبهذه الآمال العريضة ودعت وفد السودان في مارس (آذار) من عام 1946 .
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:35
ولكن هذه الآمال العراض والأماني الحلوة ابتدأت تتضاءل أمام ناظري في القاهرة، وبعيدا عن أعين السودانيين دب التراخي في بعض هؤلاء الزعماء واستسلموا للراحة الشخصية. وفي غمار هذه الحياة الجديدة تناسى هؤلاء الزعماء ما قالوه بأن " قضيتنا لا يحلها اى من الذين ودعونا في الخرطوم واستقبلونا في القاهرة"..... تساءلت ضمن عدد من الشباب الحر، لماذا يتنكر الرجال لما قالوه بالأمس؟ ما هو السر في هذه التحولات التي طرأت على الزعماء ولا يدري الشعب كنهها.
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:36
نظرية سياسية
وبمجهودي المتواضع وحسب حدودي الفكرية اتضح لي أن هؤلاء الزعماء لا يحملون بين ضلوعهم نظرية سياسية لمحاربة الاستعمار وإنهم ما أن دخلوا غمار مجتمع متقدم معقد كمصر حتى صرعتهم النظريات المتضاربة فأصبحوا يتقلبون كما تشاء مصالحهم، عرفتُ أن الاستعمار له نظريته السياسية التي يحارب بها الشعوب الضعيفة وان هذه النظرية نشأت على تطور الرأسمالية الأوربية خلال القرن الخامس عشر. وإذا كان لشعبنا المغلوب على أمره أن يتحرر فلابد أن يسير على هدى نظرية توحد صفوفه وتصرع الاستعمار - على هدى نظرية تسلط أضوائها على كل زعيم أو متزعم ولا تترك له الفرصة لجني ثمار جهاد الشعب لنفسه - على هدى نظرية سياسية تخلص الشعب من الجهل والكسل الذهني الذي يتركه كقطع الشطرنج تحركه أيادي الزعماء أينما شاءت.
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:36
لقد هداني هذا الجهد المتواضع إلى النظرية الماركسية - تلك النظرية السياسية التي نشأت خلال تطور العلم والتي تقوم على أساس اعتبار السياسة والنضال من اجل الأهداف السياسية علما يخضع للتحليل. ولأول مرة عرفتُ أن الاستعمار ليس شيئا أبديا وإنما هو تطور اقتصادي للرأسمالية الأوربية وانه كبقية الأنظمة خاضع للتطور أي انه سينتهي ويحل محله نظام جديد. وهكذا عرفت أن جميع الزعامات السياسية التي لم تهتد إلى هذا التحليل العلمي للاستعمار واكتفت بإثارة العواطف ضد "الأجانب" لم تصل إلى أهدافها ولم يجن الشعب المؤيد لها ما كان يصبو إليه، أسماء كثيرة تحضرني - سعد زغلول وغاندي ومصطفى كمال أتاتورك وغيرهم. واقتنعتُ بأن زعمائنا يسيرون في نفس الطريق وإننا لن نجني من ورائهم أكثر مما جنت الشعوب الأخرى التي سارت وراء تلك الأسماء.
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:37
تناسق الماركسية
وكشخص وضعته ظروف الحياة لا كزارع أو صاحب أملاك - بل كمتعلم نال من بعض التعليم المدرسي، كان لابد لي كغيري أن أقوم بجهد لأنال شيئا من الثقافة ينفعني في تطوير فكري وتوسيعه. ولم أكن أهدف إلى أي ثقافة ولكن الثقافة التي تعطي تفكيرا غير مضطرب أو متناقض للظواهر الطبيعية والاجتماعية... إن النظرية الماركسية تمتاز بالتناسق ولأول مرة تضع قيماً عالية للأدب والتاريخ والفن والفلسفة مما كنا نعتقد أيام الدراسة إنها بطبيعتها لا يمكن أن تكون لها قيم أو تستعملها قواعد وإلا فقدت طبيعتها. إني كفرد يحاول تثقيف نفسه وجدت في النظرية الماركسية خير ثقافة وأنقى فكرة.
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:38
إن تجربتي البسيطة توضح أنني لم اتخذ الثقافة الماركسية لأنني كنت باحثا في الأديان، ولكن لأنني كنت وما زلت أتمنى لبلادي التحرر من النفوذ الأجنبي - أتمنى وأسعى لاستقلال بلادي وإنهاء الظروف التي فرضت علينا منذ عام 1898، أتمنى واسعي لإسعاد مواطني حتى تصبح الحياة في السودان جديرة بأن تحيا - ولأنني أسعى لثقافة نقية غير مضطربة تمتع العقل وتقدم البشرية إلى الأمام في مدارج الحضارة والمدنية.
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:39
الشيوعية والإسلام
هل صحيح إن الفكرة السياسية الشيوعية في السودان تدعو لإسقاط الدين الإسلامي؟ كلا أن هذا مجرد كذب سخيف. إن فكرتي التي أؤمن بها تدعو إلى توحيد صفوف السودانيين... ضد عدو واحد هو الاستعمار الأجنبي وبهدف واحد هو استقلال السودان وقيام حكم يسعد الشعب ويحقق أمانيه، وان القوى التي تقف حائلا دون إسعاد وحرية السوداني المسلم أو المسيحي... لا يمكن أن تكون الإسلام لأننا لم نسمع أو نقرأ في التاريخ إن الجيش الذي غزا بلادنا عام 1898 هو القرآن أو السنة ولم نسمع أو نقرأ في بوم من الأيام إن المؤسسات الاحتكارية البريطانية التي تفقر شعبنا جاءت على أساس الدين الإسلامي أو المسيحي. إن الفكر الشيوعي ليس أمامه من عدو حقيقي في البلاد سوى الاستعمار الأجنبي ومن يلفون حوله، فأين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟
إن الفكرة الشيوعية تدعو في نهايتها إلى الاشتراكية حيث يمحي استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. أين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:40
إن الفكرة الشيوعية تدعو إلى إخضاع العلم والمعرفة لحاجيات البشرية من بحوث علمية وطبية وأدبية وتشذيب الإنسان من الخوف والحاجة بإنهاء الظروف الاقتصادية والفكرية التي تنشر الخوف من المستقبل وتدفع الإنسان تحت ضغط الحاجة إلى درك لا يليق بالبشر من سرقة ودعارة واحتيال وكذب. أين هذا الهدف من محاربة الدين الإسلامي؟
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 15:41
بقي أن أقول للدوائر التي أصدرت هذا المنشور: إن الرجل الشريف يصارع الفكرة السياسية بالفكرة السياسية ويعارض فكرة معينة بالحجة والمنطق. إن محاولة تزييف أفكار أعدائكم - أو من تتوهمون إنهم أعداؤكم - بهذه الطريقة الصغيرة لا تليق، فوق أنها عيب فاضح. أما أساليب الدس فهي من شيم الصغار جداً حتى ولو كبرت أجسامهم وتوهموا في أنفسهم علو المقام. http://www.sudanelite.com/vb/showthread.php?t=6741
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب السبت 31 يوليو 2010 - 16:19
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:49
من كتاب عنف البادية - وقائع الايام الاخيرة فى حياة عبد الخالق محجوب المؤلف :الدكتور حسن الجزولى دلف عبد الخالق إلي مصنع الذخيرة بمنطقة الشجرة بالخرطوم ،مكان اعتقاله الجديد ،حاملا حقيبة صغيرة بها بعض متعلقاته ،من ضمنها بلوفر (فنله) صوف عسكرية ربما كانت قد صرفت له قبل تحويله من السجن الحربي بأم درمان .وسرعان ما استقر بالاستراحة الملحقة بميس الضباط الذي يقع جنوب غرب المصنع الحربي على الضفة الشرقية للنيل الأبيض . كانت الاستراحة عبارة عن غرفة صغيرة ألحقت بها دورة مياه بحمامها ، وأمامها فيرندا على جانبيها شرفتان من الناحية الشرقية والغربية .كانت تبعد عن الميس بحوالي خمسة وعشرين مترا ، وعن السور الخارجي للمصنع بحوالي مترين ،وكان هناك سور من السلك الشائك و أشجار (التمر الهندي)الكثيفة تحيط بالمصنع من الجهتين الجنوبية والغربية .وقبالة الشاطئ كان ثمة باب صغير يقع بين الاستراحة و الميس ،و لدواعي أمنية لم يكن مسموحا لغير رئيس العمال (فراشي) الميس باستعماله مطلقا ،إذ يؤدى شمالا إلي مساحه خاليه تفصل بين بلدة الشجرة ومساكن ضباط وجنود المصنع ،وجنوبا إلي قرية (ود عجيب) الواقعة على بعد ثلاثمائة متر عن سور المصنع الجنوبي والبوابة الرئيسية للمصنع .وكان ذلك ،الباب بالتحديد ، هو"الباب الذي سيستغل حسب الخطة "!. عاش عبد الخالق في الاستراحة كمعتقل سياسي( فوق العادة ) حيث عملت السلطة على إحكام عزلته التامة فمنعت عنه الكتب والمجلات والصحف ،وشددت التعليمات لحراسه بعدم إحضار أي من هذه (المواد) أثناء (نبطشياتهم) ،حتى ولو للاطلاع الشخصي ،كما شددت الأوامر بعدم الاقتراب منه أو التحدث إليه .
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:50
لكن عبد الخالق والحزب تمكنا وبرغم كل تلك التدبيرات ،كما سبق واشرنا ،من تأمين صلة ما بينهما ،فتبادلا الرسائل و وصله جهاز راديو (ترانزيستور) ،كما استطاع بشخصيته الجذابة وكاريزميته الطاغية ،بناء قدر معقول من العلاقات الانسانيه مع حراسه الشباب الذين خلب ألبابهم تماما بما كان ينثر في أجوائهم من رائق الموانسات وشائق الأحاديث ،حتى لقد أصبحت ذكرياته وتعليقاته و قفشاته ونكاته الاجتماعية والسياسية موضوعا يوميا أثيرا لأحاديثهم ،ضباط وصف ضباط وجنودا ،وتحولت فرص الاقتراب والاستماع إليه من خانة (المحظورات) التي ينبغي التقيد بها حرفيا ،حسب التعليمات الصارمة ،إلي شغل شاغل بالنسبة لهم كعناصر قوي نظامية ربما لم تعتد على الاختلاط بزعامة سياسية ،دع أن تكون في تلك القامة ،وبمثل تلك الخصائص ،الأمر الذي أسهم في إثارة اهتمامهم بالحزب ،وبرنامجه ،وأهدافه السياسية ،فشهدت تلك الفترة ترشيح الكثير منهم إلي عضويته ! وقد كانت لعبد الخالق خبرات سابقة في التسامي على كآبة الحبس الانفرادي ،حيث يروى محمد سعيد القدال أنه سأله يوما على كيفية تحمله لذلك النوع من الاعتقال التي تحرم عليه فيه الكتب وأدوات الكتابة ،فقال إنه اعتاد ،وببساطه ،أن يستلقي على ظهره ،ويأخذ في كتابة مقال أو قصة في ذهنه ،بحيث يراجع كل فقرة ويعيدها ، ثم ينتقل إلي التي تليها ،حتى يفرغ من الموضوع ،فتكون قد انسلخت ساعات في ذلك الجهد ! واستطرادا ، فان كثيرا من المناضلين خبراتهم الشخصية ثرة في هذا الصدد .فقد أورد القدال ما رواه التجاني الطيب ،سكرتير اللجنة المركزية ،من انه عندما اعتقل في عهد نميري عام 1980م ،ووضع في زنزانة معزولة على سطوح جهاز الأمن ،أخذ يتذكر كل زملاء دراسته ،فردا فردا،منذ المرحلة الأولية ،فتحدى بذلك ذاكرته وقضى وقتا مسليا .
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:51
في محبسه ذاك بمصنع الذخيرة أنجز عبد الخالق وثيقته القيمة التي اشتهرت في أدبيات الحزب ،لاحقا ،بوثيقة (حول البرنامج)، و التي عالج فيها الكثير من القضايا التي تتعلق بمستقبل التنمية والديمقراطية والثقافة ،منطلقا من ضرورات التمايز الأيديولوجي بين مشروع الطبقة العاملة ،ومشروع البرجوازية الصغيرة ،مؤكدا على قضية التطور الوطني والديمقراطي ،وعلى أن الإجراءات الاستثنائية ينبغي أن تبقى رهينة استثنائيتها ،و ألا يسمح بديمومتها أو استمرارها ،مشددا على أهمية العودة للشرعية والديمقراطية عبر إتاحة أوسع الفرص أمام حركة الجماهير المستقلة المتمتعة بكامل حريتها وحقوقها . وتروى سعاد إبراهيم احمد ،عضو الجنة المركزية ،أنها ظلت تتلقى منه تلك الوثيقة المهمة على شكل قصاصات صغيرة جدا ،عكفت ،لاحقا ،وبمساعدة د.فاطمة بابكر ،عضوة الحزب وأستاذة الاقتصاد بجامعة الخرطوم ،على إعادة نسخها يدويا وتسليمها إلي قيادة الحزب . ومن جانبه يحكى الرقيب معاش عثمان علي طه الكودة ،الكادر بتنظيم الحزب وسط ضباط صف وجنود مصنع الذخيرة ،والذي سيلعب ،فيما بعد الدور الأساسي في تنفيذ الحلقة الأخيرة من خطة هروب عبد الخالق ،طرفا من سخريات الرجل اللاذعة من مايو ورجالاتها أثناء وجوده بالمعتقل .من ذلك ،مثلا أن مأمون عوض أبو زيد ،عضو مجلس قيادة الثورة المسئول عن جهاز أمنها في ذلك الوقت جاء عصر احد الأيام لمقابلة عبد الخالق لسبب ما .وأثناء وجوده دخل (ود الزبير) ،احد فراشي ميس الضباط ،إلي غرفة عبد الخالق ،حيث كان قد اعتاد أن يجهز له (قهوة العصرية) في مثل ذلك الوقت يوميا .وكان (ود الزبير)مدمنا على تعاطي الخمور البلدية ،وقد اعتاد على تناولها في مثل ذلك الوقت أيضا بعد نهاية عمله مباشرة ! وعندما لاحظ عبد الخالق إن مأمون قد انتبه للرائحة النفاذة تفوح من (ود الزبير) بمجرد دخوله ،وجه حديثه للعامل قائلا :"أيه الحكاية يا ود الزبير ...ما لسه الوقت بدري " ! فرد ود الزبير قائلا :"خلاص يا أستاذ المواعيد جات والرأس لازم يتوزن "! فما كان من عبد الخالق إلا أن قال له ،وهو يسدد نظراته الحادة إلي عيني مأمون مباشرة :"أوعك من مريسة (مايو)...اشرب مريسة (الفتريتة)...(مايو) دي قشرة خارجية فقط ولكن من الداخل لا تحتوي على أي شئ " !.
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:52
وهكذا وجدت أطقم الحراسة في مثل تلك الطرائف و الموانسات ،في ذلك المكان الموحش ،أحداثا غير عادية ،مثلما وجدوا في عبد الخالق نفسه شخصية غير عادية ،فكانوا يحرصون على نبطشياتهم وينتظرونها بفارغ الصبر !وتحول اسم النبطشية عندهم إلي (المحاضرة)،واسم المعتقل إلي (الأستاذ) !وذلك برغم الأوامر والتعليمات المشددة التي كانت تحظر الاقتراب منه أو التحدث إليه . ويؤكد العريف معاش عثمان عبد القادر على ذلك بقوله إن العساكر صاروا يحبون (الونسة) معه ،ويتشوقون لمجئ يوم خدمتهم كحرس له ،وقد أحبه اغلبهم. كان من عادات عبد الخالق التي ظل يحرص عليها منذ أيامه الأولي في ذلك المكان ،أن يصحو مبكرا ،فيأخذ حمامه ،ويحلق ذقنه ،ثم يتعطر ويرتدى ملابس نظيفة ويخرج للجلوس على كرسيه في ظل الفرندة أمام غرفته ،حيث يشرب قهوته الصباحية وهو يدخن في صمت ،ويومئ برأسه مبتسما للجنود الذين يمرون به محيين . ومن عاداته أيضا أنه كان يغير ملابسه أكثر من مرة في اليوم الواحد.فيخلع الجلباب والعمامة اللتين يكون قد ارتداهما الصباح ،ليرتدى منتصف الظهيرة زيا إفرنجيا كاملا مع الجوارب والحذاء اللامع ونظارة شمسية ،وما أن يأتي المساء حتى يغير بزى آخر ..وهكذا!
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:53
أدهشت تلك العادات الجنود أول الأمر !ولكنهم ما لبثوا أن ألفوها مع كر الأيام والأسابيع والشهور المتطاولة !ولم يفطن منهم لما تخفيه وراءها من نوايا حقيقية إلا بعد تبخر الرجل من المكان ،فجأة ، ذات مساء ،مما يدل على أن فكرة الهروب كانت حاضرة في ذهنه ربما منذ الأيام الأولى لترحيله من السجن الحربي بأم درمان إلي مصنع الذخيرة بالشجرة ! كان الضابط المسئول ،أيامها، عن استخبارات سلاح الذخيرة ،الرائد إسحق إبراهيم عمر (لاحقا الفريق أول ركن معاش )يحضر إلي الموقع يوميا في حوالي الثالثة بعد الظهر ، دون أن يحرص الدخول إلى على عبد الخالق إذا كان في كان غرفته ،بل كان يكتفي ( بأخذ التمام )العسكري التقليدي من نوبة الحراسة ثم يغادر مع ذلك لم يكن من الصعب أن يلاحظ توطد العلاقات بين الرجل وحراسه ،من خلال المرات التي صادف فيها جلوسه خارج الغرفة وحول ذلك يقول إسحق أنه لاحظ أن بعض الحرس يكونون في مواقع الحراسة ،بينما الباقون يتحلقون حول عبد الخالق يستمعون لأحاديثه باهتمام لذلك "اتصلت بالقيادة وأوردت إليها أن عبد الخالق قد أثر على الجنود وضباط الصف خاصة ،ومنهم أعداد ينتمون إلى حزبه وأرى أن يتم تحويله إلى حراسة أخرى ،أو استبدال الحراس من مصنع الذخيرة بأي وحدة أخرى توكل لها هذه المهمة ،وكان ذلك قبل وقت كاف من هروبه "
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:54
وقد تم بالفعل تغيير اثنين من المسئولين عن أطقم الحراسة قبل يومين فقط من تنفيذ عملية الهروب سوى أن ذلك جرى على العكس تماما مما هدفت إليه تحذيرات ضابط الاستخبارات المسئول ! حيث تم تعيين الرقيب عثمان الكودة ليكون مسئولا عن الحراسة ليوم الاثنين 27 يونيو1971م ،بينما العريف عثمان محمد عبد القادر لتولى تلك المسئولية في اليوم التالي ،دون أن يكتشف أحد ،إلا فيما بعد ،إن كلاهما كادر عسكري في الحزب الشيوعي ،وأنهما كانا ضالعين ،آنذاك ،بشكل مباشر ،في خطة هروب (الزميل كرار) الاسم الحركي ،وقتها لسكرتير الحزب الشيوعي !
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:55
ساورت الشكوك الرائد إسحق في أمر الاستبدال ولكن لم تتح له الفرصة كي يستجلى حقيقته ،فقد "كنت في ذلك اليوم مريضا ورغم ذلك حضرت ،وتفقدت الدورية والأفراد وشككت في موضوع الاستبدال ،وأرجأته حتى الصباح ،ولكن ...قبل الصباح هرب عبد الخالق ". غير أن إسحاق يجزم بأنه على الرغم من علمه بأن "الكثير من الجنود وضباط الصف وبعض من ضباط مصنع الذخيرة هم من تنظيم الحزب الشيوعي ولهم خلايا به وتم توضيحها للقيادة "، وعلى الرغم من الشكوك التي ساورته بشأن العلاقة التي نشأت بين عبد الخالق وحراسه ،وكذلك بشأن عملية استبدال ضابطي الصف ،وقناعته التامة ،بحكم عمله كضابط استخبارات ،إن تلك الأمور ترجح حدوث شئ ما ،إلا انه لم يطف بخياله ،مع ذلك كله ،ولو للحظه واحدة ،أن عبد الخالق كان يتهيأ للهروب !. وحسب الكودة فإنه "...ومنذ صبيحة الثلاثاء 28 يونيو 1971م ،تمام الثامنة صباحا ،وبعد أن اكتملت إجراءات التسليم والتسلم بالنسبة للحراسة ،قصد العريف عثمان ،رئيس نوبة ذلك اليوم ،أن يتغيب عن منطقة الحراسة لفترات متباعدة تتراوح ما بين الساعة إلي الساعة والنصف ،وذلك حتى لا ينتبه جنوده إلى غيابه بعد تنفيذ عملية الهروب مع معتقله ، "إلا بعد الفترة التي تعودوا أنه كان يتغيب عادة " والتي تسمح بالاختفاء تماما عن الأنظار .
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:56
ويشير العريف عثمان عبد القادر من جانبه ،إلي إن عبد الخالق كان على علم تام بكل تفاصيل العملية عن طريق تنظيم الضبط الشيوعيين في المصنع ، لكنى لم أقابله مطلقا في المعتقل ،ولم اقترب منه إلا لحظة التنفيذ (...)ناداني احد العساكر التابعين لورديتي وأخبرني أن المعتقل يرغب في الحديث مع (الحكمدار) فلبيت النداء ...كانت الساعة تمام التاسعة والنصف ...دخلت عليه في غرفة الاعتقال ..سألني : انتو مصممين تنفذوا العملية دي الليلة ؟ هززت رأسي بالإيجاب وقلت له نعم ..ما عليك إلا أن تقوم بإغلاق النافذة وسحب الستارة ،والاحتفاظ بمفتاح الغرفة في يدك ..حتى لا تتعرض لأي شكوك ". ثم قاما بضبط ساعتيهما !. كانت عملية جمع الجنود للتمام وصرف الأوامر النهائية لنوبة الليل تجري عادة ،مع غروب الشمس إلا إن العريف عثمان ظل يرجئها ذلك المساء ،قصدا ،إلى ما قبل دقائق معدودات من ساعة الصفر ،حسب الخطة . في تلك الأثناء كان عبد الخالق قد ارتدى ،كعادته المسائية ،زيه الافرنجى الكامل ،واتخذ مجلسه على كرسيه المعتاد خارج غرفته .وما أن أزفت ساعة الصفر __________________
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 10:58
بالضبط ،حتى انطلق صوت العريف عثمان آمرا جنوده بالاصطفاف للتمام بكلمة (اجمع) العسكرية المتعارف عليها .وكان طريق الجنود نحو مكان التمام يمر ،بالضرورة ،قرب موضع جلوس عبد الخالق . لذلك ،وعلى حين كانوا يلقون عليه تحية المساء ،كالعادة ،كان بمستطاع كل منهم أن يشاهده ينهض من كرسيه ،ويتجه نحو باب غرفته كي يدخل ليخلد للنوم ...كعادته أيضا.
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 11:01
أصطف الجنود للتمام و قد اولوا ظهورهم الى الحائط الشرقى لغرفة غبد الخالق فلم يكن بمقدورهم بالتالى و قد اصدر اليهم قائدهم امر الانتباه رؤية ما يجرى خلفهم حيث ان قواعد الضبطو الربط لا تسمح للجندى بالالتفات الى اية جهة اثناء الاصطفاف العسكرى و بعد سماع كلمة انتباه دون امر او اذن مهما كان السبب
من جهته ما ان سمع عبد الخالق تلك الكلمة تصدر من العريف عثمان و كان فى تلك اللحظة قد وصل باب الغرفة حتى جذبة بقوه حسب الاتفاق بحيث يحدث صوتا يومى للجنود بانه قد دخل الغرفه بالفعل و اغلق بابها خلفه لكنه فى الواقع لم يدخل بل خب مسرعا وهو يحرص الا يصدر اى صوت باتجاه باب العمال من الناحية الغربية من الاستراحه و عند وصوله تاكد من ان القفل قد استبدل بالفعل حسب الخطة فاخرج نسخة المفتاح الجديد التى كانت قد سلمت له من قبل و فتح الباب بهدوء مغادرا المكان و تاركا الباب مواربا للعريف عثمان الذى سيخرج ايضا بعده بدقائق معدودات
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب الأحد 1 أغسطس 2010 - 11:02
وحسب الخطة أيضا لمح عبد الخالق ، على بعد حوالي 300 مترا إلى الغرب، سيارة تربض في جانب من الساحة التي تفصل بين مدينة الشجرة ومساكن جنود وضابط المصنع. كما وجد بإنتظاره الرقيب أبو القاسم، عضو تنظيم الحزب بسلاح الذخيرة، ولم يكن قد التقى به من قبل. وما أن أقترب عبد الخالق من الطاهر حتى نطق بكلمة (عمرو). فسارع الطاهر للرد عليه بكلمة (أبن العاص). وكانت تلك هي كلمة السر التي أبلغا بضرورة تبادلها. بعد أن تم ذلك اطمأن عبد الخالق ، وتبع الطاهر الذي قاده إلى السيارة، فاستقلها وغادر المكان. ولم يكن الرجل الجالس خلف مقودها، بطوله الفارع وسمرته الداكنة، سوى.. هاشم العطا شخصيا. مكث العريف عثمان يثرثر ، بعض الوقت ، بكلام مطول لجنوده الذين كانوا ما يزالون مصطفين في وضع (الانتباه). وللمفارقة الطريفة فإنه لم يجد، في تلك اللحظات الدقيقة. موضوعا يشغلهم به سوى.. تحذيرهم من عبد الخالق، وتذكيرهم بالتعليمات الصارمة ، واجبة الاتباع بشأن عدم الاقتراب منه أو التحدث إليه! وعندما تيقن العريف عثمان تماما من أن عملية هروب الرجل قد تمت بسلام، أصدر أمره للطابور بالانصراف. إنهمك الحراس في ترتيب مراقدهم، بينماحمل هو أبريق الماء، واتجه، بخطوات عادية، للخروج من نفس ذلك الباب، كما لو أنه ذاهب لقضاء الحاجة، تاركا متعلقاته في مكانها ! في الخارج كان بإنتظاره أيضا زميله في السلاح وتنظيم الحزب، الرقيب الطاهر، الذي قاده إلى سيارة أخرى استقلالها معا وغادرا المكان وكان السائق، هذه المرة هو المقدم محجوب إبراهيم نمر (طلقة)! __________________
حدث فى مثل هذا اليوم ..إعدام المفكر عبد الخالق محجوب