إلى مرددي الأساطير قبل أن ترسل عليهم طيور أبابيل ، والى الحالمينى الذين يعملون على تبرئة الكيزان من جريرة تفتيت الوطن لغايات تحقيق دولة المشروع الاسلامعروبي...
(( طبعاً كثير من السودانيين الذي تعاملت معهم يتكلمون عن أحلامهم كأنها الواقع، بل أن بعضهم يتكلم دون أن يكلف نفسه بإستقاء المعلومة الصحيحة، هذا غير الأساطير التى يرددونها دون فهم، ومنها أسطورة أن د. جون قرنق وحودي، وأنه لو كان حياً لن يكون هناك إنفصال.
أولاً د. جون قرنق لم يكن وحودوي بالمعنى الذي يتكلم عنه الناس الآن، د. جون قرنق كان يتكلم عن قيام سودان جديد على أسس جديدة، وهذا ما سعى له طوال حياته، والآخرون من بعده أيضاً سعوا لسودان جديد على كافة التراب السوداني، ولكن منذ البداية كان الخيار الآخر لهم هو قيام السودان الجديد على أرض الجنوب والمناطق المهمشة إذا تعذر قيامه في السودان كله، لذلك فحتى وجود د. جون قرنق لم يكن ليمنع الإنفصال في حالة عدم وجودالشروط الأساسية لتكون السودان الجديد، مثلما ما هو الحال الآن.
السودان سيذهب للإنفصال الآن نتيجة لفشل الحكومة في تنفيذ التحول الديمقراطي الكامل، وجعل الوحدة جاذبة وتحقيق تنمية متوازنة تتيح للمواطن في السودان في الشمال والجنوب من العيش في حرية وعدل ومساواة. هذا الوضع أدي بكثير من الناس للعيش في المنفى وادى بكثير من الناس لحمل السلاح وتحرير أجزاء من هذا الوطن من تلك السلطة الغاشمة، وسيؤدى بجزء مقدر من هذا الوطن للذهاب وتكوين دولته.
كل شخص إحتك بالحركة الشعبية وتعامل معها يعرف جيداً أن الخيار الأساسي للحركة الشعبية هو الوحدة على أسس جديدة وفي حال الفشل في ذلك فالدعوة لتقرير المصير. ود. جون قرنق كان يقولها بوضوح في إجتماعات التجمع وفي خطاباته في كل أنحاء العالم (اتكلم هنا عن خطابات علنية)، عن خيارات الوحدة والإنفصال وشروطهما. إذن ليس هناك جديد والحركة متسقة تماماً مع أجندتها، وبصرف النظر عن من السبب في فشل تحقيق السودان الجديد على الأرض، إلا أن الحركة الشعبية وصلت إلى قناعة بإستحالة قيام هذا السودان الجديد، ولذلك ستتجه الحركة الشعبية ومعها شعب جنوب السودان لصناديق الإقتراع والتصويت للإنفصال.
نأتي في النهاية لياسر عرمان، وياسر كأحد أعضاء الحركة كان يعمل من أجل هذه الخيارات، خياره الأول كمعظم أعضاء الحركة هو تحقيق السودان الجديد كما ورد في أدبيات الحركة، فإن لم يتحقق هذا السودان الجديد فالذهاب لتقرير المصير وإقامة دولة جنوب السودان.
الدعوة الآن لجعل هذا الإستفتاء فرصة لرد الحقوق وإيفاء العهود، والعمل على الدعوة بشدة للتعاون والتكامل بين الدولتين في حال الإنفصال بناءاً على الوجدان المشترك والتاريخ والتراث والثقافة والإقتصاد.)) الصادق إسماعيل /سودانيزاولاين 05/11/2010م