(( الخرطوم: عادل الشوية.. تصوير: شالكا
كنا في الطريق الى أمبدة نتجاذب أطراف الحديث ونتساءل عن الكيفية التي جمعت «1000» شاب وشابة يمثلون مناطق السودان قاطبة من الشمال الى جنوبه.. ونتحدث عن زيجات شمالية وجنوبية لم توقف نبض حياتها السعيدة.. دعاوى إنفصال أو نذير ما يروج له البعض ممن لم ترق لهم وحدة المجتمع السوداني.
الوحدة والحكمةتلك القدرة وحكمتها و«القسمة والنصيب».. اجتمع سرها في تلك الإشارة بالبدء في مشروع «زواج الوحدة» من الفريق أول المهندس صلاح قوش مستشار الرئيس للشؤون الأمنية راعي الإحتفال لشباب الصندوق الخيري لدعم الشباب للزواج.. وتلقت تلك الإشارة سواعد الجهد والإيمان في شباب خلوق ومتميز يمتلك وطنية صادقة بقيادة الشاب حسب الله الصالح حسب الله -أمين عام الصندوق وبلة يوسف رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني وكوكبة شباب أمبدة الضاحية التي جمعت قبائل السودان على كف سماحة أهله وتعايشهم ومشاعر وحدتهم الإنسانية والاجتماعية.
الثقة والحريةالحديث لم ينقطع والسؤال تنبلج إجابته حينما أجابنا حسب الله بالقول: كان الفريق اول قوش القوة والطاقة والدعم لإنجاز المشروع الذي ترون تفاصيله تتحول الى هذا الفرح الذي تحمله القلوب قبل العيون.. وجهد متميز للشباب.. والفريق يمنحنا الثقة والحرية في العمل ليل نار.. فهو عاشق للجنوب ومتيم بالشمال وموله بحب الغرب والشرق.
الحنة والضريرةوالتوقيت للإحتفال.. كان يوم السبت قبل الماضي «قيدومة» العيد.. ومساحة للعرسان لقضاء عيدين، الأضحى وشهر العسل.. واستراحة يوم للشباب ليستعدوا للعيد.. فقد تفرغوا كلياً لهذا الكرنفال.. منتزه أمبدة العائلي في ذلك العصر الذي كانت نسمات شتائه برداً وسلاماً.. الأمهات و الآباء والأخوات ونقارة، وطمبور.. وزغاريد جمع كان وتجمع ربما لن يشهده من قبل المنتزه الذي تعطرت أجواؤه بعطر الصندل، والبخور وعطور العرسان والحريرة والضريرة وفلور دمور.. وسعادة ترتسم بملامحها في وجه محمد حسن الجعفري معتمد محلية أمبدة وأركان حربه فقد بذلوا الجهد ليكون المهرجان.. وسلاطين.. والشيخ بيش وأئمة مساجد وقسس وقرآن كريم وإنجيل مقدس.. والقاسم المشترك وأزواج زوجات بصموا على دفتر وحدة المشاعر ووحدة الدم والرحم و«سودان بلدنا وكلنا اخوان».
معنى ومغزىأغاني الحماسة وحضور توّجه القنصل المصري في الخرطوم.. «مصر يا أخت بلادي يا شقيقة».. وكلمات لشخصيات جنوبية وشمالية.. والجعفري يهنىء الفريق اول قوش بقلب ولسان العرسان «الألف».. الذين جعلوا إمتنانهم يتحول الى إجماع باختياره وكيلاً عنهم للتوقيع على عقد القران.. والعشر من ذي الحجة والأيام أفراح.. وقوش يبصم أن أمن السودانيين أمانة.. وزغاريد تنطلق.. ويؤكد أن زواج الوحدة رسالة ذات معنى ومغزى.. وإيمان أننا شعب واحد في الشمال والجنوب وليست هنالك قوة تستطيع ان تفصل بين السودانيين..
وقال قوش: رسالتان في عيدنا.. الذبح العظيم فدى النفس.. وذبح الطائفية والقبلية بين السودانيين.. يجب أن نذبحها.طابور عز وفخار رسم خطواته العرسان يومها بين سمرة وأبنوسية.. بين الليمون والبرتقال وشهد تلك اللغات واللهجات المتناغمة وموسيقى تعزف آلاتها «يا عديلة يا بيضاء» و«قفة» الشلك تلك العادة التي تصاحب الأفراح.. ومداعبة للفريق قوش ان يضع «النقطة».. فيرد «الفي الجيب.. ولا بعدين» ورائحة الصندل تفوح.. والبخور من «عين كل حاسد».. و«الرأي العام» تتجول بين العرسان.. العروس آمال جمعة من جنوب كردفان قالت: الزواج أساساً مبارك.. فكيف إذا كان يحمل عنوان رسالة للوحدة والسلام.. وقدمت مع زوجها شكرهما للفريق اول قوش وللصندوق الذي وفر لهما ما أكملا به مراسم الزواج.
ماشيك وحواءعمر تية.. «أصلو السودان دا واحد مما قمنا وربينا».. ويقول: زوجتي كانت باختياري وهي من أهلي.. وكانت حكاية ماشيك قور وحواء حسن يور.. أشيك من مدينة رمبيك وحواء من أويل ولكنهما التقيا بنعمة المحبة.. إضافة الى ذلك فوالدة حواء من جنوب دارفور ووالدها من شمال بحر الغزال.. يقول ماشيك «دي الوحدة ذاتها».. وأشاد بجهد الدولة واتحاد الشباب والصندوق الخيري في إقامة هذا الكرنفال.. وتمنى الجميع ان يكون هذا الكرنفال بداية لكرنفالات الوحدة وأفراحها عقب الاستفتاء.
طقوس وتقاليدوتمتزج العادات والتقاليد في لوحة واحدة.. تقليد زواج شمالي مع طقوس أعراس جنوبية.. وتقاليد الأفراح في الجنوب تلتقي مع أعراس الشمال والغرب بدارفور وولاياتها وكردفان «الغرة أم خيراً جوه وبره».. ويغني الرائع نادر خضر بفرح وتتشابك الأيدي والعصي والزغاريد.. أبشر يا عريس وعصرية مباركة.. عاشها السبت الأخضر الماضي.. وأم حواء كما قالت: «الحمد لله يا ولدي خلاني أحضر مثل هذا اليوم».)). الرأي العام 22/11/2010م.