صباح منور لكل من عبر من هنا
وأخص صداح ومبارك وعثمان الحسين والكوني
أرى بأن بعض المداخلات تركت لب الموضوع وأوسعت الكاتب والعنوان قدحا وذما
فالاستاذ مبارك محمد عثمان ذم الكاتب ونعته بأوصاف لا علاقة لـها بما يطرحه الكاتب
وزاد الأخ مبارك بأن العنوان مسي لفطنة القاري الحصيف الذي يدرك معاني الجناس والطباق
وقد كان رأي الأخ عثمان الحسين موافقاً لرأي الأخ مبارك بعدم مناسبة العنوان وكذلك رأ الاخ كوني
والقاسم المشترك لرأي الاخوة "حسب ما فهمت" إستلهام الكاتب للألفاظ المقدسة
ومع إني أرى بعدم صحة ما قيل بحق الاستاذ فتحي الضو
ومع اني غير معني بالرد أو تعقب الردود بإعتبار أن للكاتب رؤيته "ومؤكد حجته" فيما أورد
إلا انني بحثت في الأمر ولقيت من الأفيد أن نقرأ الروابط أدناه بتأن ولنرجع بعد ذلك لموضوع المقال
فبالنسبة لما تفضل به الأخ مبارك بشأن الجناس والطباق
فأعتقد بأن الأخ مبارك طلع من "خط سير الموضوع"
ولبيان ذلك :
الجناس والطباق:
أولا -
الجناس التام:أمثلة
- قال الله تعالى:{ ويومَ تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة }.
- قال الشاعر: وسميته يحيى ليحيا فلم يكن
إلى ردّ أمر الله فيـه سبيـل
في كلّ من المثالين كلمتان متماثلتان في النطق تماما، لتجانسهما في عدد الحروف ، ونوعها ، وترتيبها ، وشكلها أو حركتها.
وقد اختلفت الكلمتان المتماثلتان في المعنى ، فالساعة الأولى- القيامة - والساعة الثانية - الوقت - ، ويحيى الأولى - اسم المذكر
والثانية بمعنى - ليعيش.
وهذا النوع من التماثل والتجانس يسمى الجناس التام.
ثانيا -
الجناس غير التام :
- قال الله تعالى :{والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساقُ}
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :اللهم كما حسنت خَلقِي فحسن خُلقي .
أما في المثالين الأخيرين فقد تضمن كل منهما لفظين متماثلين نطقا مختلفين في المعنى أيضا غير أن تماثلهما غير تام ، لاختلافهما في واحد من الأركان الأربعة المكونة لكل منهما.
فقد اختلف عدد الحروف في (الساق وَ المساق) ، وتباينت في الحركات في ( خَـلقي وَ خُـلقي) ، وهذا النوع من الجناس يسمى الجناس غير التام - الناقص -
الخلاصــــــة
الجناس : تماثل الألفاظ في النطق واختلافهما في المعنى وهما نوعان:
الجناس التام : تماثل الألفاظ في عدد الحروف - ونوعها - وترتيبها - وشكلها أو حركاتها.
الجناس غير التام : تماثلهما في ثلاثة من الأركان الأربعة .
- الطباق - في وقت لاحق إن شاء الله.
الطباقأولا: طباق الإيجاب
الأمثلة :
- قال الله تعالى : {له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم} الآية.
- قال الشاعر :أما والـذي أبكى وأضحك والـذي
أمـات وأحـيـا والـذي أمـره الأمـر
الشرح:
تضمن المثالان ألفاظا متضادة هي (السماوات - والأرض ) ( أبكى - وأضحك ) ( أمات - وأحيا )
ويسمى هذا - طباق الإيجاب - لحصول الضاد في لفظين موجبين من غير ما سلب بنفي أو نهي.
ثانيا: طباق السلب
الأمثلة:
- قال الله تعالى:{قل هي يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} الآية.
- قال الله تعالى :{فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما } الآية.
- قال الشاعر: إن كنت لا تـــدري فتلك مصيبـة
وإن كنت تــدري فالمصيبــة أعظــم.
الشرح:
في المثالين ألفاظ متضادة أيضا وهي ( يعلمون ولا يعلمون ) (تدري ولا تدري ) غير أن التضاد هنا لم يكن بين لفظين موجبين لأننا لا نملك غير لفظ واحد جاء مثبتا مرة ومنفيا أخرى .
وجاء مأمورا به مرة ومنهيا عنه مرة أخرى (قل ولا تقل)فالتضاد هنا بين الأمر والنهي أي بين الإيجاب والسلب فسمي هذا الطباق - طباق السلب.
.... الخلاصــة ....
- الطباق هو الجمع بين المعنى وضده وهو نوعان:
طباق الإيجاب:هو الجمع بين معنيين متضادين موجبين.
طباق السلب :هو الجمع بين موجب المعنى وسالبه أي (اثباته ونفيه ، أو الأمر به والنهي عنه).
ودا الرابط
http://www.educdz.com/montada/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B3-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D9%82-28465/.
نجي بعد دا للحجة القائلة بعدم مناسبة العنوان بإعتباره ماخوذا من تعبيرات النص المقدس !!!!!
العقد والتضمين في الشعر العربي ..
يجهل كثيرٌ من الناس علم ( التضمين والعقد ) في الشعر ، وخصوصا من المتتبعين لشعر النبط . ويحدوهم هذا الجهل إلى اتهام غيرهم بالسرقة ، أو أن الشاعر استعان بنصوص أخرى لضعف في مادته الشعرية ، وقد يبلغ الاتهام أشده عندما يكون (العقد) لنصوص دينية .
وسوف ألقي نظرة سريعة على التضمين والعقد ، مع الإتيان بأمثلة عليه تثبت أنه مطروق منذ قديم الزمن ، بل وتعامل معه كثير من الشعراء الذين لفوا عمامة اللغة والشعر على رؤوسهم .
التضمين: هو أن يضمن الشاعر كلامه شعرا من شعر الغير مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا .
والعقد : هو نظم النثر مطلقا على وجه الاقتباس ومن شروطه أن يؤخذ المنثور بجملة لفظه ، أو بمعظمه ، فيزيد الناظم فيه وينقص ليدخل في وزن الشعر .
وبهذا نعرف أنه لا يجب على الشاعر التنبيه على تضمينه أو عقده لأي شيء إذا كان مشهورا .
ومن أمثلة التضمين هنا ، قول أحد الشعراء:
قد قلت لما اطلعت وجــناته ..حول الشقيق الغض روضة آس
إعذاره الساري العجول ترفقا .. ما في وقوفك ساعة من باس
العجز من البيت الثاني مطلع قصيدة مشهورة لأبي تمام:
ما في وقوفك ساعة من باس
تقضي حقوق الأربع الأدرا س
وكقول الحريري ( صاحب المقامات) يحكي ما قاله الغلام الذي عرضه للبيع
عليّ أني سأنشد عند بيعي .. أضاعوني وأي فتى أضاعوا
عجز البيت الأخير للعرجي وهو:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا .. ليوم كريهة وسداد ثغر
والنماذج كثيرة لا حصر لها
وإليك أبيات تضمنت أمثلة مشهورة
لي صديق يسوءني .. ما يقاسي من الألم
كيف تخفى شجونه .. وهي نار على علم
حسن التأني مما يعين على .. رزق الفتى والعقول تختلف
والعبد مذ صار في جزارته .. يعرف من أين تؤكل الكتف
من لم يكن عنصره طيبا .. لم يخرج الطيب من فيه
كل امرئ يشبهه فعله … وينضح الكوز بما فيه
شر الرسولين من يحتاج مرسله .. منه إلى العود والأمران سيان
ذاك ما قال أهل العلم في مثل .. (طريق كل أخي جهل طريقان)
وإليك الآن أمثلة على إدخال الشعراء مقاطع من القرآن أو تطرق لمعانيها وهو ما يسمى (بالعقد):
سارالحبيب وخلف القلبا .. يبدي العزاء ويظهر الكربا
قد قلت إذ سار السفين به والشوق ينهب مهجتي نهبا ..
لو أن لي عزا أصول به .. لأخذت كل سفينة غصبا
ومثال آخر
أنلني بالذي استقرضت خطا ..وأشهد معشرا قد شاهدوه
فإن الله خلاق البرايا ..عنت لجلال هيبته الوجوه
يقول :إذا تداينتم بدين .. إلى أجل مسمى فاكتبوه
وآخر أيضا
قد قضينا العمر في مطلكم .. فظننا وعدكم كان مناما
أئذا متنا نرى وعدكم .. . أم إذا كنا ترابا وعظاما
وهناك أيضا (عقد) لمقاطع من سورة العاديات نظمها أبو دلامة على ما أذكر :
أما ورب العاديات ضبحا,, حقا ورب الموريات قدحا
إن المغيرات علي صبحا,, والناكئات من فؤادي قرحا
عشر ليال بينهن ضبحا,, يجلفن مالي كل عام صبحا
وهناك( عقد) لأحاديث نبوية أيضا ومثالها :
إن القلوب لأجناد مجندة .. بالإذن من ربها تهوى وتأتلف
فما تعارف منها فهو مؤتلف .. وما تناكر منها فهو مختلف
وهو تضمين واضح للحديث الذي يرويه مسلم ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها أتلف ، وما تناكر منها اختلف ).
وأنا هنا إنما أردت أن ألقي ضوءا خافتا على هذين العلمين ،وذلك لدحض بعض الأحكام التي تلقى جزافا على أناس
بدافع الجهل ، وخصوصا في مسألة( العقد) وذلك لاحتوائه نصوصا دينية قد ضمنت داخل أبيات الشعر .
وعليه فالتعامل مع الشعر الذي تضمن أبياتا أو قطع من كلمات القرآن أو معانٍ لأحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم " يجب ألا يخرج عن كونه شعرا ، ولا مجال لأن يكون غير ذلك .
بل يبقى شعرا يوظف في كل ما يوظف به الشعر ، سواء كان به تضمين أو عقد أو غيره،
ولا يحتمل أن نطلق عليه اسما آخر .
ودا الرابط
http://ns2.supersrv.info/showthread.php?t=928