عملي ينتهي الثانية والنصف
وأذهب دائخاً ومترنحاً للمنزل
واذا كان الميز عليك فالرماد كال حماد
أحاول أن أرتاح قليلاً بعد الرابعة عصرا
ولكن تشاء الظروف في ذلك اليوم أن اتصل احدهم بان أحد المعارف قد استشهد في الجنوب
وصاحبنا أخوه معنا هنا
ولأول مرة أعرف أن الشهيد ليس عليه فاتحة
فقد رأيت الكثيرون يقرأوون الآية { ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً 000
المهم لم أكن أحفظها تماماً آنذاك وحفظتها لاحقاً تحسباً لمثل هذه المواقف
المهم شلنا الفاتحة مع الرجل وكان يبكي بكاءا مراً وأليماً
وكنا ناتي له بالأحاديث والآيات التي تدعو للصبر
أما الآخرون فقد ذهبوا بعيدا وقالوا له { ترجل } فإن أخوك الآن عريساً بالجنة !!!!
وكما تعلمون كثيراً من السودانيين بالغربة حينما يموت له أحد تكون حالته مشلهتة جداً
أحياناً الجواز والاقامة تكون بلا تجديد
هذا بخلاف الديون
المهم اجتمع الجماعة اصحاب الرأي والمشورة زي صاحبنا الذي { لحس } الكشف
وقالوا لنا بالفم المليان لابد أن نكون رجالاً ونقف موقفاً شجاعاً من أجل أن يسافر الرجل
وكأن الفلوس والكشوفات تصنع الرجال
المهم قرروا علينا دفع { 300 } ريال دقشة واحدة
والله العشاء نحن ماضقنا ليهو اي طعم
والغريبة أخو الشهيد أكل لحد ما تجشأ
وقام لحس اصابعو وكأن شيئاً لم يكن
جابو الكراس وقلم الناشف الذي نشف ريقنا
اها 00 عثمان ابراهيم ابوحراز 300
حاج ابكر محمد يونس 300
النذير الكاروري 300
الكراس اتملأ والكشف جاوز 15 الف ريال يعني أكثر من 10 مليون
ومشينا بيوتنا بعد أن فرض علينا قراءة جزء كامل من القرءان للسيد الشهيد
حتى الشخص الذي قال انه الآن عريس بالجنة قرا جزء كامل 00 ياسبحان الله
طالما هو في الجنة القاري ليهو شنو ياود الحلال
المهم صحينا بكرة من النوم والعيون متورمة من الزعل
نسمع ليك انو الشهيد جاء { الحلة } وبكامل الصحة والعافية
والله يدخل الجنة
او ياتي بالحور العين معه
أو يشرب من الكوثر
كل ذلك لايهمني كثيراً
فأكثر ما أغاظني أنهم لم يرجعوا لينا قروش الكشف !!!
قال ويقام المأتم قال
كدي شوفوا الحسرة دي
وفي ال نهاية الراجل سافر بي قروشنا
واشتري ليهو ركشة ومبسوط الحمد لله
الطريف في الموضوع إنو الشهيد سايق الركشة