بعد أن فشل في الحصول على الشهادة السودانية، قرر أن يدخل السوق، وكحالتنا نحن في الغربة كلما تسال عن واحد وأين يشتغل يقولوا ليك فلان دخل السوق، واستغل علاقاته الاجتماعية في الحصول على ما يريد، وعندما دخل السوق في تلك الفترة كان التعامل في السوق بين التجار تعامل أمين وصادق " يعني بلغة هذا العصر شفافية"، وظل يعمل في هذا الوسط النظيف الذي لم يألفه ولا يعرف عنه شيء وظل يتلون من أجل أن يكسب ثقة التجار في السوق ولكنه كاد أن يفشل في هذه التجربة المريرة في نظره، وبدأت أحلامه تتبخر، ويئس من الوضع الذي فيه حتى جاءه الفرج بالبيان رقم واحد حيث هلل وكبر وسار في ركب المؤيدين لأصحاب البيانات الكثيرة والأفعال القليلة وعاود نشاطه في السوق لان الساحة قد خلت له من التجار الشرفاء وظل يسرح ويمرح في الساحة ويعقد الصفقات التجارية الضخمة وفي وقت وجيز تضخمت ثروته وصار يبحث عن الجاه والسلطة، ووقتها عاد للدراسة وحصل على الشهادة السودانية، والتحق بالجامعة وحصل على شهادة حقوق بتقدير متواضع، وأصبح محاميا ثم أستاذا ثم مستشارا قانونيا يشار إليه بالبنان!
قام في مرحلة لاحقة، بالترشح للانتخابات النيابية، وحصل على المباركة من الحزب المعروف للجميع ودخل البرلمان وأصبح لديه ثروة كبيرة من الاتجار في قوت البشر وصار له علاقات واسعة مع القيادات المفسدة، وما أكثرهم، ودخل معهم في كل عمل غير مشروع وزادت ثروته أضعفاَ مضاعفة.... فهل عرفتموه؟
انظروا حولكم فستجدوا أن الكثير مما ذكر أعلاه ينطبق على عدد لا بأس به من كبار مسئولينا ومشرعينا!