بأمانة بحب التيسوعات جداً
وهن أصلهن كم تيسوعة ياخي ما تيسوعتين في السنة "الهجرية"
لكن لكل واحدة من التيسوعتين ديل طعم ولون مختلف
تيسوعة عيد الضحية أكثر صرامة وأشد وطاة وأقوم قيلا
تيسوعة عيد رمضان لذيذة والروح فيها خفيفة ولطيفة
وإمكن إكون لرمضان وتراكماته أثر في ذلك
يعني ملخص رمضان "بانوراما" بيعرض في التيسوعة
ولو لا "كسوة العيد" لحازت تيسوعة عيد رمضان على الأفضلية
بالإضافة للكسوة ففي "منقصات" تانية ليها علاقة باللياس والبوهية
ولمن نقول البوهية فبنقصد الجير والهبود والرملة وصبغة الحناء والاوكسجين
وتطريز العمم والشالات وتظهير الجلاليب البيضاء ومكوتا "سيف"
على عكس تيسوعة عيد الضحية البتجي دائماً والناس جاكين
الجكة بتاعة التقديم للحج والسفر والغياب والعيد مع الاهل
والناس مليانين مروءة على خلاف رمضان
ومع الجكة كمان الناس بتكون شايلة سكاكين وفرارير مطرقة
والبزيد من الرعب الخرفان والأسعار وزرائب البهائم الله يكرمكم
البهارات والعطيس والبصل والشطة الخضراء
ضابحين ولا ما ضابحين عييييك حاجات كتيرة
وكمان تشيل هم للمسالمة بـ "المعصم" بدل المقالدة والكفوف
بسبب "الزفارة الأمريكية"
في عيد رمضان المباركة بتاخد أشكال فيـها إطالة
وبتدخل عبارات زي "حياك الله وأبقاك "
"وكل عام وانتم بخير
والعيد الجائي تتحقق جميع الامنيات
والعفو لله والرسول" فالأرواح سامية ومتسامية
يعني بتتسع مساحات التعبير وبتكثر الاماني
لكن في عيد الضحية بنكتفي بـ"ها ناس العيد مبارك عليكم ..
وخلاص "
وما بكون في زمن لبقية "الأكلشيهات"
بس بتخش "إتفضل"
و"إتفضل" لازمة من لوازم الضحية شية ومرارة وشربوت
دا كلو بيجعل تيسوعة عيد الضحية أكثر كثافة
رمضان في ذات مرة كان شديد
وكلما إشتدت حرارة الأجواء في رمضان
كلما ضاق يوم التيسوعة وبما لا يسع لقضاء الأشغال
الأشغال ساهلة غسيل ومكوة وقشقيش حيشان
وعلى فكرة فالخروف بيأخر من القشقيش كثيراً وبزيد من صعوبته
بت العوض كانت بتلقى صعوبة بالغة في فكرة "الكعك"
وزي ما كانت بتكره السمك ..
فكانت بتحب الضحية وبما لا يقاس "المهن الممتدة"
على الأقل كانت بتبعدها من تعقيدات حسابات المقادير
فمقادير البتفور والناعم والبسكويت بتفتكرا لزوم ما لايلزم
في التيسوعة ديك الشجرة وسط الحوش مليانة بالخلوق
رجال ونساء وأطفال وكل في مقادير خبيزه
جلست الله يرحما على "بنبر" في ضل الصباح على حيطة جنب الشجرة
الشجرة نشفت تماما بعد رحيلها مباشرة مخلفة ورائها ذكريات مهولة
كانت قاعدة بعيد بسبب الشرا والروس الاسود بتاع العيش الكانت بتنضف فيهو
احلام كانت مشغولة بتجهيز "مقادير" الخبيز "قوى حديثة"
وأسهل المقادير كان الدقيق من الناتج المحلي في المخزن
ورطلين زيت قلعت حقهن من الجراد قلع وسمن متبرعة بيهو حاجة عشة
والصعاب بتتفاوت لكن بتبدأ باللبن الحليب والبيض
وبصعوبة بالغة تم توفير تلاتة أرطال لبن حتى السابعة والنصف صباحاً
خلو ليها الدقيق جنبـها بحكم الرابط بين العيش والقمح
الدقيق حوالي ملوة في صينية كبيرة
بسلة اللبن ختوها جنب الدقيق وبت العوض تنضف في العيش
وعادت احلام بعد ساعة وفي يدها نص دستة بيض من دكان علي
حينـها كنت مشغولاً بسقاية شتول "جهنمية بيضا" جبناها من رفاعة
وكانت الله يرحما عين في العيش وعين معاي في الجهنمية البيضا
فبالإضافة لتربية أبنائـها فقد قامت بتربية أنواع نادرة من الزهور
وتعلقت بالجهنمية البيضا ولقيناها أخيراً في رفاعة وزرعناها ليها
وقد أولتها عناية فائقة بحكم ندرتـها وبدايات النمو المتعسر
وجود الدقيق واللبن جنبها أضاف ليها عبء آخر ما قادرة عليهو
أو في الحقيقة ما عندها أي رغبة في عمله "الخبيز"
في التاسعة صباحاً الشمس "كربت شوية" وتسارعت وتيرة الضيق
صاحت "ياجماعة احلام دي طارت وين تفكني من المصيبة دي "
وإمعاناً في "توتيرها" قلت ليـها "دا خبيز ما عندك ليهو مقادير "
في التاسعة والنصف إكتملت المقادير بـ"المجابدة"
الدقيق في الصينية واللبن في البسلة والبيض في كورة ألمنيوم صغيرة
وقزازة السمن رافعنـها في الحيطة لزوم "البسوح نديان"
والزيت في باغة "فراولة" صغيرة تم غسلها للمناسبة السعيدة
وتم توفير "بوصة" من "صفية" بالإضافة لبوصة عملا أحمد الحلبي
احلام قالت تجيب المفرمة نمرة 8 وصفوها ليها عناس بتول بت الطيب
رجعت في العاشرة وسألتا "كتي وين عليك النبي الوكت دا كلو ؟؟"
عددت ليها الأماكن وآخرا ناس بتول بت الطيب وقالوا ليها المفرمة عناس الرقعت
بأمانة حنيت على احلام وأشفقت عليها فالمسألة لا تحتاج لكل هذا الجهد
قلت ليها جيبي سكين نقطعوا وندردمو ساي ؟؟
إغتاظت قالت لي "داير تضحك فينا الناس يوم العيد "
وأضافت وإنت مالك ياأخي ساعدنا بالسكات
فإذكرت واضافت "ما تبقى لي زي خالتك آمنة"
"لاقتني جنب دكان علي قالت لي نعل ما عندك عوجة ؟؟
قلت ليها أفتش لي في مفرمة نمرة 8
قالت لي "والله شايفاك جارية كدي قلت إلا بتفتشي ليك في غنماية"
ومرقت مسرعة وأظنـها إتذكرت مفرمة ناس زكية ممكن تكون خلصت مهامها
وفعلاً جات أخيراً مدلدلة يديها قالت باقي ليهم صينية واحدة بس
وصرخت "أريت يومي زي السجم والرماد ..
ورفعت بسلة اللبن لقتا مجدوعة وكانت فاضية ...
الكشح اللبن دا منو ؟؟"
بت العوض ببرود وإبتسامة خفيفة قالت ليها
" هوي آختي قولي بسم الله ..
دي أنا دي شفت الزمن رووووح ....
وخفت الشفع يكشحوهو ليك...
كبيتو ليك في الدقيق ...
دائرة تعجني أعجني ما دايرة ما دايرة ..
برا مقادير برا كلام فاضي" رحمة ونور يارب العالمين
والتيسوعة دي كانت كسابقاتـها
مع إختلاف الأمكنة وإئتلاف الأفئدة
وفي العيد دا حكى محمد موسى في قناة الشروق عن واحد حريف
قبال أربعة شهور إشترى خروف مندكل
نظام إحتياط وتحسب لإرتفاع الأسعار
وفي شهرين أو أقل الخروف بقى جزء من ناس البيت
يلعب مع الأطفال وينطط معاهم ويمشي معاهم الدكاكين
ولو واحد من الشفع مِرِض تلقاهو حزنان
بإختصار أصبح الخروف محور كل الحركات صباح مساء
يوم التيسوعة أويوم الوقفة الخروف قعد إبكي بكا شديد
مالك يازول في حد سألك ؟؟
في حد داس ليك علي طرف ؟؟
قال : لا لا لا
طيب ورينا مالك الببكيك شنو والدنيا قبايل عيد ؟؟
وإزدادت حدة البكاء والدموع ما تديك الدرب
وبعد إلحاح قال ليهم :
" ناس الحلة كلهم جابو خرفان للعيد إلا نحن !!"