موضوع: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الأحد 6 يناير 2013 - 9:04
اجمل هدية تلقيتها في مطلع العام ايميل من الصديق العزيز المبدع عفيف اسماعيل يحمل مقالة رائعة جدا ارجعتني الي ستينات الحصاحيصا نشرها في الحوار المتمدن وتستحق ان يكالعها كل ابناء الحصاحيصا خاصة الجيل الذي كان شاهد عيان واخص منهم كوامر في الموقع حسن كيشو وبكري عثمان حمد و الدكتور عادل كحيل والدكتور ضياء عدوي والصديق قرض عبر المنصوري ومصعب الحاج والمحبوب وسركيس و شاهد العصر عبدالمنعم ترتورة وهاشم كرار وعثمان عابدين وكل من كان شاهدا نرجو ان يستخرجوا من الذاكرة ما يفيد لتوثيق جزء من تاريخ المدينة
[img][/img][img][/img]
تطالعون ادناه النسخة المنفحة التي بعثني اياه الاستاذ عفيف بدلا عن التي طالعتموها ارجو اعادة القراءة المكان: مدينة الحصاحيصا، ستديو الحصاحيصا الزمان: النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي ...... كنتُ بالغرفة الصغيرة المظلمة التي تُسمَّى "المعمل" في الجزء الخلفيّ من الأستديو، أعالج المرحلة الأخيرة من تظهير صورة لزبون سوف يحضر بعد عشر دقائق، حين سمعتُ ذاك الصوت المألوف ينادي: - أهل الدار.. سلام عليكم. - مَرْحَب بيك.. اتفضَّل دقائق بس وأكون معاك. - يا عفيف يا أخي نِحْنا جاينَّك من آخر الدنيا تقول لي دقائق!. أدركتُ أنني أعرف صاحب هذا الصوت معرفة وثيقة، سريعاً طُفْت بكل الملفّات الصوتية في ذهني لعلِّي أجد صوتاً يطابق صورةً لشخصٍ أعرفه، لم يَهْتَدِ ذهني الذي كان مشغولاً باللحظة الفاصلة التي تَظهر بها ملامح صورة الزبون بتدرُّج الظلال على ورق التصوير، تلك هي اللحظة المفصلية التي تحدِّد جودة الصورة وصلاحيتها للأوراق الثبوتية، إن بقيَت ثوانٍ أخرى في المحلول سوف تسوَدّ تماماً، حين تعالى الصوت مرة أخرى: - يا عفيف نمشي ولا شنو يعني؟. - لحظة واحدة بس. على حوض محلول التثبيت رميتُ بالصورة وقد اكتملَت ملامحها السمراء وهي تفتعل الجدية المطلوبة التي تليق بصورة لاستخراج الجنسية السودانية. غسلتُ يدي سريعاً، وخرجتُ إلى صالة الاستقبال بالأستديو، لأجده واقفاً مُمسكاً بِعصاهُ المعقوفةِ في يده اليمنى، ويرتدي جلباباً أبيضَ ناصعاً، وابتسامة أشدّ بياضاً من ذاك الجلباب، وعينان تطلّ منهما شقاوةٌ طفوليةٌ، ومرحٌ مشاكسٌ، وبيده الأخرى كان يتأكَّد من أن عمامته البيضاء في مكانها الطبيعي. - هكذا - كأنه خارجٌ للتوّ من برنامجه الشهير "صُور شعبية"، وجدتُ الأستاذ الطيب محمد الطيب يقف أمامي باسماً، مثل نبيٍّ يَوَدُّ أن يُبلغ رسالةً إلى ضَالٍّ شَريد، ويمدّ يده لمصافحتي باسْمِي، وأنا أردِّد كلمات الترحيب الدائرية بارتباكٍ ظاهر، كان ذهني مشغولاً بأنني لا أعرف الرجل معرفةً شخصيةً، ولم ألتقِ به من قبل أبداً في حياتي!!، ولم أرَه من قبل إلا على شاشة التلفزيون؛ حيث يستطيع أن يخلب ألبابَ كلّ مشاهديه، المتحلِّقين حول التلفاز لمشاهدة برنامجه الشهير "صُور شعبية"، ويناديني باسْمِي كأني صديقٌ حميمٌ له. لم تَطُل حيرتي حين سمعتُ من خلفه ضحكاتٍ مكتومةً تحوَّلت إلى قهقهة صاخبة، تبينتُ صاحبَها قبل أن أراه، وهو صديقي محمد أحمد الفيلابي، الذي انفجر بضحكته، تلك التي تشبه صوت مغنِّي أوبرا من فصيلة التينور، وهو يؤدِّي إحدى النوتات العالية للحظة عشقيّة، وتعانقنا، وقال من غير أن يضيف لقب الأستاذ: - طبعاً دا الطيب محمد الطيب ما محتاج لتعريف!، على فكرة هو مؤلِّف ومُخرج ومُمثل هذا الموقف الدرامي الذي مثَّله أمامك قبل قليل، عشان تعرف إنو عندو مواهب تانية داسِّيها من الشعب السوداني. ضحكنا، وقال الأستاذ الطيب محمد الطيب: - ونِحْنا ماشِّين للدِّنْدِر قبل يومين، مَعَانا مجموعة من الشباب من الجمعية السودانية لحماية البيئة، ومِن ما وصلنا الكاملين لسانهم ما وقف من سِيرتك، وكانوا دايرين يغْشُوك، حتى ولو لي خمس دقائق، لكن أنا حسمتهم ليك، قلت ليهم الزّول البتتكلَّموا عنو دا خمس دقائق ما بتَمْرُقكم منو، ونحنا أصلاً متأخِّرين أكثر من ساعة. آها.. ونحنا جنب "ود الفادني" راجعين، أخوك دا (ووضع يده بحنُوّ على كتف الفيلابي) بدا يترجم زي الدرويش، وأنا ما فارِز من كلامو غير عفيف.. الحصاحيصا.. عفيف.. الحصاحيصا. آها.. قلت النَّشوف عفيف الجن دا للزمان البِيعرفوه الناس البَعرفهم كلهم وأنا ما بعرفوا. وبعدين بيني بينك أنا عارف إنو الحصاحيصا دي فيها "فُولا" سمحة ما تتفوَّت، آها قلنا نَجِي نغشاك ونفطر معاك، آها.. قصَّرنا معاك. - ممكن نجيب سمك، وحاجات تانية مع الفول. - فول بس ما مكسور، وعليهو زيت سمسم وشَمار وتوم وحبة جبنة، وكان في بصلة وزيت سمسم إضافي من الدكان يكون كتَّر خيرك. - جداً.. في سمن بلدي في الدكان القريب دا!. - سمن.. سمن خلي الكولسترول الـ"......" أم أهلنا ذاتو. جلس الأستاذ الطيب محمد الطيب على الكرسي المقابل لباب الأستديو، وصديقي محمد أحمد الفيلابي، بصخبه المعهود وعشقه اللامحدود لخلق لحظات مفرحة غارقة في الحنين، ويسألني عن الأصدقاء المشتركين، وينقل إليّ أخبار بعضهم أيضاً، ونحن نتسامر عن حكاياتنا مع صديقنا المشترك أيوب مصطفى، وأخباره في البلاد البعيدة "التي تموت من البرد حيتانها"، لاحظتُ مشهداً تكرَّر أكثر من مرة؛ أن العابرين من أمام الأستديو كانوا بعد أن يعبروا البابَ قليلاً يعودون بخطواتٍ بطيئة تُشبه رقصة مشية مايكل جاكسون على القمر، ليتحقَّقوا مما رأته أعينهم، هل هو حقاً الأستاذ الطيب محمد الطيب أم شُبّه لهم. نظرتُ إلى الأستاذ الطيب محمد الطيب، كأنه قرأ ما يدور في ذهني وقال: - أقيفْ بَطَيِّرُم ليك هسَّع. قال ذلك وخلع عمامته الكبيرة ووضعها بين ركبتيه، فبانت تلك الصلعة التي زادته وقاراً على وقار. وانقطع سيل الراجعين القهقهرى لرؤية صاحب الصور الشعبية. - آها.. إنت من وين يا عفيف؟. - أنا اتولدْتَ في الحصاحيصا. - أقصد عَقابك، أُمك أبوك وجدودك؟. - أمّي اتولدَتْ في الحصاحيصا برضو، لكن أبوي اتولد في شرق الله البارد. - وين في شرق الله؟. - شرق تنبول، ود أب شام. فرفع يديه وسبابته، تماماً مثلما تفعل جدتي، وصار يطوِّحهما مرةً ذات اليمين ومرةً ذات اليسار ويردِّد: - يا أب شام.. ورا وقدّام.. يا أب شام.. ورا وقدّام، تعرف ود أب شام دي إنْدَايَتها كانت ملتقي لكثير من الحكايات العظيمة في تاريخ البُطَانة، وعندها مكانة خاصة عند أهلك الهَمْبَاتَة. - هل زُرت ود أب شام من قبل؟. فجأة انسحبت ابتسامته المتسامحة، واكتسَت كلّ ملامح وجهه بحزنِ مَن تلقَّى خبراً فاجعاً، وطاف دمعٌ شفيف بعينيه، وصار ينظر بعيداً كأنه يرى مشاهد موجعة تمرّ أمامه وقال: - تعرف آخر مرّة زُرتها من زمن بعيد جداً، أظنّك الزمن داك كنتَ لسَّه حايم بلباسك وبتلعب بالتَّرْتَار. ذهبت إليها مع الفنان الشعبي قسم السيد أدْفِريني عندما كنت أحقِّق كتاب "الإندَايَة"، ولولاه لما تمّ هذا الكتاب. تعرف قسم السيد دا فنان فريد عصرو، ما لقي البيأرِّخ لحياتو وفنو، كان هو دليلي الموثوق لكل الأنادِي بالجزيرة. تلك رحلة لا توصف، ولا يجود الزمان بمثلها، مع تلك الرفقة الممتعة والملهمة لقسم السيد أدفريني. قسَماً عظَماً داك كان طرب فريد من نوعو، ونشوة لا تضاهيها أي نشوة أخرى، لا أحد يعرفني في كل تلك الأماكن، لكن كلهم كانوا يعرفون قسم السيد أدفريني وأغنياته. يحتفون بوصوله بشكل يضيفونه ببِكري المشروبات الزاهية، يكرِّمونني مثله تماماً، ولا أحد يطالبه بأن يدفع مليماً واحداً، ذاك المغنِّي الفذّ لا يجود الزمان بمثله مرتين، وكان يؤلِّف الألحان والأغنيات في الحماسة والعشق، والفروسية، والمناحات، والحكايات الشعبية الخالدة، وحكايات أسفل المدينة، عفو الخاطر، وكما البرق تتوارد إليه المعاني والأنغام، كأنّ هناك مَن يُمليها من مكان ما. وأيضاً يحفظ الدُّوْبِيت والأغنيات القديمة والجديدة والحكايات الشعبية الأسطورية ويرويها، دا كلُّو كُوم، وعزفو على الدلُّوكة كوم تاني، دا بسوِّي بيها البِدَع عديل كدا!. للأسف ليس هناك تسجيل صوتي واحد لقسم السيد أدفريني، لقد ضاعت كل أغنياته معه، دي الحقيقة المفجعة، هو أحد الذين ساهموا بشكل واضح في المحافظة على الكتير من أغنيات التراث. هدر ساكت راحت معظم أغانياته الما بتُعَوَّض أبداً!. من أطراف الذاكرة تشكَّلَت في ذهني تلك الصورة البعيدة، لرجلٍ تُميِّزه سُمرته اللامعة، وقامته الفارعة، وجسده المُمتلئ، ووجهه البشوش الذي تضحك معه شلوخه الثلاثة. تذكرتُ ظهوره المتباعد في الحيّ، كنتُ أراه أحياناً عائداً، بعد نهاية يوم عمل شاقّ في محالج الحصاحيصا، مع جدي عبد الله خير السيد، والعم إبراهيم هنداوي أو نائماً بعمق في ديوان الجدّ آدم محمد آدم "ود آدم". كنا نتحلَّق حوله لنرى الرجل الذي ينام مبتسماً. تذكرتُ عندما كنتُ في السابعة من العمر، كنتُ مُغرماً بسماع أصوات الآلات الإيقاعية التي يجود بها ليل الحصاحيصا القديم، في تنوُّعه الفريد كسودان مصغَّر، لكن أكثر الإيقاعات التي كانت تشدُّني تلك التي تُعزف أحياناً بعد منتصف النهار، وتحملها الرياح إليَّ من إنداية "نَسمّا"، أو من "ربع الخراب" او في ليالي اعراس المدينة أحياناً، وأسمعها عندما أزور جدي في الحلة الجديدة، وكنت أسمع الإيقاعات ذاتها تأتي من ضفة النيل الأزرق، حيث يقبع منفرداً ذاك المكان الذي يُسمَّى " الجَوْ" الذي حذَّرَني جدي من الاقتراب منه لاصطياد الأسماك، أو لأيّ سبب كان أن لا أقترب من هذا المكان عند زيارة مزار سيدي الحسن مع جدتي، وكانت تشدّني إلى ذاك المسيد رائحة البخور النديّة التي يعبق بها المكان في كل الأوقات، وكراماته التي تتجلّى لي دائماً في العُملات المعدنية الكثيرة المدفونة تحت الرمال. برغم حرارة دعاء جدتي الصادق للحسن السابق قولة "يا"، إلا إنها تعود خاوية اليدين، وأعود بثروة صغيرة تكفي لحقّ التسالي والفول والسِّمسمية، وقد تفيض لشراء ضَرَّاب مجرَّب من البلِّي من أصدقاء اللعب لم أستطع أن أفوز به من خلال الرهان. كانت تَعَرِيفَات سيدي الحسن كافية لإتمام الصفقة بلا جدال طويل، وتلك كرامة أخرى لا تعرفها جدتي. وكنتُ أُلاحظ عندما يجيء بوليس السَّوَاري مُمتطياً حصانه، ثم يصفِّر تلك الصافرة المزعجة التي يفوح منها أمرٌ صارمٌ وعنجهيةٌ أكثر من صافرة حُكام كرة القدم، وتمتدّ لمدة أطول حتى يسمعها كلّ سكان المدينة الصغيرة في ذاك الأوان، ما إن تنتهي تلك الصافرة المزعجة، حتى تتوقَّف كل تلك الإيقاعات الطروبة الآتية من ناحية "الجَوْ"، ومنذ ذاك الزمان ارتبط عندي أن ظهور العساكر يعني نهاية الأشياء الممتعة. ووجدتُ تفسيراً مُقنعاً لمعنى جُملة "هادم اللذّات" الغميسة. كنت أزور بيت جدي كل يوم جمعة للاستماع عن قرب إلى تلك الإيقاعات النادرة، كنتُ أميّز اختلاف عازفيها، وكانت تستبدّ بي النشوة حين استمع إلى ذاك العازف بإيقاعاته الطروبة، وهو يعزف إيقاعَي السِّيرة والتُّمْ تُم، وما إن يبدأ حتى تتعالَى معه تأوُّهات المتحلِّقين حوله الحارَّة، كأنهم على مرمى جدار مني،وتبدا العرضة الماخمج التي أسمع دبكة أرجلها المتناغمة مع تلك الصيحات الحاسية هع هيع.. هع هيع ، وكان ذاك يَحدث أحياناً في نهارات "إنْدَايَة نَسمّا"، التي لا تبعد كثيراً عن الحي الذى نسكنه بوسط المدينة، حيث كانت تحتلّ ذاك الخلاء الواسع، بعد سينما الحصاحيصا وبين الحلة الجديدة، ومساكن عُمال المحالج بـ"الكَمْبُو". كانت "إنداية نَسمّا" تقف وحدها مثل دير مقدّس في ذاك الخلاء. ذاتَ نهارٍ في نهايات الخريف، وصَهْد الدَّرَت يفرض سكونه علي حركة كل الكائينات الحية، عُدتُ من المدرسة في عامي الأول بها، ففتحتُ باب السُّنُط بصريره المميّز، الذي نبَّهَ أمي لحضوري. أتاني صوتها من خلف التُّكُل محمَّلاً برائحة دخان العُوَاسَة الخانق، وعبق الفِيْتَرِيْيَة المخمَّر الذي تَصنع منه كِسْرَتها، وهي تُنبِّهني بأن أطبِّق ملابس المدرسة جيداً، وأن أضع شنطة الكتب في مكانها. بلامبالاةٍ رميتُ بشنطة الدَّمُّوريَّة بكرَّاساتها القليلة من كتفي على الأرض، وخلعتُ القميص والرّداء المدرسي ورميتُهما على عنقريب خالٍ من اللِّحَاف، وتخلَّصتُ من "الشّدّة البيضاء" كلّ فَرْدَة في مكان، وسرتُ إلى المَزْيَرَة التي تتوسَّط الحُوش الواسع بأزْيَارها الثلاثة، كان لي كوبٌ خاصٌّ أضَعُه تحت الزِّير الصغير في كلّ الأوقات ليتجمَّع فيه ماء النُّقَّاع البارد، ويا ويل مَن يسطو على ذاك الكوب. كان ذهني يُعاظل كيفية صناعة أفضل الفخاخ للطيور التي تأتي فقط مع نهايات فصل الخريف، فجأة سمعتُ تلك الإيقاعات الطروبة "تُمْ تُمْ" خفيف به مسحة إثيوبية، كأنها قادمة من بيت الجيران، فخرجتُ مُسرعاً كي أدرك مكانها، تعالَى مرةً أخرى صرير باب السُّنط، سبقتُ صوت أمي قبل أن يسأل عن مَن القادم، وقلتُ لها بصوت عالٍ مليء بالهمّة: - بَقْفِل في الباب من الغَنَم. ونلتُ تقريظة لم أتبيَّن كل كلماتها، سمعتُ فقط خواتمها: - إنتَ تتبارك يابا. وخرجتُ لم أنتبه إلى ذلك السّروال القصير الذي كنتُ أرتديه، ولا إلى تلك الفنيلة بلا أكمام، ولا إلى رجليّ الحافيتين، تلفتُّ يميناً ويساراً، كان الشارع خالياً تماماَ من المارّة، إلا من عثمان طه يجلس في بَرَندة دكانه. بوصلة الإيقاعات كانت تشدّني آتيةً من شمال المدينة؛ حيث "إنْدَايَة نَسمّا". كانت لقوة الإيقاعات وحماسها وآهات المتحلِّقين حولها مغنطيسيّتها الخاصة التي تجعلني لا أفكِّر بغيرها، لم تترك مجالاً لكلّ التحذيرات من الاقتراب من ذلك المكان. كانت المعضلة كيف سأعبر عثمان طه الجالس في برندة دكانه من غير أن يسألني وجهتي، وكان هو قد وَجد مَهامّ للجريدة التي انتهى من قراءتها، وصار يهشّ بها الذباب، ويحرِّك الهواء قليلاً، بعد أن توقفت مروحة سقف دكانه، وصارت مثل أذرُع عملاقة لكائن خرافي، أخذتُ حَجراً صغيراً، وضممتُ يدي علية بقوة، كأنني أخشي على عملة معدنية من السقوط، ومررتُ قربه، ولوَّحت له بيدي المضمومة، بخطوات واثقة، كأنني ذاهبٌ إلى دكان عم مالك جهينة الغسَّال الذي يليه: - أزيّك يا عم عثمان. - أهلاً وسهلاً يا ولدي. عبرتُ مُسرعاً دكان مالك جهينة سريعا عبرت زقاق اللذة، ثم سينما الحصاحيصا لصاحبها علي دنقلا، وكان التُّمْ تُم الراقص يحتلّ كلّ مسام الفضاء والخلاء الواسع بين السينما وإنْدَاية "نسما" ركضتُ مثل إعصار، تجذبني تلك الإيقاعات الحارّة، ووقفتُ عند باب السُّنُط الموارب الذي يسمح بدخول شخص واحد، ألصقتُ عيني بأحد الشقوق العديدة بالباب، ورأيتُ ذاك العازف يدقُّ دَلُّوكة شكلها غريب جداً، مزيّنة حوافها بزخارف عديدة، وفخارها يبدو لامعاً، وأصابع العازف الرشيقة تمسّها مَساً ساحراً، جعل تلك الدائرة المتحلِّقة حوله تذوب في نشوة الطرب، ويُخرجون تلك الأصوات المُلتاعة، وآخَر يجعر مثل مثكول، ويعانق عازف الإيقاع حتى كاد أن يشغله عن عزفه، وعندما تخلَّص المغنِّي من هذا المعجَب المتيَّم رفَع رأسه، وأدار وجهه، فرأيتُ تلك الشلوخ النائرة تبتسم تحت ضوء الظهيرة، فتعرَّفت على صاحبها، وسط دهشتي، بأنه هو عم قسم السيد أدفِرِيني الواحد دا البعرفو، الذي لم أعرفه مغنّياً مِن قبل، هو ملك كل لحظات الطرب والنشوة التي كانت تتسرَّب إليّ من بعيد، وشغلتني كثيراً، أزماناً طويلة إيقاعاته الملتهبة، وسرَّبت لي متعة خالصة، ثم رفع المغنّي قسم السيد أدِفريني وجهه إلى أعلى، وصار يشدو بصوتٍ كأنه استلفه من مزمار رعويّ، وازداد الهياج، وتعالى التصفيق، استبدَّت النشوة به، فصار يعزف الدَّلُّوكَة بكُوعه الأيمن تارةً، وبكوعه الأيسر تارةً، ومرّات بجبهته، وأحياناً بأسفل الحَنَك من غير أن يختلّ الإيقاع "التُّمْ تُم" الراقص، وكانت تلك أعلى ذروات المشهد، حين صار صوت الجميع يردِّد مفردة واحدة وهي "وُووب.. وُووب.. وُووب" بتنغيم به كثيرٌ من الأوجاع وكثيرٌ من الطرب. وصرتُ أردِّد معهم: "وُووب.. وُووب..وُووب". كانت روائح عديدة تطوف بأنفي بتنوُّعها، أكثرها وضوحاً رائحة المُشُك الثاقبة، وروث البهائم، وصُنَان البول الخانق يستعرُ مع زنقة نصّ النهار، ورائحة نارية لشطة قبانيت وبخور لطيف لا أدري كيف تسرَّب إلى أنفي وسط كل هذا العطن، فجأة أتت رائحة شواء مستبدّة احتلّت اللحظة، كان هناك في طرف الرَّاكُوبة أحدهم يرتدي عَرَّاقي قصير جداً، ويهزّ ردفيه برقصٍ بديعٍ متناغم مع التُّمْ تُم، وهو يرمي باللحم في كانون كبير ملتهب الجمرات، ويردِّد: "وُووب..وُووب.."، وقربه امرأة في منتصف عمرها وسيمة الملامح مشرقة الإبتسامة تساعده وهي وتعد سلطة خظروات قوامها البصل الأخضر والطماطم والتبش، وعلي صحن آخر أم فتفت ومراره يتلامع فشفاشها وعلي صحن طلس مطرقع الأطراف كمية كبيرة من البصل الكسلاوي متبل بالشطة والليمون. ظننتُ أنني رأيت شبحاً يخرج من الباب، ولم أكترث لذلك كثيراً، وظللتُ أردد: "وُووب.. وُووب.. وُووب"، فجأة انتبهتُ إلى صوت نشاز يأتي من خريرٍ غليظٍ قربي، فالتفتُّ لأجد عينَي عمي "......" يتطاير منها الشّرر وهو ينظر إليّ صارخاً: - الشريف.. الجابك هنا شنو؟، الليلة الله قال بقولك، "الشريف" هو الاسم الذي يناديني به جدّي، ويناديني به كل كبار العائلة. تسمَّرَت خطواتي، أصابني شلل مباغت. كانت المدّة التي أفرَغ فيها مثانته كفيلة بأن أهرب من أمامه وأختبئ في آخر مكان في الدنيا، هل شرب برميلاً كاملاً من المَرِيسة؟، أشفقت على الحائط الطيني من الانهيار، وظننتُ أنه سوف يظل يبول بلا توقف حتى غروب الشمس أو تكف مثانته عن هذا الضخ المتواصل، تسمَّرَت خطواتي، شلل مباغت أصابَ كل مفاصلي، نظرات عمي النارية تثقب وجهي، وخريره الشلالي يقيّد خطواتي ويثقل بدني مثل كابوس، "وُووب.. وُووب" صارت بعيدة، كأنها آتية من جوف بئر، معها نقرات قسم السيد أدفريني الطروبة. أفقتُ على صفعةٍ تنهال على خدّي الأيمن، وتطرحني أرضاً، ويدٌ تشدّني من أذني وتنهال بسيلٍ من التوبيخ الثقيل، ظننتُ المسافة التي قطعتُها قبل قليل في خمس دقائق، من بيتنا إلى إنْدَاية "نَسمّا" صارت أطول من مليون ميل. لا أدري كم من الصفعات نلتُ في ذاك اليوم في بيتنا العامر بالأسرة الممتدّة، حتى الجيران الذين سمعوا بالحكاية لم أسلَم من لدغات ألسنتهم، وسياط أشجار النيم النارية، وتلسعني تلك القرصات ذات اللدغات الحارقة في منتصف الظهر التي لا مجال لحَكّها التي خصَّصتها لي الخالات والعمّات والجارات بغير رأفة مشفوعة بـ: "أحَّيْييييييييييييييي" الممطوطة التي تكاد أن تنزع قطعة من جلدي معها. ضمّتني جارتنا الطيّبة مريم طويل إلى حضنها، وصاحت بالنساء بصوتها الصارم: - خلاص الولد دا كملتَن لحمو. أصلو هو عمل شنو؟ نبَتَ لي لسانٌ بعد أن وجدتُ الحماية والحصانة الكاملة وأفضل شروط اللجوء الأُسَري الذي وفّرته لي الخالة مريم طويل: - أصلو أنا عملتَ شنو عشان كلّكم تدقّوني كدا، حقّو تدقّوا عمّي كمان، لأنو كان جوه الإنداية!، أسَّع وينو هو بكون رجع هناك تاني. - أسكت سَكَتْ حِسَّك. - كمان ببول الشارع!. - أجِيْ يا بنات أمي!. - وبجي البيت كل يوم باليل سكران كمان. - هو ما راجل كبير. - يعني لما أكبر ممكن أمشي إنْدَاية "نَسما" أو "الجَو" أو "ربع الخراب" وأسمع قسم السيد أدفريني؟!. ضمتني مريم طويل إليها أكثر تحميني من يد ممتدة باظافرها الطويلة متاهبة لقرصة نارية، وهي تضحك قالت: - حليل أبوى داك، يا أخوانا دي مصيبة شنو الليلة دي! يبخروا فيها وهي تظرط! - يعني لما أكبر ممكن أسكر زي عمي في الإنداية؟ وامشي بيوت الزقاق زي الناس الكبار؟ - يا ولد أسكت ولا هسَّع بقوم عليك تاني. الذي خفَّف من وليمة التعذيب الأُسَري تلك النشوة التي تطوف ببالي عندما أتذكَّر قسم السيد أدفريني، وهو يتقوَّس مثل راهبٍ على آلته الإيقاعية، ويعزف ألحانه كأنّها آتية من فضاءٍ خارجيّ، وتجعل كلّ من حوله يذووب ويردد: "وُوووب.. وُوووب.. وُووب". أو يطير في الجو بصقرية حماسية تكاد عصاها الثملة أن تثقب السماء. لذلك عندما قال الأستاذ الطيب محمد الطيب بأن الطرب الذي أطربه له الفنان الشعبي قسم السيد أدفريني طرب فريد من نوعه لا تضاهيه أية نشوة أو أي غناء آخر، تأكَّدتُ أننا سبحنا معاً أكثر من مرّة في نهر الفنان قسم السيد أدفريني حتى ثمالة الأغنيات التي تعشعش بالذاكرة والروح مثل أطياف وريفةٍ لا تستطيع الإمساك بها أو الفكاك منها. عندما رحل قسم السيد أدفريني إلى الضفة الأخرى، جاء الأستاذ الطيب محمد الطيب يرافقه وزير الثقافة والإعلام لحكومة نميري [1969-1985م] عمر الحاج موسى ورهط من موظّفي الوزارة لتقديم واجب العزاء، وتحدَّث وزير الإعلام عن خُسران السودان مكتبة زاخرة بكل معارف الثقافة الشعبية السودانية. غاب الفنان قسم السيد أدفريني، الذي عاش غريباً مثل نبيٍّ منبوذ، لكنه مؤمنٌ بعظمة رسالته الفنية، تكرهه كل المدينة وتلعنه جهراً، وتحبه سراً عندما يسمعونه يغنّي في بيوتات أسفل المدينة يذوبون من فرط الطرب في أعراسهم عندما ينسجم مع دلوكتة لدرجة أن يثقب جلدها التخين يتصائحون بفرح: - قدِها يا أدفريني.. قدِها يا أدفريني.. يتواطؤون جميعاً بنسيانه من ذاكرة المدينة، إلا مَن الذين سبحوا حتى ولو لمرة واحدة في محيط هديل أغنياته.
عدل سابقا من قبل حسن وراق حسن في الثلاثاء 8 يناير 2013 - 8:23 عدل 2 مرات
عماد كج
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الأحد 6 يناير 2013 - 10:01
عفيف اسماعيل......ورقة.... ياسلااااااااااااااااااااام.. اجمل ما قرأت اخيرا.........ولا يستطيع احد ان يعرف مدي روعة هذا المشهد الا ان يستدعي ذاكرته ...وعندما كنا في الابتدائية كان المعلمون يتفادون دفن الكنز بالقرب من الانداية.......ولكن كان اجباريا ان نمر من خلف تلك الشجرة الكبيرة التي نسب اليها الكثير من القصص الخرافية.... وكنا ...نسمع تلك النغمات يوميا ..... وبنعرف البيرك الليلة مرفوع يرفرف.....ولا................
حسن وراق حسن
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الأحد 6 يناير 2013 - 10:23
يا كجكجة سلام سقطت من ذاكرة الكوامر لكن لقيتك من زمان شايل عدلك انت وخالد ورقة وكمال سنوسي شايلين الكرتلة حايمين بيها في الانادي طلعت معلم كبير
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الأحد 6 يناير 2013 - 12:17
يا حسن ، عام سعيد ... كما تعلم ، فى ذلك الزمن كانت الحصاحيصا يطوق خصرها التسامح والود والإلفة والمحبة والعشرة الطيبة ،و (الجار إن وقع شيلو، والقدح الكبير اسعوا، وأنا المامون على بنُوت فريقو ، وفايت الحدود واسوا ). فملامح ذلك الزمن لن تنمحى تفاصيله المشرقة مهما تكالبت عليه القوى الظلامية ، أو طفابيع الثقافة ، أو طفيلية الزمن الأشتر، أو الذين يتوهمون بأن الحصاحيصا مدنية ليس لهوية سودانوية. فالحصاحيصا لن ينقطع حبلها السرى عن الثقافة السودانية المتعددة والمتنوعة كسحنات أبنائها. فذاكرة الحصاحيصا المُعافة تزخر بإشراقات جماليه فى منتهى الروعة !! فليذهب ذوى الذاكرة المثقوبه الى عوالم مُدنهم الفاضلة التى ليس لها وشيجة بالمدن الصاخبة بالحياة الانسانية ، ولتبقى المدن المزدهرة بانسانها المتفرد والمتنوع .
abdelgadir ahmed
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الأحد 6 يناير 2013 - 12:51
داخل هذا القبو كما سماه اخونا عفيف كانت تولد اجمل القصائد فى الزمانات البائسه..كانت القراءات الاولى قبل ان يصعد العمل الى جماهيره المستهدفه كان معتصم يقرأ قصيدته الشهيره حنظله ناجى العلى ثم يقرأ ازهرى الطشاش ويعلق زول عفيف معطفه فى مشجب الاحزان كان يغشى المكان شباب تقل عمارهم ناقصا ضعف صاحب الاندايه واخرين يحملون الان عبء ما عجزنا عن انجازه وما فرقت مع عفيف المزدحم بالمشاوير ولا ضاقت نازك بالحمل شعر هتافى وشعر يتوارى خلف مفرده رصينه وقصص مدهشه لم ترى النور لعثمان فارس وعثمان البشرى يدفع بالرمز الى منتهاه عفيف فنان شامل ولم تصدق بنوءة احد رجال العسس حين قال لعفيف انت مكانك هنا ؟ الا ان عفيف يكرمه وزير الثقافه الاسترالى كأحد مبدعى افريقيا ليوبولد سينقور و سيونكا وبروف كانى تغير المكان..و لا ادرى اين الاستديو الان هل اختفى كما اختفى البورتريه الضخم لمصطفى سيد احمد؟
حسن وراق حسن
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الأحد 6 يناير 2013 - 15:27
الذاكرة ضرع ممتلئ بالاحداث التي تتدافع متزاحمة علي حلمة الخروج .. تتجمد الذكرة ولا تتخثر فقط تحتاج لتسييل حتي تخرج سائغة للشاربين.. المبدع عفيف بعمله الادبي الرفيع هذا كان ك(الاسبرين) ازال كثافة الذاكرة مسيلا الاحداث لتلحق بركب ذلك الزمان أو قبله بقليل .عندما كنا في المدرسة الاولية كانت محطتنا منزل عبدالله حامد الذي تزاملنا مع ابنه ونديدنا صلاح عبدالله حامد وكنا أنا والمرحوم الباشمهندس عمر رملي والدكتور عادل كحيل و الاستاذ محمد رملي الوحيدون من ابناء حي العمدة من التحق بالمدرسة الشرقية (الدرديري ) حاليا والتي كانت تقع جنوب ربع الخراب (اول مربوع جنوب حي الصفا قبالة كبري حنفي بالقرب من نادي المريخ) كانت تلك المساحة التي تفصل المدرسة من ربع الخراب مكب للنفايات والتي كان معظمها زجاج الخمرة من بيرة ابوجمل وشري ابوكديس والسايبرس الاغريقي وكنا قبل درس العصر نقوم بحفر المكان لنتحصل علي الزجاج الفارغ لبيعه ..اذكر في ذات المرات بينما انا قادم بشارع 21 اكتوبر وبالذات في تقاطع شارع السينما وقبالة منزل ميرغني الطيب حاليا كانت تلك الناحية تعرف بفريق (التكسي) ماخور المتعة الذي تحررت بعض منازله وسكنها (احرار ) كانت منهم امرأة مغنية شهيرة ومشهورة تدعي قنبورة تمتاز بصوت شجي به بحة محببة وفي تلك النواحي كانت هنالك مناسبة ( ختان ) الشارع امتلأ بازيار وقلل(دلنغ) الخمر الشعبي من البقنية وموية الكسري والمريسة والعسلية والدكاي سبيلا للعابرين كانت قنبورة تصدح بغنج واحد الرجال يعزف بالضرب علي الدلوكة جالسا علي الارض التي يتقلب عليها في حركات بهلوانية دون ان تقع او تنفصل منه الدلوكة ودون ان يخرج (برا الزمن) وكان الحضور يصفقون له ويشجعونه ( ينصر دينك يا ادفريني) الذي كان العرق يتصبب منه وهو يضرب الدلوكة التي يخرج منها اصوات عجيبة تارة مطلوقة بسلم (سي) ومرات مخنقة ب (الدو ميجور)مستعملا يدية ومقلوب كفية وكيعانه وراسه الذي كان يدخله في فتحة الدلوكة تلك ذكري لم تفاق مخيلتي ابدا وحتي المناسبات التي ارتبطت بقاطني حي العمدة كانت تحييها الرائعة قنبورة والرائع ادفريني وتطور الحال عندما بدأت الفرق الوترية والفنان ودالازرق وابوعمو والفنطي (من الافران ) وكانت الراقصة الاثيوبية اببا من يفوم بالرقص وكان ذلك قبل ان يولد معتمد الحصاحيصا محمد بشير الذي رقصت ابابا في زواج ابيه عليه الرحمة نواصل
عثمان فارس
موضوع: المالوفة الإثنين 7 يناير 2013 - 20:04
الأخوة /عفيف ..ورقة .. وكل المتداخلين عاطر التحايا والأمنيات الممتلئة (حتي الثمالة) بالذكريات العطرة والجميلة (المسكوت عنها) المقال مدهش ومثير وشاحذ للذاكرة المبدعة الجزء الأول الخاص بذكريات استديو الحصاحيصا عشناه وعايشناه كما عبر عنه الأخ/عبدالقادر أحمد ..بس في حاجة مهمة ماذكرها وهو ان الاستديو كان (مالوفة) بالنسبة (لجهاز الأمن في بداية عهد الإنقاذ) ــ بلغة اطفال سبعينات القرن الماضي ــ ويعد كل لمة او جلسة (ادبية) عارضة تحدث (كشة) !! الجزء الثاني الخاص بــ انداية نسما ارحو من ادارة المنتدي تحويله (بمداخلاته)للمنتدي الثقافي في البوست المفتوح (ملامح من تاريخ الحصاحيصا الثقافي .. واخيراً بيني وبين وبينكم يا كوامر !!!سيلتو لعابنا .... اقصد شحنتو ذاكرتنااااا !![b]
abdelgadir ahmed
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الثلاثاء 8 يناير 2013 - 7:07
جراح الكف لا تنسى يا عثمان مهما ضلمت الدنيا
عاكف اسماعيل عبد الرازق
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الخميس 10 يناير 2013 - 9:48
ابو علي جميع الاخوه المتداخلين كان ما طرحه الاخ عفيف جزء يسير من تراث هذه المدينه الرائعه من الذين سقطوا سهوا المغنيه الجنه والتومه بت عبد القادر ومن اقوي الطنابره سالم ابونجاجا 0حدثني الخال محمد عبد الله خير السيد عند ما جاءت سيره اغنيه(انا نمي لاخواني الشادين قفاي وبطرقوا لساني) قال لي عندما غني ادفريني هذه الاغنيه في زواج خير السيد الحاج عبد الصادق( والد الخال نصر الين) كانما قامت القيامه لم يبقي في خارج دائره العرضه والبطان احدمن الرجال الرجال0واعقبه سالم ومجموعه الطنابره فكانت ليله لم يشهد مثلها 0 هو من الذين سبحوا في بحر الرئع ادفريني وانا كنت اظن ان هذه الاغنيه ولدت مع التومه بت عبد القادر البادرابيه عندما سمعتها بود ابو شام 0وغير الجو واندايه نسما كان هناك اندايه حداديه اما م المايقوما والتي بدل بها اهلنا في الضقاله المدرسه (حتي يبقي الجنون-جمع جنيات-امام عيوننا )كما قالوا0هناك بنك هاوس واحنفالات وداع نهايه موسم الحليج التي تمتد من العصر حتي صباح اليوم التالي حينها كانت هذه المدينه فاضله بصفاء قلوب اهلها وترحابهم بالكل وحبهم لمدينتهم0
عنايات عبيد الرقعة
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الخميس 10 يناير 2013 - 15:55
سلامات يا زول يارائع والله مقال جميل جدا وانا بقرا فيه بتخيل كل احياء الحصاحيصا الرائعة بيان السيد الحسن ومدرستنا الشمالية جنب ربع الخراب وعايزة اقول حاجات كثيرة لكن خايفه حسن وراق يقول لى اكتشفنا زول من الكوامر وانا اعرف عاكف وسناء عن قرب بجد ناس راقين جدا واتمنى ان تتواصل مثل هذه المقالات
حسن وراق حسن
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الخميس 10 يناير 2013 - 16:22
عاكف اسماعيل عبد الرازق كتب:
ابو علي جميع الاخوه المتداخلين كان ما طرحه الاخ عفيف جزء يسير من تراث هذه المدينه الرائعه من الذين سقطوا سهوا المغنيه الجنه والتومه بت عبد القادر ومن اقوي الطنابره سالم ابونجاجا 0حدثني الخال محمد عبد الله خير السيد عند ما جاءت سيره اغنيه(انا نمي لاخواني الشادين قفاي وبطرقوا لساني) قال لي عندما غني ادفريني هذه الاغنيه في زواج خير السيد الحاج عبد الصادق( والد الخال نصر الين) كانما قامت القيامه لم يبقي في خارج دائره العرضه والبطان احدمن الرجال الرجال0واعقبه سالم ومجموعه الطنابره فكانت ليله لم يشهد مثلها 0 هو من الذين سبحوا في بحر الرئع ادفريني وانا كنت اظن ان هذه الاغنيه ولدت مع التومه بت عبد القادر البادرابيه عندما سمعتها بود ابو شام 0وغير الجو واندايه نسما كان هناك اندايه حداديه اما م المايقوما والتي بدل بها اهلنا في الضقاله المدرسه (حتي يبقي الجنون-جمع جنيات-امام عيوننا )كما قالوا0هناك بنك هاوس واحنفالات وداع نهايه موسم الحليج التي تمتد من العصر حتي صباح اليوم التالي حينها كانت هذه المدينه فاضله بصفاء قلوب اهلها وترحابهم بالكل وحبهم لمدينتهم0
الرائع عاكف!! قف تمهل ومغرب العمر لا يستاذننا اعلم تماما انك تذكر الكثير عن ذلك الزمن الذي احتل رامات ذاكرة ( بِكرة) لم يلوثها هذا الزمان اللعين .. ونحن في سقط اللوي نحاول الوقوف بالذاكرة عند بوابات ذلك الزمن الحومل .. ارجو ان تفرد اجنحة الذاكرة بعيدا عن عالم الديجيتال الذي يقيس الذاكرة بالقيقا ويقيسها ذلك الزمان بالصدق والعفوية ولم يلوثها الهوس الديني في زمن فيه بعض رجال الدين من يرتكبون المعاصي ومفارقة الجنان وكانت الحانات تفتح ابوابها والمساجد حرمة لا تسرق كهربتها او يتلاعب بوقفها وكان عيسي بدينه ومحمد بدينه وكان التسامح يلقح ويصاهر العلائق الانسانية ولا أحد يحتاج لان يرفع شعار ، لا لدنيا قد عملنا فكان العمل لدنيا تصلح حال العمل للاخرة دون رياء او تدليس ولم تزدهر تجارة التاتو والتخصص في ( توشيم ) غرة الصلاة و وعقاقير تطويل اللحية حتي تصبح عدة شغل والتلاعب بكل شيئ حتي مقاسات الترزي عند تفصيل الجلاليب وكان جكسا في خط ستة تلبسه الفاتنات وحدهن (اما بنعمة ربك فحدث) في دونما خلاعة وتهتك اما الان جكسا في خط ستة اصبح جلباب مثل باب الحمامات في طوله .. لوثوا كل شيئ وصارت الحياة لاطعم لها الا باجترار واستدعاء الذاكرة. شكرا جميلا عزيزي عفيف و ارجو من الاخ عاكف أن لا تتوقف انفض ذكري تلك الايام علها تبقي دول بيننا ورصيدا يوثق للاجيال القادمة
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الخميس 10 يناير 2013 - 18:33
أهلاً بعاكف وآلاف التحايا وسعدنا إيما سعادة بإطلالة عفيف البترد "الرويحة" ولا أبالغ لو قلت من أجمل المنشورات في هذه الأيام العبوس القمطرير وأكثر ما هزني في الحكي الشيق المفجوع : (( ....غاب الفنان قسم السيد أدفريني، الذي عاش غريباً مثل نبيٍّ منبوذ، لكنه مؤمنٌ بعظمة رسالته الفنية، تكرهه كل المدينة وتلعنه جهراً، وتحبه سراً عندما يسمعونه يغنّي في بيوتات أسفل المدينة يذوبون من فرط الطرب في أعراسهم عندما ينسجم مع دلوكتة لدرجة أن يثقب جلدها التخين يتصائحون بفرح: - قدِها يا أدفريني.. قدِها يا أدفريني.. يتواطؤون جميعاً بنسيانه من ذاكرة المدينة، إلا مَن الذين سبحوا حتى ولو لمرة واحدة في محيط هديل أغنياته)). والتحية لك ياوراق فقد كانت إضافاتك حاضرة في زمن "التغييب"
حسن وراق حسن
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الخميس 10 يناير 2013 - 22:56
عنايات عبيد الرقعة كتب:
سلامات يا زول يارائع والله مقال جميل جدا وانا بقرا فيه بتخيل كل احياء الحصاحيصا الرائعة بيان السيد الحسن ومدرستنا الشمالية جنب ربع الخراب وعايزة اقول حاجات كثيرة لكن خايفه حسن وراق يقول لى اكتشفنا زول من الكوامر وانا اعرف عاكف وسناء عن قرب بجد ناس راقين جدا واتمنى ان تتواصل مثل هذه المقالات
يا مدام عنايات !! معقولة تكوني كومر الزوعنن دا دا انتي طلعتي (كندا ) ودي اسألي منها (كومر ) هكر زي واحد اخونا لحدي الان ما خلص (عمرتو ) في المانيا وامريكا عرفتيهو طبعا !!
عثمان فارس
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الجمعة 11 يناير 2013 - 7:17
الأخوة الرائعين أصدقاء الأمس واليوم وغد صباح الوطن الصاحي وواعي والذاكرة الحاضرة اللا معطوبة ولا مثقوبة .. كما ذكر الأخوة المتداخلين، ان عفيف انعش الوحدان بهذا (المقال) الدعاشي في هجير هذا الزمان لافح الجوي و(قهبونة) الواقع اللئم ، فكان دفئاً وسلام لارواحهم المتعطشة للحرية، والمتشوقة للإنعتاق من الأسر(الظاهري والباطني) . بإعتبار ان أستدعاء الذاكرة يدخل في دائرةالمحظور(غير المعلن) او ينضوي تحت طائلة تمجيد او محاولة تجميل (الجاهلية الأولي) وهذا ما يخشاه دعاة (المشروع الحضاري) أستدعاء الذاكرة هو الترياق المضاد لفصل الإنسان ــ أي إنسان ــ عن جذوره الثقافيه،ليصبح المجتمع كما وصفه المبدع/ هاشم صديق : الناس بقت حبات سبح لا خيط إلمها ولا ترانيم العبادة والدهشة ذاته عليها دهشة .. كل ذلك ليسهل إقتياده كواحد او كــ (ترس) من (تروس) ماكينتة العولمة المتوحشة . استدعاء الذاكرة أيضاً هو المخرج والعلاج الناجز ضد مشروع(الهيمنة) بكل أشكالها ومسمياتها ،لذلك أري ان مثل هذه الكتابات ليس نزهة عابرة او اثارة وجدانية اوهروباً من الواقع الأليم والتمترس وراء جدران الماضي الحميم . يلا قولوا... أحكوا.... فضفضوا... الدنيا مازالت ندية... و... ثمة بصيص ضوء في نهاية النفق المعتم يمكن ان نراه جلياً من خلال تلك الحكايات .
كمال الجمل
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الجمعة 11 يناير 2013 - 17:49
بقدر محاولة الهروب من الكومرية واخفاء العمر الحقيقي يقوموا ناس حسن وراق اثارة مواضيع ترجع بنا للزمن الجميل ونتفاعل معها وينفضح المخفي من العمر والحقيقة تابعت المقال الجميل كلمة كلمة وحرف حرف واستمتعت به كثيرا لانني عايشت ايام الاندايات ( الجو) بحكم قرب سكننا منها في ذلك الزمان وكان الفاصل بيننا وبين ( الانادي) كما كنا نطلق عليها شارع الخرطوم مدني وكنا نسمع ايقاعات الدلوكة ونشاهد بوليس السواري عندما ياتي مساء ويطلق صوت صافرته ويخرج مرتادي الانادي قاطعين شارع الموت الذي حصد كثيرا من ارواحهم بحول الله ونحن صغارا كنا نتسلل الي الانادي وندخلها لمشاهدة ايقاع الدلوكة ونسمع الاغاني وكثيرا ما يتم ضبطنا من الاهل ونتلقي علقة ساخنة وتحزير بالذبح اذا ارتكبنا الفعل المجرم في نظرهم وكنا نعرف اسماء صاحبات الانديات وكثيرا منهن يعرفوننا بحكم قرب السكن ويقمن بطردنا (بنهرة) قوية وكانت صاحبة الانداية لها شخصية قوية وكان الناس يجلسون في بنابر صغير جماعات وفرادة وجميعهم يعملون لها حساب ويخافون منها00 الموضوع جميل وشيق واعادنا الي ايام لها ايقاع يا استاذ عفيف كن بخير ونحن في انتظار الكثير منك ولاتبخل علينا بالمخزون المعرفي لديك شكرا استاذ حسن وراق وانت تقاسمنا الهدية الجميلة التي وصلتك عبر ايملك لكم كل الود
بكرى عثمان حمد
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الجمعة 11 يناير 2013 - 18:39
الاستفزاز الثانى... "يا بكري عليك الله شوف كلام الزول ده" هذه عبارة صديقى دكتور عزالدين سليمان عميد الجامعه التى عملت فيها معه ابان وجودى فى امريكا .. ومعها رابط موضوع الاستاذ عفيف اسماعيل ... عباره لم امر كما يمكن ان يمر عليها الكثيرين لاننى اعرف عمق رؤيتة الادبيه والتراثيه للانسان السودانى .. عمق تفحصه للبنيان اللغوى وكيفية عرضه وتطويعه وتناغمه بشكل ممتع غير مبتذل .. فالدكتور عزالدين مطّلع بعمق لمكونات وموروثات المكتبه الانسانيه السودانيه..... ارى فى عبارة عزالدين وكأنى به يستصرخ ناس الحصاحيصا كلها قائلا ..يا ناس هووى ..انتم ومدينتكم وكاتبكم غير ...يا لروعة هذا الموروث الحصاحيصاوى ويا لروعة عفيف اسماعيل ابن مدينتكم .. كيف بكاتب حصاحيصاوى بهذه الادوات والمقدرات لا نجد له اثرا عندكم ... ..يتبع ..الاستفزاز الاول والثالث من حسن وراق
عدل سابقا من قبل بكرى عثمان حمد في الجمعة 11 يناير 2013 - 22:24 عدل 2 مرات
عثمان عابدين
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الجمعة 11 يناير 2013 - 20:35
ادفرينى .. سرد ابداعى عفيف اسماعيل ... انت تكتب " باحتيال جميل" على القراء المشدوهين من امثالى تدخل من هنا لتخرج من هناك تاركا اثرا لطيفا وعميقا من سرد لا نهائى وعندما يتراءى لى اننى امسكت بجمرة من نارك " المقدسة" تتسرب منى واجد فيوضا اخرى .. كيف تستطيع انجاز هذا التحول يا رجل .. هل انساق وراء " تقنيات الكتابة " ام الوذ بالزمن الجميل الذى طرحته عبر انداية " نسما" الذى بقدرما اوسعك منها وفيها اهلك ضربا ذات ساعة تسللت الى تلك الانداية " بسبب " ادفرينى .. لكنك توفرت على الابداع وسمعت اذنك ذلك التطريب الجوال فى سماء مدينتنا الحبيبة انذاك ترى هل تستعيد هذه الحصاحيصا شيئا من القها وفلقها .. ااظن .. ادفرينى لم تك لى معه قصة او حكاية " ليس لاننى " لم امر بقرب تلك الاماكن ولكن مررت بقربها وتلصصت عليها ذات يوم .. بالرغم من ان " ربع الخراب والانادى كانت " كانتونات " للتعابى من العتالة والغبش ملح الارض وشطتها .. والطارئين على المدينة والذين يبحثون عن حرية " مقموعة" وهم تحالف عريض ينضم اليهم حينا بعد اخر " مسقفين" لا تخطئهم العين باكمامهم يتلمظون الراح فى ذات الطقس والمناخ الذى ذكرته .. اعتقد ان الطيب محمد الطيب رحمه الله قد التقى ادفرينى واظنه استضافه فى صور شعبية .. وذكر لى ذات مرة " ان لم تخنى ذاكرة كلها الان زهايمر" هذا اللقاء وبين لى فى ردهات جريدة الايام فى اواخر السبيعينات ان الحصاحيصا تحسد على ادفرينى ... ربما تكتب لنا سمية حسن عن ادفرينى وهى تعلم جزءا ربما من سيرته ... عفيف اسماعيل من شاطئ اخر اكتب لك ونحن فى انتظار كتابك .. اتميز بكسل عجيب .. لاننى انجزت الان رواية مخطوطة .. لها عنوانان " زمن الفواريك ... او وطن هارب وامراة مستحيلة .. وجموعة قصص قصير واخرى قصيرة جدا وكتابان يحويان محطات صغيرة " من الى" ثم " كتاب " سرد ابداعى " لك محبتى ولهم ولهم
مبارك محمد عثمان
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) السبت 12 يناير 2013 - 9:08
كعادة المبدع عفيف ود سماعين فهو يمهد لك عند الدخول ومن ثم يسوقك حثيثا نحو سماوات مليئه بالسرد الأخاذ ، وقد تفوق على نفسه هنا فألبس سرده واقعا حيا عايشناه ، وكم انا سعيد ان اعايشه مرة ثانية وقد طال بنا الزمان .. لله درك عفيف ، وشكرا حميما وراق
عنايات عبيد الرقعة
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) السبت 12 يناير 2013 - 10:14
لكن ما بالغت ياوراق انا خائفة من الكوامر تمرقنى فى الكندة والله انا سالت عماد كج من الكندة دى شنو قال لى عن عربة طلعت قبل الكومر انتهيت منى عديل كدة لكن ارجع واقول مقال جميل جدا واتمنيت اكون كندة عشان اشوف الزمن الجميل البسيط الرائع بدون تعقدات هذا الزمن .
بكرى عثمان حمد
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) السبت 12 يناير 2013 - 10:25
لن ابخل بشكرى للاخ حسن وراق ودكتور عزالدين برفدنا بسفر الاخ عفيف المدهش حد الادمان .. لكننى اعيب على وراق مناشدتى لاستدعاء الذاكره وضمى لمجموعة كوامر اكل عليها الدهر وشّرب .... اي ذاكره تلك التى تتحدث عنها !! نحن اولاد متين حتى تتشكل لنا ذاكره ونستدعيها كمان!!! ..كان هذا الاستفزاز الاول من الاخ حسن وليته اكتفى بذلك ولم يكتفى .. بل استدعى غياب ذاكرته مرة اخرى عندما طلب من الاخت عنايات باننى كنده .. ولعل ذاكرته لم تستبن من الكنده التى يركب عليها الناس زمان ... ذى ما حدثونا ناس صداح وراق نقلا عن ابيه عليه الرحمه .. وكندا الوطن التى تأوى اخونا عبدالمنعم سيداحمد .. لربما انها تجاور امريكا التى اعمل بها .. ..واظن ان ذاكرته اجتهدت شويه فى الحته دى لكن فى الاتجاه الغلط ... المهم كنت اتوقع من حسن ان يمتلك الجرأه الكافيه ويوجه مدام عنايات الى خالها الاستاذ جعفر بشير السنير بتاعنا فى المدرسه الاوليه .. لا تثريب على من فقد الذاكره ... وكان هذا الاستفزاز الثالث .. يتبع .. الاستفزاز الرابع من عبدالمنعم ترتوره ..
بكرى عثمان حمد
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الأحد 13 يناير 2013 - 19:10
ارجع واقول اطّلعت على المقال ولا ازال باحثا عن اشباع ما انا بالغه إلا باستدعاء ذاكره ما قبل البعث الجديد .. فانا مولود جديد .. بعمر لا يتجاوز العشرين.. والحمد لله مرقنا من "التين ايدج" بسلام .. اقول فى كل مره اقرأ المقال اجد فيه ابعاد جماليه ما انا بالغ ذروتها ابدا .. ولقد جربت ذلك من قبل وانا فى هونج كونج ولمدة عامين وانا استمع لروائع مصطفى سيداحمد من كاسيت حتى بح صوته ولم اصل القمه بعد .. ففى سفر عفيف كما فى غناء مصطفى تاخذك موجة تنساب الى اعلى اخذ مقتدر ..يتور النفس .. لا انفكاك منها .. مهما نفسك قام .. علواً وهبوطاً .. صعود ابحث فيه عن متكأ لاستريح ولكن هيهات .. وحتى اذا ما قاربت القمه سقطت تاركا نفسى لقانون الجاذبيه يوصلنى الارض كيفما يشاء .. على راسى .. على جنبى .. او على راسى فكله سيان... وهنا لابد من ذكر واقعة ونحن نلعب الكوره فى مدينة فلادلفيا بصحبة الاخوان دكتور عزالدين وصديق عبدالهادى والاخ عمر ادريس .. عمر فلادلفيا .. اعضاء منتدى الحصاحيصا .. لعبت الكوره عاليه للاخ عمر ادريس وكان لابد من معالجتها بقفزه عاليه .. ولقد نجح الاخ عمر من التصدى للكوره بقفزه عاليه رائعه ولكنه للاسف عندما انجز المهمه نسى اين هو ووصل الارض بقانون الجاذبيه .. راس ويد ورجل لامسن الارض فى وقت واحد مما جعل الجميع يشفقون عليه من الاصابه.. هذا كله اوردته لارد على الاخ ترتوره والذى اورد فى مداخلة الترحيب بعودته باننى من الاعمام لاننى اوردت كلمه ملفوف .. وذكر ان هنالك ثلاثه فقط يمكن ان يعرفوها .. ولعله نسى صفرين .. وهنا اذكر قوله الترابى عندما كان عراب الانقاذ وقال ان الفساد فى السودان 9 فى المائه فقط .. وهنا انبرى له الناقدين بانه نسى الصفر ... ما علينا ياترتوره ان نسيت صفرين او ازدت عليهم بواحد اخر فلن تجدنى من ضمن كوامر المنتدى ... ليس هذا فحسب .. فأن كل اعضاء الموقع من جنوب الحصاحيصا المهمش لن تجد ولا كومر واحد .. واليك الدليل .. رحمه جي تى.. ود عيسى .. غاده نصرالدين .. امكن كان جاملناكم ندخل معاكم عثمان فارس .. يتبع ... الاستفزاز الخامس ... عثمان فارس ..
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الإثنين 14 يناير 2013 - 23:03
يا دكتور بكرى ،لو عارفين دلوكة ادوفرينى دى بتخليك تدفق جنس الكلام ، كان خلينا عفيف نقرا زمــــــــــــــــــــــان !! كتر خيرك لرفع المعنويات ،لفرزك لينا من كوامر مهمشى جنوب الحصاحيصا بالانتساب ، ومن ال300! بالله ذاكرة البعث الجديد دى وقع منها (بص ) عمك بخارى ، وتاكسى عمك العطايا ،ومرور البص كنترول بشدو الفنان أحمد الطيب، والبص السريع ،و موقف البصات بالقرب من العياشة ، ومحطة الحصاحيصه للقطار ، ولفة محو بيك ، والمحلى دخل الخرطوم ، والشعب يقوم الى الخرطوم . واصل إندياح إستفزازتك يا ابو الشباب !
حسن وراق حسن
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) الثلاثاء 15 يناير 2013 - 10:44
كلمة انداية لها علاقة بالنادي والمنتدي والندوة لغة وفعلا وهي مكان يجتمع فيه الناس بمختلف الاهتمامات اهم ما يميز الانداية ان الناس تجتمع فيها نهارا جهارا يختلط فيها العاطل الذي لا عمل له او المتعطل في عطلة او الذي انجز عمله وجاء ليقضي زمن المقيل ولان الغالبية كانت تفك الريق قبل الخروج من البيت للعمل بوجبة خفيفة breaking the fast الا أن وجبة الفطور لدي رواد الانداية دائما ما تكون في شكل مزة من ام فتفت والدردقو (التبش ) والسمك المقلي والاقاشيه الذي يباعة خارج الانداية ومن اهم منقولات الانداية وجود ادوات الطبخ من حلل وكوانين لزوم طبخ المجموعات ( الكلّلات ) وغالبا ما يطبخون لحوم متنوعة كل شلة وحسب مقدرتها تبدأ من العتان والديوك والتي غالبا ما تكون نتيجة يانصيب ( كرتلة) بالاضافة الي لحوم الضأن والبقري الا ان لحوم البطون من جقاجق ( أكل الجقجق وامسح سدرك ) والكمونية والتي تعرف وسطهم ب (بيت العذرة ) والتي جميعها تطبخ بطريقة القطر قام وفي منتصف النهار تعلو الكترابة بالشواء والمشويات المفضلة لدي رواد الانداية تبدأ باشرموط البقري شبه الجاف و شرموط السمك ( الكجيك ) وابودمام البقري وكذلك شرموط من ضرع البقر وسنكيت و في العصرية عندما تعلو الاصوات بالغناء العذب الذي ينطلق من (ادفريني ) وهو يخنق الدلوكة ( ويجر النم علي سلووكة ) يصبح المكان سوق رائجة لبائعي الترمس والضلوف المنجضة في الازيار و رؤوس الباسم(النيفة ) والتي يقوم البائع في لحظة من (فرتقتها ) للمشتري وتصبح زي الكربريتر وفي داخل غرف الانداية مجموعة تلعب قمار عبر الودع وظهر الطاولة والتلات ورقات واحد (البراغلة ) ينفرد بفتاة الانداية ( بت الشيخ ) يدودر فيها حتي يظفر منها ب ( كسحة ) ونشالين يراقبون الجيوب وعين الرقيب وقبل ان ينزل البيرق اي قبل الساعة الخامسة Time Zero تكون اللغلغة وصلت الحد تبدأ شيخة الانداية بسكب الحلل علي الصحون موعد وجبة الختام والتي غالبا ما تترك كما هي بعد ان يكون الجماعة (لطوا وفطوا) دا لو ما قامت شكلة بتحريض من (القروبيرات ) وهم ماكلين (ستة ) مع الشيخة حتي تظفر بكميات وافرة من الاكل يكون من نصيب شيخة الانداية واولاد النوبة الذين يقومون بعمل السورج وهو (كوجين ) عجين المريسة لليوم التالي وما تبقي من مريسة يتحول الي عرقي عيش ( عرقي العيش المابنقدر صوت البوصة مع القدر ، ستو تعبي وتملأ فيه) والجميع في انبساط لا يعرفون حدود للشرب ولا احد يجلد بالسوط حدا لان الجلد كان يعرف بالبطان رمز المرجلة والفروسية قبل ان يتحول الي وسيلة للارهاب والاذلال باسم الحدود وفي ذلك الوقت لا توجد شرطة امن مجتمع لان المجتمع معافي و آمن لم نسمع بكلمة اغتصاب الا للارض الفلسطينية وكان اطفال المايقوما هم بكري عثمان حمد ونصر الدين عوض الله ومحمد احمد مكي والشفيع النور ومحمد سيد تركماني ونصر الدين عبدالله باندرو وعبدالوهاب حمزة (قرنزلي ابو مونتفلي ) ويوسف حمزة ومحمد سيد تركماني ابناء اسر محترمة وآخر مرجلة هم آباء اطفال المايقوما المعروفين ولا توجد محكم للنظام العام لأن النظام محفوظ والامن مستتب وكان شرع الله محفوظ ومحترم تراعية المحكمة الشعبية ( محكمة الفراودة ) والتي كانت تتكون من الاباء عبدالقادر وزيري ومحمد ودالسيد وشيخ جميل وبابكر حاج يوسف المنصوري وبابكر القيافة والجاك خرومي وعبدالسلام عائد والعيس ومحمد فور كانو من زعامات الحصاحيصا قبل ان يتطاول عليها زعيط و معيط نطاط الحيط!!!!! نواصل واترك الميكرفون لزميلي ترتورة
abdelgadir ahmed
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) السبت 6 أبريل 2013 - 14:53
هذه رواية الاخ جعفر ابراهيم اللخو مصطفى قرشى الحلاوين عن قسم السيد ادفرينى سبق ان تحدثت عن ادفرينى مع الرائع القاموس بادى محمد الطيب وقال ( على القسم و الله العظيم ادفرينى دا عاظم من سرور لو لقى توثيق وسبق ان تحدثت مع الاخ بروفيسور العوض محمد احمد العوض وسبق الاخ الصادق خضر ان استفسر عن ادفرينى وانا كنت واحد من القلائل الذين شاهذوا قسم السيد ادفرينى مرارا فى انادى سوق الحلاوين التى كانت عامره وكان يسمح فى هذا اليوم الذى يزور فيه قسم السيد الانادى يسمح للنساء و الاطفال من القريه الاستمتاع بحضور الحفل وكان مسرح هذا الحفل المساحه الواثعه بين الجزء الشمالى من الزنك و المساحه الواقعه حتى الانادى وانا شاهد على حلقه بثت من التلفزيون برنامج صور شعبيه كان المغنى الاساسى فيها قسم السيد افرينى وقام بتالتعقيب عليها الاستاذ الباحث عبد الوهاب موسى وشاركه عمنا على عبد القيوم عليهما الرحمه وشاركه فى الغناء العوض ود جباره ( العويضه و كرونقا من قنب و الرضا من التميد) يتمتع ادفرينى بحضور قل ان يوجد ويتمتع بنجوميه متوهجه جدا واذكر جيدا عندما كان يغنى من شدة الطرب كان ابوحقه عمنا عبد الله ابوحقه كان يجرح يديه بسكينه ..وكانت معه مغنيه على ما اذكر اسمها رابحه بت العبداللاب وهى لا تقل عنه نجوميه ولكن من المؤسف جدا ان يضيع هذا التوثيق من تلفزيون السودان ومن هنا نناشد كل من له المام او علم بهذا المبدع ان يمد المنتدى بما يعرف ونرجو من الذين يقطنون ود راوه و الكاملين وكل الاماكن التى كان يرتادها هذا المبدع العملاق ان يمدونا بما هو مفيد عن سيرة هذا العملاق الذى ضاعت سيرته كما كما ضاعت سيرة بابا
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع ) السبت 6 أبريل 2013 - 16:07
abdelgadir ahmed كتب:
هذه رواية الاخ جعفر ابراهيم اللخو مصطفى قرشى الحلاوين عن قسم السيد ادفرينى سبق ان تحدثت عن ادفرينى مع الرائع القاموس بادى محمد الطيب وقال ( على القسم و الله العظيم ادفرينى دا عاظم من سرور لو لقى توثيق وسبق ان تحدثت مع الاخ بروفيسور العوض محمد احمد العوض وسبق الاخ الصادق خضر ان استفسر عن ادفرينى وانا كنت واحد من القلائل الذين شاهذوا قسم السيد ادفرينى مرارا فى انادى سوق الحلاوين التى كانت عامره وكان يسمح فى هذا اليوم الذى يزور فيه قسم السيد الانادى يسمح للنساء و الاطفال من القريه الاستمتاع بحضور الحفل وكان مسرح هذا الحفل المساحه الواثعه بين الجزء الشمالى من الزنك و المساحه الواقعه حتى الانادى وانا شاهد على حلقه بثت من التلفزيون برنامج صور شعبيه كان المغنى الاساسى فيها قسم السيد افرينى وقام بتالتعقيب عليها الاستاذ الباحث عبد الوهاب موسى وشاركه عمنا على عبد القيوم عليهما الرحمه وشاركه فى الغناء العوض ود جباره ( العويضه و كرونقا من قنب و الرضا من التميد) يتمتع ادفرينى بحضور قل ان يوجد ويتمتع بنجوميه متوهجه جدا واذكر جيدا عندما كان يغنى من شدة الطرب كان ابوحقه عمنا عبد الله ابوحقه كان يجرح يديه بسكينه ..وكانت معه مغنيه على ما اذكر اسمها رابحه بت العبداللاب وهى لا تقل عنه نجوميه ولكن من المؤسف جدا ان يضيع هذا التوثيق من تلفزيون السودان ومن هنا نناشد كل من له المام او علم بهذا المبدع ان يمد المنتدى بما يعرف ونرجو من الذين يقطنون ود راوه و الكاملين وكل الاماكن التى كان يرتادها هذا المبدع العملاق ان يمدونا بما هو مفيد عن سيرة هذا العملاق الذى ضاعت سيرته كما كما ضاعت سيرة بابا
يا قدورة سلامات :
تلفزيون السودان ده ماعندو توثيق لأهم شخصيتين صاغوا مشروعين فكريين وطنيين الا وهما محمود محمد طه وعبدالخالق محجوب لذلك لا تستغرب إن إنعدم لديهم توثيق لقسم السيد أدفرينى ، وأهو الحال من بعضو .
المبدع عفيف اسماعيل يثقب ذاكرة الحصاحيصا ويستدعي (انداية نسمة ) وقاع المدينة والمطرب (ادفريني) (مقال جدير بالاطلاع )