يحكى أن مزارعا في بلاد الهند كان يسكن قرب الغابات المنتشرة حول الحقول والبساتين كعادة الفلاحين في الريف وذلك لارتباط مصدر عيشهم وحياتهم بهذه البيئة ، وقد اعتاد صاحبنا على الجلوس امام الكوخ الصغير الذي يقطنه مع عائلته بعد الانتهاء من يوم عمل شاق حيث يقضي الامسيات في احتساء الشاي او أكل الفواكه الطازجة ويطلق العنان لأحلامه وامانيه الى أن تغيب الشمس ويخلد بعدها للنوم استعدادا لبدء يوم آخر من العمل .
في احد الايام وعند طرف الغابة المجاورة لاحظ قردا يقف بعيدا وهو يراقبه عن كثب فاخذ حبة موز والقى بها للقرد الذي اخذها وقفل راجعا بين الاشجار ، بعدها صار هذا المشهد يتكرر يوميا على المزارع مع ملاحظة ان القرد كان يقلص المسافة بينهما في كل مرة حتى صار يجلس تحت كرسي الرجل ويأكل موزته ثم يذهب الى حال سبيله ، وفي أحد الايام جاء القرد واخذ الموزة وصعد على حجر المزارع ايذانا بكسر جدار الخوف والتوجس الذي يحكم العلاقة بين الأنسان والحيوانات المتوحشة عادة . بعدها صار القرد لا يأكل الموزة الا وهو جالس فوق رأس المزارع المسكين
• صعق الوسط الرياضي بالأحداث المريعة التي أعقبت لقاء المريخ والنيل الحصاحيصا والتصرفات المشينة التي بدرت من لاعبي فريق المريخ عقب انتهاء اللقاء ولولا التقارير الصحفية المصورة التي وثقت لأكبر سقوط أخلاقي تصل اليه الرياضة في البلاد لما صدق أحد أن لاعبي فريق للتربية الرياضية يصل بهم الاستخفاف واللامبالاة بالقوانيين والأدارة الرياضية متمثلة في اتحاداتها الى مرحلة تحطيم مكاتب الاتحاد المحلي بالمدينة والتبول داخل أروقته وتلويث قاعاته بالقاذورات ووضع بقاياهم داخل الثلاجات .
• كل هذه الأحداث اختزلها السيد محمد سيد أحمد رئيس اتحاد الحصاحيصا في فعل شخصي جاء به أكرم الهادي سليم وقال بأن مافعله أكرم هو شخصي و لن يؤثر على العلاقة بين المريخ و الاتحاد المحلي بالحصاحيصا مؤكدا في حديثه بانهم لن يصعدوا القضية حسبما ذكر و قد تم احتواءها تماما مبينا بان الاتحاد المحلي تربطه علاقة قوية بالمريخ وأن الانارة التي تم احضارها لملعب اتحاد الحصاحيصا من نادي المريخ و وأن المريخ قد سبق له وأن تبرع بنصيبه من الدخل عدة مرات لصالح اتحاد المنطقة ! اضاف لقد تم عقد جلسة عقب صلاة المغرب بين وفد المريخ ومسئولي الاتحاد وتم الاتفاق على طي الملف تماما لان ما حدث شخصي وهو امر لا يؤثر لا علاقة المؤسستين .
• ثمانية عشر قارورة يا سيدي الجاكومي كثيرة على أكرم الهادي سليم بكل المقاييس
• يشغل السيد محمد سيد أحمد منصب رئيس لجنة الحالات السالبة داخل الأتحاد العام للكرة بالسودان وهي الجهة المنوط بها ردع ومحاسبة كل التفلتات وظواهر سوء السلوك داخل الوسط الرياضي ، وهو من الشخصيات التي تجاهر وتفاخر بانتماءها لنادي المريخ الى جانب قيادته للاتحاد المحلي بالحصاحيصا وادارة نادي النيل الرياضي بالمدينة وهو النادي الوحيد من بين أندية الممتاز الذي يحظى بالدعم المباشر والرعاية الكاملة من قبل نادي المريخ متمثلة في السيد عبد الله حسن عيسى نائب رئيس نادي المريخ السابق .
• هل يبرر الدعم المالي الذي يتلقاه اتحاد الحصاحيصا وفريق النيل من قبل نادي المريخ أن تتم استباحة المدينة ومؤسساتها الرياضية بهذه الصورة المشينة والمقززة . واذا كان السيد محمد سيد أحمد يملك صلاحية طي الملفات التي تحلو له وفقا لانتماءاته ورغباته الشخصية ، ومحاسبة من لا يروق له من لاعبي واداري الأندية الأخرى فكيف يتقبل بقية أعضاء الاتحاد العام للكرة ورئيسه السيد معتصم جعفر مثل هذه الاساءة التي طالت الاتحاد العام في المقام الأول متمثلا في مباني ومكاتب ودار اتحاد فرعي تابع له . بل كيف تتقبل رابطة أندية الدوري الممتاز مثل هذا المنطق الشاذ ومثل هذه الازدواجية في المعايير في التعامل مع الأندية .
• بالأمس القريب تعرض فريق النسور الامدرماني لأشد عقوبة صادرة من لجنة السيد الجاكومي قضت بخصم نقاط من رصيده واعتباره مهزوما في مباراة الفريق ضد النادي الأهلي بشندي عقب قيام بعض أعضاء ادارة فريق النسور باقتحام الملعب واقتياد حكم المبارة لأجراء كشف السكر عليه في مستشفى المدينة ، وقد طالت العقوبات أيضا فرق الهلال والأمل العطبرواي باللعب بدون جمهور أو نقل المباريات الى خارج الارض . وقد تفبل الكل وفي مقدمتهم الجمهور الرياضي هذه العقوبات باعتبارها خطوة لوضع قاطرة الكرة في البلاد في مسارها الصحيح بعد الانفلات الذي شابها في الآونة الأخيرة .
• كنا نتمنى أن يحاسب نادي المريخ أولئك اللاعبين الذي أساءوا لتاريخ وسمعة النادي قبل أي قرار يصدر عن أي جهة أخرى باعتبار النادي مؤسسة تربوية قبل أن تكون رياضية أو هكذا يجب أن تكون ، لا أن يخرج علينا السيد رئيس البعثة بهذا التصريح الذي لا يختلف عن فعل لاعبيه باي حال من الاحوال ويلقي اللوم على من أعتبرهم متربصين وشامتين ينتظرون تعثر المريخ وضياع كأس الممتاز !! وأخشى أن يكون هذا المنطق هو الذي يحكم الإدارة داخل النادي الكبير ولعمري سوف تكون سقطة ليس بعدها شيء ، فبطولة الدوري تتأرجح بين هذا وذاك ولطالما فاز بها المريخ مثلما فاز بها غيره ولكن تبقى المثل والقيم والتصرفات هي الباقية وصمة وعلامة في جبين النادي على مر التاريخ.
• قبل أقل من عام أرسل نادي المريخ مندوبه الى مدينة دبي الاماراتية وهو محمل بالعملات الصعبة ليخرج السيد أكرم الهادي سليم وزميله علاء الدين يوسف من السجن بعد اعتدائهم على مواطن سوداني مقيم بدولة الامارات العربية وكسر يده في مشاجرة جرت في نادي ليلي للرقص
• قطعا سوف لن تكون هذه المرة الأخيرة ما دام ادارة نادي المريخ تعتقد بأن الأموال التي تدفعها لأمثال الجاكومي وأعضاء الاتحاد المحلي بالحصاحيصا يمكن أن تطوي كل الملفات حتى وأن وصلت الى هذه المرحلة التي يعف اللسان عن وصفها ، وقديما قالوا من أمن العقوبة أساء الأدب وتبقى هذه فعلة ما سبق عليها أحد من العالمين .
• مجرد التفكير فقط في تبرير هذه الفعلة من أي مسئول كان أو تمويه حقيقتها وردها لما ظللنا نسمعه من قبيل الاستهداف والتربص بالنادي يستوجب المراجعة الشاملة للأسس الأخلاقية التي تربى عليها ، نقول ذلك ونحن نعلم علم اليقين ما ستجود به أقلام بعض الكتاب المتعصبين وصحفي آخر الزمان ممن فات عليهم أن الصحافة هي ضمير الأمم والكلمة أمانة وسلطة تتعدى كل الانتماءات الضيقة وتفوق في أحايين كثيرة كل السلطات بما فيها القضاء نفسه .
• الآن قد بات حريا بصديقنا المزارع أن يشفق على رأسه بعد أن تعدت الحكاية مرحلة الجلوس وأكل الموزة الى ما هو أكبر من ذلك بكثير .
مأمون حسن