إن الفكر الجمهوري لا يحارب بالتآمر، والاغتيالات، ولا يمكن ان يقضى عليه بالمنع والحظر والتشويه، والنصائح أو المواعظ الفارغة المحتوى .. ولكن يمكن منازلته في ميدان الحوار المعافى!! فإن كانت لديكم قدرة على هذه المنازلة الشريفة، افتحوا المنابر الحرة، وافسحوا المجال لهذا الحوار في الميادين العامة، ووسائل الإعلام، التى يسيطر عليها الإخوان المسلمون الآن، بعد ان اختطفوا الدولة السودانية. إنكم الآن تضيقون علينا، وتمنعون فكرنا من التعبير عن نفسه، ثم تنصحونا بتركه ؟!!!!!!!
السيد الطيب مصطفى، إن زمن الإرهاب، والتخويف، والتكفير، قد ولى إلى غير رجعة..
ولم يبق لك، ولا لغيرك، غير الحوار الموضوعي.
وأتمنى أن تدرك ذلك، فلا تفشل في إدارته في صحيفتك هذه، كما فشلت في إدارته في "الانتباهة".
كما أتمنى أن تكون صحيفتك رأس السهم في الإجابة على هذه الأسئلة المحيرة:
1/ ما هي حاجة الإنسان المعاصر؟!
2/ وهل يستطيع الدين، أي دين، بصورة خاصة الإسلام، أن يلبيها له وكيف ؟؟
3/ هل الإسلام واضح والقرآن مبين كما يدعي دعاته الآن ؟!
4/ لماذا إذاً تفرق المسلمون إلى فرق متناحرة يكفِّر بعضهم بعضاً ؟!
5/ ماذا يعني صلاح الإسلام لكل زمان ومكان؟!
6/ وإذا كان الدين قد كمل ووضح وطبق فلماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " ان هذا القرآن لا تنقضي عجائبه" ؟!
7/ ولماذا ربط عودة الدين بالغرابة في قوله " بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء!!"؟!..
8/ هل ما طبق من تشريع في القرن السابع الميلادي، وقد حل مشكلة ذاك المجتمع بأفضل صورة، هل هو الكلمة الأخيرة في الإسلام ؟؟
9/ ويمكن أن يطبق كما هو مهما تطورت المجتمعات، وتشعبت حاجاتها، واختلفت، أم أن في الإسلام حلاً جديداً للمشاكل في كل آن ومكان؟
10/ هل الدين وسيلة لإسعاد الإنسان أم غاية في ذاته؟!
هذه الأسئلة عجز عنها الفكر السلفي، وأجاب عليها الأستاذ محمود في العديد من المؤلفات والمحاضرات.. أرجو أن تطلع عليها، وتناقشها بما يليق بها من موضوعية، وتبدأ صفحة جديدة بنشر هذا الرد عليك في صحيفتك..