يا هنداوي شوف

(( ات يا ورقة مسئول من الخير الحشرة بتاعت الملاريا إسما شنو ؟ والله نسيتو ،، وبلخبت بينا وبين سكلاريدس ــ بتاعة قطن مشروع الجزيرة طويـــــــــــل التيلة قصير الأجل )). إتخيل يا وراق الواحد بقى إذكر إسم القطن يا حليلو ،، وينسى إسم مقطوعة الطاري ،، اسي مبارك يجيك اقول ليك زي هي مرررر.

يامحبوب كيفك

مرة بحكي معاي ( صداح وراق ) قال لي عمي حسن ده كلما اتصل بيهو يقول لي ماسكاني ملاريا ماسكاني ملاريا ( وهو يضحك) فقلت ليه ياصداح الظاهر هو حسن وراق الماسك الملاريا ... نتمني من حسن وراق ان ( يفك) الملاريا دى ويطلقا بالتلاته
سلامتك ياوراق وعليك بالطلح المر ( لكن وين تلقى زى ده)

والله يا بركة امبارح مدخن بي شاف وكليت وطلح وصباغ علي الاقل الناس بقولو طلق!!

حضر الحكمدار المسئول من حراستنا واشار علينا ان ندخل المخزن والذي اصبح مقر اقامتنا .. المخزن عبارة عن كوشة من الغاذورات .. كميات من جوالات الفحم وبراميل الجازولين ودراجة نرية متعطلة وبقايا لاطارات سيارات مختلفة المقاسات وجوالات لخبز ناشف والارضية ترابية يتخللها الدبش كطبق البيض الجدران لا لون لها قد يوحي اليك لون الطلاء انه قرمزي مخلوط بلون الكستناء بقليل من نقاط الازورد وباب المخزن من الخشب القديم عليه طلاء 66 المعروف بميله للاخضرار ومن الخارج سياج من قضبان الحديد مثل سائر الحراسات .
كانت المهمة عسيرة الي حين تجهيز المحل وجعله مكانا للحيوانات لم نستطع تدبير سوي مساحة صغيرة تكفي بالكاد لان نرصص جنبا لجنب ثمانية منا علي ان يبقي احدنا واقفا والاخر مكنكش في فتحات الدرابزين ككلب الحراسة وكان هذا المكان يتخذه المحبوب في الغالب واختار عفيف ان يكون واقفا ويتبادل مع شقيقه عاكف .. اقتربت الساعة من الحادية عشر ظهرا ونحن في انهماك ننظف ونرتب مكان السكني وفجأة نده الحكمدار علي الجميع ان الافطار جاهز . سحب معروف قطعة البرش المهترئة الي ظل شجرة سدر لايكاد ظلها يسترها.. الفطور في صحن طلس مطرقع عبارة عن بقايا فول مستعمل اسود اللون معطون بالملح الذي يكفي ادبغ طن من الجلود وما ان تدخل قطعة الخبز حتي يضرسك الحصي مع قاع الصحن . كان الخبز مثل ديل الكلب كما قال انور السادات رئيس مصر عندما وقف امام البرلمان المصري يتلو خطاب ايام ثورة مصر ضد زيادة سعر الخبز ووقوع بعض الخسائر في تلك الاضطرابات قال السادات (( عاملين لي زوبعة عشان زدنا رغيف الخبز تعريفة .. في جماعة جنبنا (يقصد السودان) .. رغيف الخبز عندهم زي ديل الكلب ولا حد يقدر يفتح بوقو !!)) بالاضافة الي ان الخبز من النوع البايت من فصيلة البسطون والذي اصابة الالتواء والتشظي لا زيت بالفول ولتخفييف حدة الملح اضطررنا ان نضيف كوز من الماء ووجدنا صحن قديم من ضمن عدة قديمة بالمخزن اهتدينا الي طريقة ان نغسل الفول من الملح ونرش بموية الفول قطع الخبز والتي لا تكف كانت للمحبوب وهنداوي وعبد الكريم وكنا نصطاد حبات الفول ونضعها فوق فتة الفول ونشبهها بلحم الفتة وكنا نسد الرمق باضافة فطع الخبز الناشف بالمخزن ونخلطها مع باقي العيش ونصب عليها ماء من الحنفية اولا حتي تتفتح مسامات الخبز وترتوي بالماء قبل ان نصب عليها ماء الفول وكان هنداوي وعبدالكريم من المتخصصين في عمل الفتة والتي كان يسيل لها لعاب المحبوب ويتغني لها ازهري محمد علي ود العمدة باشعار قاطعها من راس حبوبتو في المكنية .. لم نكن نحن الي الطعام لانه نوع من التعذيب ولكن استطعنا ان نحيل لحظات الطعام الي لحظة من السمو بالروح وتصبح جلسة الطعام فرصة لوجبة االعمل والنقاش وكأننا حول طاولة عامرة بالمطايب الاصفهانية وحلوي الفالوذج الذي لم يهد للمتوكل ما كان هذا ليحدث لو لا انسجام المجموعة التي تأخذ وقتا طويلة لتناول الطعام ومن النوادار ان بعض الخبز الناشف كان لا تصله مياة الفول ويصبح كما هو ناشف فكان المحبوب يصيح كلما وجد قطعة ناشفة يصيح باعلا صوته .. قادر الله مقرشة زي العجب ..كنا نتعمد اطالة فترة الفطور والصلاة والغداء حتي نتمكن من الجلوس خارج الكهف المظلم طويلا .
عندما احضرنا من الحصاحيصا لم نجد بالوحدة الامنية سوي الحكمدار ( حيدر ) والذي تعامل معنا باحترام وفجاءة ونح عند برش الفطور جاء الينا الحكيمدار مسرعا .. يالله يالله ياجماعة سرعة سرعة قوموا خشو جوة الجماعة وصلوا ..دخانا الي الداخل وكانت هنالك قطعة من الجدران تفصلنا عن تبين ما يدور بفناء المبني .. نسمع اصوات جلالات وصياح وصفافير وكلاكسات وابنص الجاز يعلو يهبط وكلام بصوت عالي لا نفرز منه الا سعادتك حاضر فندوم .. تمام .. فكو الدوشكة ركبو السونكيات يالله ..
نحن بالداخل بلغ بنا الترقب والتوقع مأخذه بدأ زروق الناجي يتكهن .. انقلاب والله شنو .. لازم يكون فصيل متمرد احتل الوحدة وسوف يطل سراحنا .. يقاطعه عبدالوهاب احمد صالح .. بالله يازروق عليك الله اتكتم يقولو ليك دي وحدة بتاعة مكافحة تهريب يعني النس ديل لافين في الحدود والخلاء وهنا عبدالكريم يحول عمته من كتف الي كتف ويمسح بها بايا العرق المتصبب كالعادة عفيف وعاكف كل واحد في مواجه الآخر يفكرون بتواصل النظرات عبدالوهاب هنداوي يطقطق في صوابعة بلا تركيز والمحبوب يكتم بلا جدوي في ضحكة خرجت من عيونه ازهري محمد علي يتمتم بكلام غير مفهوم كقصيدة تفرقت كلماتها ايدي سبأ
معروف علي احمد ينظر الي الارض في محاولة ان يجد بها قشة تشغله في هذا الوقفة ..
فجأ تدخل مجموعة عساكر لم نفرز ملامح وجوههم المغطاء بعفار وتراب البطان الاحمر ويتطاير الشرر والشر من عيونهم ووجدنا عشرتنا نشكل نصف دائرة اطلق علينا في ما بعد ازهري محمد علي كوقفة عقد الجلاد اما المايكرفونات في ذلك الزمان .
بدأت سلسلو من الاستفزازات من قبل احد ابناء العوايدة والذي وجد عبدالكريم عبدالنور في الطرف اراد ان يستعرض به عضلاته ولك ع الكريم كان ( نجيضا ) قال له علي الفور اسمع ياخينا انا بعرفك كويس انت قريب فلان فانهارت قواه وخرج من المسرح دون ان يواصل خائفا من انكشاف شخصيته .
ونحن في نصف دائرة عقد الجلاد فاذا به نصبح مستجوبين بواسطة احد الجنود اللغة العربية بالنسبة له لغة ثالثة لا يكاد يعرف ما يسال ولا نكاد نفهم سئواله .. سمؤ عينيه علي المحبوب اضخمنا جثة قائلا له (( وانت كمان اكلت سنو؟؟)) تلخبط المحبوب واستغرق زمن ليربط مدللولات السئول .. هل يقصد شيئ معين وماذا يجيب .. هل سيفهم هذا الجندي رد المحبوب وكيف يكون السئوال التالي وهل هنالك ملحق بالبوت والبونية والله علي الهبشة؟؟ في هذا الاثناء دخل القائد العميد باكر والقي نظرة علينا خرج من تحتها الجندي دون ان يجد اجابته من المحبوب لم ينطق لعميد غير بكلمة ..داير اعرف ليه جابوكم هنا ؟؟ وخرج غاضبا دون ان ينتظر اجابة وبعد برهة دخل علينا الحكمدار حيدر الذي كان يسمع سئوال الجندي للمحبوب فشرح الحكمدار الحكاية .. ان هذه الوحدة خاصة بالتهريب والمهربين والسئوال الذي طرحة الجندي بتلك الصيغة كان متوقع ان يرد عليه المحبوب بطريقة المهربين انه اكل قماش والله تترون والله سلاح والله سكر يعني سلع التهريب فضحك المحبوب قائلا للحكمدار .. والله زولكم دا حيرني يعلم الله قولة اكلت شنو دي حيرتني قربت اقول ليهو اكلت فتة فضحك الحكمدار وقال للمحبوب والله لوقلت ليهو اكلت فتة كان فت عضامك الراجل شافك سمين افتكرك من تجار التهريب مهرب سكر والله سلاح تقول ليهو فتة يا فتة ...ونواصل

والله يا بركة امبارح مدخن بي شاف وكليت وطلح وصباغ علي الاقل الناس بقولو طلق!!
.........
يالطيف يالطيف يالطيف
يعني اختا العركة ياوراق .. ده كان لقيتو فى المخزن الدخلوكم فيه امانا عاضامك ما كان اترمت

البوست الشهير يا هنداوي شوف لقي اعجاب الكثيرين وتمكنا في اللحظات الاخيرة من سفر المحبوب وقدوم هنداوي في اجازته من اخذ هذه الصورة النادرة التي تجمع بين المحبوب وهنداوي بعد فرقة امتد لاكثر من 15 سنة:

المحبوب وهنداوي ومن الضحك ما شرط

مشكوره اخت عواطف على الصوره الرائعه دي والتحيه والتقدير للاخ هنداوي وبصراحة كثير جدا اشتقت للاخ المحبوب فايضا خمسة عشر عاما لم اقابله فيها وبصراحة لو لم تاتي بالصورة كان من الممكن ان اقابل المحبوب ولا اعرفه فهو اصبح اقرب جدا من عمر والده الرجل الغالي والشهم عمنا وخالنا وجدنا وحبيبنا العم احمد الجراد رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناته مع الشهداء والصديقين .

تخريمة في اول البوست بقول المحبوب جهز بنطلون 36 وكنت اظنه يقصد 56 لكن بعد الصورة عرفت انه يقصد 26 وربنا اديه العافيه ورجعنا سنين طوووووووووووووووووووووووووويله للزمن الحلو

الاخت / عواطف ..
لك التحايا ولكل أفراد الاسرة ..
أتمني أن يكون وصول هندواي سببا في مواصلة البوست الشهير (يا هنداوي شوف ).
فقد استمتعنا كثيرا بمطالعته ..
تحايا لك وللمحبوب و هنداوي و وراق ومبارك و جميع من شارك في البوست.

إقتربت الساعة من العاشرة والنصف من مساء يوم الإثنين السابع من ديسمبر 2009م ، يوم شتوي بدأ ـ على المستوى العام ــ بتمرينات إحماء وشد لعضلات قطاعات كبيرة من جماهير الشعب السوداني وبعض القياديين إستعداداً لإزاحة وإزالة وكنس الحواجز من على طريق التحول الديمقراطي .

وإنتهى ـ على المستوى الخاص ـ كالعادة بجلسة إسترخاء على المسطبة العجيبة وفي رأسي كثير من الأشياء ، وأمامي أكوام وكتل مترهلة من التراب والرمل تم وضعها على مهل دون فصل أو حاجز ، وتقف حجر عثرة في طريق التحول الارستقراطي.

ومن الأشياء التي كانت ترافقني في مسائي الشتوي المعني ، ذلك اللقاء الفاره بأعضاء المنبر الغر الميامين في حضرة آل تلودي يوم الجمعة 4/12/2009م ، فقد كان لقاءً حميمياً بأكثر مما هو متصور ، إحتشدت فيه المعاني الطيبة ولم تتسع العبارات لوصفـها ، فجاد علينا الزمان باللقاء في تمام وقت جود وكرم ناس الداخل ( حسن ــ واحد وراق والثاني وزيري ، وعمار ، ووليد ، ومبارك كتل ، وعبد الوهاب أحمد صالح ، وعبد الكريم عوض الله ، وودعيسى ، والصادق المغربي ومحمد علي جبريل ) في حضرة الرجل السامق الوضي ، القامة أزهري علي عيسى.

إستعضت عن كهرباء الإنارة في المسطبة بضوء قمر بديع تسلل إلي خلال أفرع شجرتي النيم اليافعتين والمنتصبتين شرق المسطبة ، فقد كان نصيبي من الضوء يدور وجوداً وعدماً وفقاً لحركة أفرع الشجرتين عند هبوب الشتاء الباردة الجافة ، فاستصحبت جمعة 4/12 الوريفة وتراقصت حالماً مع الظلال على وقع طبول الشجرتين (غير الصاخبة) مردداً :

يا قمر ليلي ..

يا ظل نـهاري ..

يا حبي ..

يا أيامي الهنية

عندي لك أجمل هدية

كلمة الحب اللي بيها

تملك الدنيا وما فيها

و اللي تفتح لك كنوز الدنيا ديه

قولها ليه

قولها للطير ..

للشجر ..

للناس ..

لكل الدنيا ..

قول الحب نعمة

مش خطية

الله محبة ..

الخير محبة

النور محبة

يا رب تفضل حلاوة سلام أول لقا في ايدينا

وفرح أول ميعاد منقاد شموع حولينا

ويفوت علينا الزمان

يفرش أمانه علينا

يا رب

لا عمر كاس الفراق المر يسقينا

ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا

وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا.

وفي الساعة 11 من صباح اليوم التالي 8/12/2009م إلتقينا في طريق عودتنا بالعائدين من استراليا ، نجوى وهنداوي ، لقاءً ليس بأقل حرارة وحميمية من لقاءنا الأول المحضور ، وكأننا ( .....كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) ، فالشكر لأهلنا الطيبين في الضقالة ولأسرة هنداوي الكريمة المضيافة الرحيبة.

والشكر لعواطف عمسيب ، وابوعثمان ، و محمود علوب ،، على المرور السمين وبنجيكم راجعين إن شاء الله ،،

والله يا محبوب ليك الف وحشة
أتدري بأن لك ميزة الدخول الي القلب من الوهلة الاولي؟؟؟
وهذة ميزة قل ان توجد في هذا الذمان
كن داااااااااائما بخير

سلام وجينا نعمل تمام طبعا ودعيسي رجل عسكري ....
ويا المحبوب صاحبك مشي موسكو وغاشي الموسكي
وقلنا ننشط ناس تمبول وتشوف ال٣٦ زادت ام نقصت
وفي ناس اختفوا قالوا يزرعوا الشعر ويتجهزوا للزمن الجاي
.....

ياهنداوي شوف
بوست له إيقاع ووقع خاص
نتمنى أن نبعثه كما بدأ كان علينا حتما مقضيا
وعلى كل حال فالكلام معكم له طعمه المميز الزاكي النضير
ونواصل الحكي وإن كنت أرى بأن المنافسة أصبحت بين توقو توباكو والبرازيل "موسكو"

شوف يا حبو علي قول حسن ورقة ودي علي وزن فعلو!!!!!!
الشهيد علي السخي كان بقول اي لحظة تمر عليك وهي مرة ( بضم الميم) بعد فترة تبقي
ذكريات ما تتخيل كيف كانت لحظة دخولكم علينا انت وعبدالكريم عبد النور وعبدالوهاب احمد صالح وحسن وراق والله لو ما معاكم معاويه كنت عايز أسالك ممعاك منو من ناس الأمن ؟!!!!
وما أطيب اللحظات واللقا، بالستاذ فاروق وراق فقد أضفي طعم خاص علي الونسة رغم انها معاك كانت علي عجل .......... السودان جميل بناسوا وطيبتهم وتعامل الأهل والاصدقا،
رغم الضيق والعنا، هنالك اناس يزرعون في وجهك البسمة والتوادد والحب وهاهي الحصاحيصا بجمال روح اهلها وتواصلهم الحميم .....شوف يا المحبوب مرة في اعتقال كنا.
نفس شلة تمبول ماعدا انت وزورق ومعروف وكنا في بيت في الامتداد يفتح علي شارع الخرطوم وشمال بيت اليماني وكان في واحد من ناس الأمن اسمه عبدالمنعم تربطة علاقة
بأهل عبدالوهاب احمد صالح دخل علينا وكان يحمل صينية ماها خمج أصناف متعددة من الاكل عرفنا انها مبعوثة من الأستاذة حامدة (جزأها الله خيراً) وحسن وعبدالوهاب راحو فاتحين النار ده الغدا الاخير انتوا اكلوا والحاصل يحصل رموا عضامكم امكن تكونوا قائمين ديمة وناس الأمن ديل ما بفرجوها علي معتقل الا اذا كان ح يودوهوا في ستين........ وصادف في المغرب جا، المرحوم هشام السماني والأخ أنور محمد الحسن..........!!!!!!
وكانت الونسة والأخبار عن الخارج والحاصل ونواصل..........

رجوع الاساتذة للكتابة فى البوست دا معناه استاعدة جز من البريق المفقود فى الفترة الاخيرة فى المنتدى

العودة بهذا البوست للسطح ثانية تعني أن تطول الإتكاءة على عنقريب هباب تحت ظلال النيم
نتجابد أطراف حديث ليس له أول وقد يكون ليهو آخر ،، قد.
ننكش ركن قصي من ذاكرة تكاد تكون قد ضاقت بما رحبت
لننفض غبار السنين عن تلك الأيام النواضر
أيام بتمر ككل الأيام بلياليـها بحلوها ومرها
ونحن ما يانا نحن
ولا ينبغي أن نكون
وقد إتخذت من أشجار النيم الموزعة في أرجاء السوق مادة لتعلم الكتابة
وقد كتبنا عن شجرة أمام آخر دكان في صف دكاكين عمنا حاج أحمد من الناحية الشرقية
كذلك شجرة المراتب قبالة دكان عمنا بكري النوش وسماها وراق شجرة موسى
والشجرة التالتة كانت شجرة دكان أحمد عبيد أو شجرة البُر بالقرب من دكان عمنا ابراهيم علي
على كل حال فإننى أرى بأن الأشجار شكلت رقماً هاما في حياة هذا السوق
وبنفس القدر فقد توالت الاحداث عاصفة بكل الأشجار المركوزة في دواخلنا " بالنسبة لي على الأقل"
وشكلت الاشجار " ممثلة في رمز الشجرة " منعرج لتحول كبير في الحياة
مش حياة السوق وبس .. بل حياة السودان ككل
فقد صوت الملايين من أبناء هذا الشعب لرمز الشجرة " كما يقال "
وذلك في إنتخابات المؤتمر الوطني والتي تنعقد هذه الايام إجتماعات حكومتـها بأشجار القصر
كل ذلك لكثافة المستوزرين الذين وصل عدد المعلن منـهم للرقم 77 على المستوى القومي
عليه فسنضيف لأشجارنا الظليلة أشجار أخرى سنستضل بضلالـها في مقبل الأيام

d]]طلب مني الكثيرون ان يتواصل العرض في البوست ( يا هنداوي شوف لنكمل بعض احداث كانت تجمع بين مجموعة رجال في معتقل وذكريات وتداعيات اخري .. استجابة لذلك سوف نواصل ما انقطع من حديث وارجو من بقية الاخوات التبليغ الفوري بالمشاركة في البوست !!!![/u][/u]
غارة رجال مكافحة التهريب علينا في الزنزانة المخزن علي قصر مدتها الا انها كانت مستمرة الي وقت استسلامنا للنوم في ذلك اليوم .. ذلك الحدث الملئ بالاحداث الصغيرة تم تسجيله بعناية فائقة كل واحد منا احتفظ بمشهد لم يلحظه الا هو وبدانا كلنا نسترسل في تدوين المشاهد المختلفة ولم نك نحس برغبة للنوم وكانت الضحكات تجر علينا بعض رقباء الامن ليسالوا ما ذا يحدث واحيانا يفور دم احدهم الذي تاخذه الغيرة من ميتة قلبنا ونحن محشورون في سرداب ضيق تتقاسم السكن معنا كل زواحف وعناكب وحشرات الارض وفي ظلمة لا تنتظر اصباح ومع ذلك نبالغ في الشعور بشرور البلية التي اضحكتنا ورقيب الامن ممغوص وما قادر يصبر لاننا نراه ولا يرانا بعد ان ارخي الليل استاره وتملكه الخوف بان يدخل علي هؤلاء ( الشيوعيين ) المارقين وقد تركه زملاءه وحيدة الا من قفل طبلة احكم اغلاقها علينا.
بدأ عفيف اسماعيل في خياله القصصي المبدع يستدعي الذاكرة المماثلة في بعض اقصوصات جابريل غارثيا ماركيز يقاطعه المحبوب باسلوبه الساخر..( اسع يا جماعة الله كان ماركيز دا ساجننو معانا في الهوان دا كان كتب قصة تاني!!) زروق الناجي يهب كالملدوغ بعض ان دخل في اذنه صرصور صغير.. والله يازملاء ماممكن نسكت علي الوضع دا يقاطعه عبدالوهاب احمد صالح متهكما كالعادة ..ادارة المعتقل تدرس في طلب تحويلنا الي غرف ( سويت دي لوكس ) اصبر كلها ليلة واحدة وعبدالكريم عبدالنور راح في شخير يعلو ينخفض.. هنداوي واقف قبالة باب الزنزانة ممسكا بقطعة من ملابسه يحاول ان يغري الهواء الساكن ان يمر علي جسمه المتصبب عرقا لا توجد ساعات لمعرفة الزمن بعد قليل بدأنا نسمع من علي بعد تنبيه لصلاة الصبح ووقتها غادرنا البعوض والقراص لمستقر له ولم نشعر الا ونحن نيام في مساحة لا تكاد تسع لاربعة اشخاص فكيف لعشرة رجال في تمبول؟؟
نواصل

الاستاذ المحبوب والاستاذ حسن عذرا فقد افتتحت بوست تلاقى الاجيال وهو يحمل نفس الفكرة هنا .. نتمنى ان لايكون هنالك تضارب فالفكرة عموما واحدة ....

أحمد الأمين "الجراد" ، بصوته الجهير ، نعم إنه هو ، أطرقت برهة وأومأت لهنداوي بالصمت حتى نتبين الصوت المنطلق إلى مسامعنا بقوة من غرفة الإستقبال الملاصقة للباب الخارجي ، لدى الجراد طريقة خاصة في التعامل مع الأشياء ، وفي المواقف المشابـهة فإنه يكشف عن حس أبوي فياض ، وقل ما يقع أو يكشف عن رهافة حسه ، وسعة قلبه الذي يخفق في مطاردة سحائب القهر والظلم متى ما مرت على أرض له أو سماء ، فتـهتز جنبات جسده ، وتغشى مقلتيه "الحُمرة" التي تكاد تقف في محبس الدمع البسيل يغسل غشاوة القهر ويطفي نيران الغضب الملتهب ، وما أن وصل للباب الخارجي ، وإطمئنت نفسه لوجودنا بالداخل ، عندها أخذ يرسل في رسائل الإطمئنان كما تراءى لنا لأول وهلة ، أو كأنه أراد أن يعلن عن وجوده المتحفز إستعداداً لأي نزال.

مرت اللحظات ببطء لذيذ ، وساد المكان الهدوء ، ولبس الناس الترقب ، وتلفحت الجدران بالإنتظار ، وفجأة وقف "معاوية" ممسكاً بالسياج الخارجي لباب المخزن الذي تحول لزنزانة على حين غرة ، معاوية شاب في منتصف الثلاثينات من عمره ، لا يبدو عليه غلواء وصلف رجال الأمن ، يميل لون بشرته للسواد وتكسو وجهه إبتسامة أقرب للقهقهة من الإبتسام ، وبصوت خفيت أعلن عن وجود الجراد بالخارج ويريد مقابلتي ، وقام بفتح الباب بدون حذر كمن يطلق عصفوراً من ممسك ، وعندها أخذت في ترتيب المظهر الخارجي ، وقد برع الإخوة في التبرعات "طاقية من معروف وشبشب من عاكف " الناس مقاسات" ، وقبل الإنطلاق دوت صيحات الطلبات ، حق التمباك ، وحق السجائر وهلمجرا .

قابلته في "الرسيبشن" في حضرة أحد أقربائي من تمبول "ودمنصور" وفي حضور الضابط معاوية الذي أبدى إعجاباً شديداً بالزائرين ، وقد بدأ لي الجراد حينـها عادياً كما لو كانت المقابلة في دكان عثمان إزيرق أو مطعم ميرغني محمد عثمان " بعض من أمكنة يأوى إليـها إتقاء حرارة الجزارة" ، تحدث كثيراً دون أن يعيرني إهتماماً ، وفي نـهاية المقابلة أخرج "كيسه العتيق برائحته المشهودة" ، وبدأ في حساب "الموجب" خمسمائة ، ألف ، ألف ونصف ، ألفين ونظراتي تتابعه بمهنية عالية لاحظها الجراد دون أن يبوح بها ، وعندما توقف في ألفين ونصف ، ولاحظ بأني متابعو قال لي " إنت الناس ديل قابضنك في نشلة ولا شنو " ضحكت وبادرته "ياخي أعملن تلاتة الناس جوة كتيرين وقرش ما عندهم " ، رفع راسو وقال لي " الناس ديل عميانين ..والله إلا كان ساي مشبهنك ... وعلي الحرام الشفيع .. خلي إنت الهامل دا ... عمرو كلو عداهو سجن ومساسكة يوم واحد ما سمعنا قالوا شايل ليهو قرش جوة سجن".

ولنا عودة
حول

رحم الله والدنا احمد الجراد ،فكان رجل يملاك حباً للحياة بقوة صوتة وسرعة بديهته وطريقة خطابتة التي تقودك الي تفكير ان هذه الفانية كما قال الشاعرمحمد الحسن سالم حميد العالم كما يسمه عاطف خيري
إيه الدنيا غير لمة ناس في خير او ساعة حزن
وعمما الجراد كان تلقاهو قدام في كل الاحيان ويسبقة كرمة رحمةالله عليه
لكن يا المحبوب ما ضيعتنا أنا ما سمعت باي شي عن الوفاتك القلتها ونحنا
ما ح نخلي حقنا عشان كنا بنتقاسم اي شي وح اوكل الأساتذة الجاهوري مبارك الربو وعشان ما تعمل حريف أنا عملت نسخ لهذا المستند ....

عمنا احمد الامين ( الجراد ) له العديد من المواقف الطريفة والتي يضن بها علينا سعادة المستشار المحبوب .. ارجو منه ان يستحلب الذاكرة ويعتصرها ليخرجها لنا سائغة للبورداب ..
والعهدة علي المحبوب ذاته ان عمنا الجراد في احدي ليالي رمضان بينما هو نائم هب كعادته لتناول السحور وخامره ظن بان وقت السحور فات فما كان منه الا ينده علي ابنته احلام التي جاءته مسرعة فكانت تعافر مع المسلسلات وطلب منها الجراد ان تتأكد من الزمن تشوف السعة كم ولو كان السحور ممكن ام لا .. جاءت احلام للمحبوب وسألته عن الساعة فاجابها انها بعد الخامسة صباحا وقولي لابوي السحور زمنو فات ورجعت للجراد لاتخبره بان وقت السحور فات والساعة الخامسة والنصف ليبادرها الجراد .. انتي يا بت سألتي منو من الساعة ؟؟ قالت ليهو سألت المحبوب !! قال ليها جيبي السحور دا جاي خلينا نتسحر .. المحبوب هو متين كان بشوف لامن تسأليهو!!

المطيرة الفي وشِِيكم .. هبّ نسّاما وبرق
ماها بالساهل تجيكم .. إلاّ بالدم بالعرق
يامطر يانار حبابك،،
والقلوب عشرق سرابك.
(حميد)
الصمت يعم المكان والحر سيد الموقف لا يوجد هواء في هذه الزنزانة الضيقة يفيض عن ما نتنفسه ..عبثا يحاول البعض تحريك سكون الهواء بقطعة من الملابس نسبة لضيق المساحة التي لا تسمح ب ( التهبب ).. الاجسام فاقدة للسوائل لا عرق يخرج من مسامات الجلد .. يتواصل الصمت ولا أحد يجرؤ علي الحديث وإذا فعل ذلك فلن يجد من يعيره التفاتا والكل داخل وَكَرَتِه في تفكير عله يخرجه علي صهوة خيال نسمة. هذا السكون أثار الشكوك في رقيب الأمن الذي اتخذ مكانا يتواري عن انظارنا ولكنه يسمع دبيب النمل ولعله كان يتابع حديثنا ويسر به الي قيادته .. بعد ان طال صمتنا ظهر الرقيب وامسك بقضبان الزنزانة .. أها يا شباب مالكم ساكتين ما بتنضموا؟؟ الصمت يتواصل وهو واقف (يطربق) ولافي واحد مننا هببوا ليهو. تواري عن الانظار ولم نراهو لان باب الزنزانة يفتح في حائط يحجبنا عن ما يدور وراءه .دخل أحد جنود المكافحة والذي يبدو أنه لم يعثر علي ماء يستحم به او يغسل به وجهه المكفهر المترب.. دخوله الزنزانة وهو ممسك بسلاحه الجيم ثري وفي مقدمته السونكي وبحركة واحدة الفينا انفسنا وقوفا محشورين مثل اليك في ركن الطاولة وهذا الجندي يرسل في اسئلته بلغة لا نفهمها ولكن بالمباصرة والحرفنة استطعنا فك شفرة دافنشي عندما قال (( الكايد لو سرف تأليمات قال نرٌسكم اسي حنرسكم و أنا دا واقف قدامكم دا ح نرسكم )) الكلام فيهو رش يعني إعدام في زنزانة .. الجندي سمر نظره بين المحبوب الممتلئ الجسم وهنداوي ( ودالريف ) ذو البشرة الحمراء التي لا يحبها المهدي عليه السلام بينما يقترب بالسونكي منهما توقف قليلا متسائلا (( انتو إنا ليه)) لا أحد يرد او يجيب تاركا اي شخص آخر يتبرع بالاجابة وعندما لم يجيبه أحد عن سبب مجيئنا هنا علي الفور قال (( في هِنّا)) سمعنها جميعا ان هنالك ((حناء )). في البداية نظر كل منا الي صوابع يده ثم رجليه ليتأكد من أنه ربما وضع حناء لم تخرج بعد من أظافره وعندما لاحظ انهماكنا في تفرس مواضع الحناء في بعضنا البعض أردف قائلا (( انا بقول ليكم في هِنّا)) فبدأ كل واحد منا يفتح خياشيم مناخيره ويشطف رائحة من يجاوره الوقوف شمالا ويمينا لاصطياد رائحة حناء في جلباب أحدنا .بدأت أنظارنا تتجه الي المتزوجين عبدالكريم عبدالنور ، الشاعر ازهري محمد علي ، الشاعر عفيف اسماعيل ومعروف علي أحمد وجميعهم كان قد تم إعتقالهم في ساعة متأخرة من الليل تزايد من إحتمال أن أحدهم قد زود (( المحلبية )) حبتين !! اصبحنا جميعنا في حيرة من أمرنا وكل واحد فينا كان يخشي ان ينفذ فيه حكم إعدام هذا الاعجمي قبل ان يعرف حكاية هذه الحناء التي قد تكون سبب إطلاق الرصاص علينا خاصة و أن بندقيته (( معمرة )) والطلقة في الماسورة . في هذا الوقت دخل الحكيمدار معاوية الذي أبلغه الرقيب عن حالة صمتنا فجاء ليستطلع الحالة ليقوم بتدوينها في دفتر الاحوال ومع دخوله سمع تكرار سئوال الجندي علينا (( في هِنّا يأني في هِنّا)) وبدخول معاوية انسحب الجندي خارج الزنزانة وإختفي وتنفسنا جميعنا الصعداء الا المحبوب الذي لا يشعرك بالجد والهزل موجها حديثا للجميع .." يا جماعة الزول دا كان مصر انو في حناء بطلوا هظار فتشوا جيوبكم يكون واحد فيكم ناسي ليهو فتيل محلبية أو سرتية والله كيس حناء ( قدر ظروفك ) في جيبو عايز يضيعنا؟؟" وهنا تدخل الحكيمدار معاوية قائلا للمحبوب حنة شنو يا استاذ الزول دا بقول ليكم الموضوع الجابكم هنا دا فيهو إنّا مش حناء !! أنفجر الجميع في ضحك بدد كل سحب الدبرسة واصبح موضوعنا لعدة أيام.
قائد الوحدة بدأ منزعجا من تواجدنا معه دون ان يتم تزويده بدعم مالي يصرفه علينا في الاكل والشرب أو اي احتياجات أخري تعود عليهم بالنفع والفائدة وعلينا بطول المدة فبدأ يرغي ويزبد حضر عدة مرات يرمقنا بنظرات لا تحمل الا معاني الزلعة لاننا سوف نكون خصما علي موارده .بدأنا نسمع كود شفرة الارسال بطريقة ترتيب الحرف الاول من كل كلمة علي شاكلة ، يا ((..خليفة ..رمبيك .. طمبرة ..مريدي over )) والمعني (( يا خرطوم over )) بدأ حديث القائد غاضبا علي وجودنا في الوحدة وبدأ يدخل في بعض الكلمات الانجليزية بطريقة ملفتة ( سريالية ) للتمويه وفيما يبدوا ان المتحدث من الطرف الآخر سأله عن بعض الاشخاص فرد عليه (( يا خي الزول دا فريدوم freedom)) يعني أطلقنا سراحه وتمويها علي رقباء الامن أطلقنا علي القائد اسم (فريدوم ).. ارتفع صوت القائد مطالبا بدعم لاعاشتنا واردف قائلا (( يا سعادتك والله لينا 3 ايام عاملين كمين لجماعة من الزبيدية مهربين 11 عربية بوكس دخلوا الحدود وما قدرنا نقبض ولا علي ود ابرق زاتو !!)).
حالة النوستالجيا استبدت بازهري محمد علي وافردت اشرعة مراكبه للابحار في عالم بلا حدود إنها حالة مهذبة من الدبرسة .. جال ازهري ببصره بعيدا في ال abstract ولكن هذه المرة سقطت منه دمعة غير مرئية بللت آهة مكبوته خرجت من بين الضلوع . الطقتها عاكف لانه كان ملتصقا ( جغرافيا )بانفاس ازهري في ذلك المكان الضيق .بدأ شكل الحوار بينهما يأخذ ابعاده بصورة اقرب الي الهمس حتي لا يزعجا بقية الافراد الذين تشتتوا بين مطاردة للنوم او الاستسلام لتعسيلة بعيون غير مغمضة او غمدة تعرف عند الفرنجة ب ( ناب) nap تكفي الجسد بان يستعيد نشاطه . تذكر ازهري بحاسة الأب صغيره زرياب ذلك الطفل الالمعي الذي اصطادته العين العانية لتفقده القدرة علي الحركة في ما بعد. اراد عاكف ان يبطل مفعول نوستالجيا ازهري تجاه صغيره زرياب حتي لا يتملكه الشعور بإدمان الحالة فراح يبرر لازهري كيف انه افتقد أيضا اخوته الصغار الذين يقوم بتربيتهم وتنشئتهم فما كان من أزهري وبطريقته المعهودة في الكلام والذي يمازج بين التبسم والتحدث قائلا لعاكف " انت تحن الي إخوتك ونحن هنا من بعضهم ولكن حنيني لزرياب كيمياءه من نوع آخر".
بدأنا جميعا نتكرف في هواء بارد إنه دعاش البطانة الذي يغسل الرئة ويجلي جيوب الانف ويطرق الحناجر ويفلس بطبيب إختصاصي ال ENT. همهمات رعد خفيف هاربة في زمن باكر من عينة خريفية ..بدأ هطول مطر البطانة وهو مطر ( دوغري ) لا يعرف اللف ولا الدوران انه يهطل في خط مستقيم ولا يستنزه في كببانه .كان المحبوب ( عليه السلام ) ثيرمومتر المزاج العام إستفزاه هذا الجو البديع ولم تبخل ذاكرته علي من يحب وكأنه كان يبث لواعج الشوق وفي حالة ( إمتثال ) دائم فبدأ بصوت رخيم مهذب في غاية الالتزام يطلق العنان للطرب الجميل شاديا .. الصباح الباهي لونك ( وضاحة ) رائعة ازهري محمد علي .
شيدتي في جواي صوامع للفرح
وفتحتي في دنياي مسارح للمرح
وبقيتي لي سكه وعيون
لا قدرت اطولك شان أجيك
لا قدرت من غيرك اكون
وانا بيك ماليني الكلام
حركت بيك عصب السكون
جلبت ليك الغيم رحط
طرّزت ليك النيل زفاف
وحرقت ليك الشوق بخور
وفرشت ليك الريد لحاف
لا السكه بيك بتنتهي
ولا معاك مليت طواف
ياريتني لو اقدر اطولك
وضّاحه يا فجرالمشارق
المحبوب لا يحتمل ان يكون علي حالة واحدة ، حتي عندما يكون جادا يمارس عمله داخل المحكمة فلا يتورع في التعريج علي التبكيت والسخرية وما أن انتهي من الاغنية بصوته العذب حتي بدأ يعلق علي البيت القائل:
يا بنيه من خبز الفنادق
باعتبار أنه ولفترة طويلة جدا كان يصر علي نطق الفنادق بالكاف وأن الخبز البفندكو بالفندك هو أجمل وأطعم انواع الخبز وحتي الفنادق خمسة نجوم تعتمد علي خبز الفنادك وقبل ان يتدخل زروق الناجي يفلسف الموضوع تمكن المحبوب بصوته العذب من إخراج ازهري محمد علي من نوستالجيته في قراءة شعرية رصينة لاحدي قصائد حميد ( كلب ناس ستي نور ) لينعدل المزاج علي الآخر.
نواصل

[img]

[/img]
الاستاذ / معروف علي أحمد

hindawi كتب:: رحم الله والدنا احمد الجراد ،فكان رجل يملاك حباً للحياة بقوة صوتة وسرعة بديهته وطريقة خطابتة التي تقودك الي تفكير ان هذه الفانية كما قال الشاعرمحمد الحسن سالم حميد العالم كما يسمه عاطف خيري
إيه الدنيا غير لمة ناس في خير او ساعة حزن
وعمما الجراد كان تلقاهو قدام في كل الاحيان ويسبقة كرمة رحمةالله عليه
لكن يا المحبوب ما ضيعتنا أنا ما سمعت باي شي عن الوفاتك القلتها ونحنا
ما ح نخلي حقنا عشان كنا بنتقاسم اي شي وح اوكل الأساتذة الجاهوري مبارك الربو وعشان ما تعمل حريف أنا عملت نسخ لهذا المستند ....

العزيز هنداوي تحياتنا واشواقنا ..
المحبوب زول غتيت وعشان الغتاته بتاعتوا رسل لينا الاتعاب بتاعة القضية على حسابنا رقم (213555401620201) مصرف الراجحي وبكمل ليك القضية وبنكسبه 100% ولو مغالطني اسال الاستاذة نجوى .. تحياتي ..

سلام وعوافي للناس المليانيين محنة
أستاذنا الجاهوري شنو اصلو ما حق الأخوة. او زمالة الأستاذة نجوي ما تترافع لينا وتعفينا من حقك بس ما اي هظار حتي رقم الحساب ارسلتة والله عفيت منك .......

ابو علي فجرت فينا الحنين لزمن عجيب ......واعزرونا من المداخلات المتباعده ولعن الله البعاد عن الوطن والأهل ......
وشوق لصاحب الصورة أخونا معروف وقد اكون محظوظاً بان اقرأ اسم هذا الرجل الجميل للمرة الثانية في يوم واحد في موقعين اسفريين الحصاحيصا كم وسودانيز اون لاين بقلم أخونا عاطف مكاوي ..... لي الكثير بس جاي راجع ليكم

من مفكرتي
الحصاحيصا.. حكايات الزمن الزين (6)
مجرد أن ياتي ذكر إسم تمبول حتي تقفز الي شهية الذهن كبدة الابل ولحمه ولبنه الطيب الذي لم يستسيغه السودانيون الا مؤخرا بعد أن عرفوا فوائده الكثيرة في علاج انواع من السرطانات يدخل حتي بوله في تركيبة علاجها عند خلطه باللبن . لكل مدينة رائحتها المميزة وهي خليط من روائح طيارة مختلفة تمثل رائحة النشاط الاقتصادي وما تجود به البيئة من حولها. رائحة تمبول تشبه الي حد كبير رائحة تنقاسي السوق في محافظة مروي الي درجة أن المدينتين لاتكاد تحس بالفرق بينهما الا عندما يتحدث الناس ، في تنقاسي (لكنة) الشوايقة تسيطر علي المسامع وتركت بصماتها في عربي دنقلا و(لكنة ) أبناء جبال النوبة والجنوبيين يشنفون الآذان عندما يتحدثون بطريقة الشوايقة ووقتها تحس بأن هذا الشعب لا يستحق كل هذا الهوان الذيس هو فيه الآن. لغة الشارع في تمبول متمهلة غير عجولة تحتشد فيها لالفاظ والمعاني والعبارات الغريبة علي الاذن ولكنها لا تحتاج لترجمان او قاموس إنها لغة أهل البطانة المتأثرة بالصبر علي حياة الرحيل والتنقل علي ظهور الابل وسري الليل والقنيص وصفاء الذهن وبعد النظر بطول إمتداد سهل البطانة المزروع بمربعات المسادير التي جمعت فأوعت المختصر المفيد.تنقاسي تعرف لدي الكثيرين بتمبول الشمالية النشاط البشري كما هو في تمبول مرتبط بالثروة الحيوانية كاكبر اسواق في شمال السودان. عندما يكون الحديث عن تمبول تكون تنقاسي نسخة منه ولهذا يشيع علماء التمدن والحضارات ان المدن هي ايضا كائنات حية .رائحة تمبول تمازج بين رائحة الالبان وروث البهائم ودم الذبائح واللحوم وتختلط اصوات البهائم بين ثغاء وخوار ونبيح وصهيل وصياح . أهل البطانة لهم أعتقاد كقدماء العرب في أن البهائم لا تكذب في رأي ابن سيرين الذي أتاه رجلا قال له أني رأيت كأن دابة كلمتني فقال له انك ميت وتلا قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) فمات الرجل من يومه ذلك، فلذلك نجد أن اهل البطانة يعظمون الابل في المرتبة الاولي ثم الضأن والماعز وغير حريصين علي تربية الابقار( التي في خوارها مدعاة للوقوع في الفتن ) الا نادرا غير المبررات البيئية التي فرضت عليهم سلوكا معينا . رغاء الابل فيه فأل كبير كما كانت تعتقد العرب، أنه مرتبط بسفر كالحج او الجهاد او مقصدا لتجارة رابحة وفي صياح الضأن الفرح والحبور والخصب أما في ثغاء الشاة فهنالك بر قادم من رجل كريم ويصطحب أهل البطانة الكلب معهم ليس فقط بسبب الحراسة والقنيص والطرد ولكن ارتبط نباح الكلب بتأنيب الضمير والندامة من الظلم.
هذا جانب من حديث جاد يعبر عن ما يدور من نقاش ومحاضرات مختلفة في ضروب الادب والسياسة والفلكلور والاقتصاد والتاريخ يدور داخل تلك الزنزانة الضيقة التي تحولت الي قاعة مؤتمرات كبري من ضمن برامج الاعتقال للتثقيف المتبادل بين المعتقلين حيث لا توجد اي أدوات تثقيف من كتب ومجلات او صحف ولا حتي ورق أو اقلام . هذا الجو الذي بدد كل حالات الدبرسة والقلق والاحباط واكتساب معرفة والاستزادة بالعلم . اثناء التداول والنقاش الكل في أصغاء للمتحدث والمتداخل والمناقش . لا خروج عن المألوف ولا مكان للهزل في نطاق الموضوع . لم تكن لدينا لائحة لتنظيم هذا المنتدي والذي ينتظم بصورة تلقائية حتي المواضيع التي تناقش كانت غير متفق عليها مسبقا ولكن مستوي التناول والنقاش ينم علي غير ذلك وكأن كل شيئ معد ومرتب سلفا هكذا كنا نصرف الزمن والوقت ونخرج بعقولنا عن حرارة وكتمة وضيق الزنزانة والغريب في الامر أن اجسادنا تعودت علي هذا الوضع السيئ الرديئ ولم تحتج أو تتقلب او تطالب بعلاج خاصة وان جميعنا مصابين بروشته أمراض تتفاوت من الضغط والسكر والجيوب والازمة والحساسية والتهاب المفاصل وهذه حالة يجب ان تخضع للدراسة .
وقت الوجبة الغير معروف هو الذي يربكنا كثيرا لاننا لانقم بتنشيط حاسة الشعور بالجوع في اذهاننا وعندما يأتونا بالطعام تحتاج لوقت حتي تهيئ حواسك للاكل وهذا يتعارض مع الزمن المسموح لنا فيه بتناول الطعام لاننا نتناولة خارج الزنزانة الضيقة . تعليمات الحرس تطبق بصرامة فهم يعتقدون أن تجربة العالم الروسي بافلوف والخاصة بالشعور الارتدادي عند كلب التجارب الذي تقوده حاسة الشم للاقبال علي الطعام كل ما طالت المدة . الاكل في حد ذاته لا يشكل قيمة غذائية بالاضافة الي أنه كالتدخين ( ضار بالصحة ) لانه مليئ بكميات مبالغة من الملح كأحد وسائل التعذيب والذي إنتهي بحالة ضغط مقلق للاستاذ عاكف يعاني منه بصورة دائمة.
هنالك بعض البسطاء من أبناء هذا الشعب الطيب الذين يتبرعون بخدماتهم أو بالاحري بجهلهم للسلطة لتسبيب الاذي والضرر للاخرين وتقوم السلطات باستغلالهم والتبرؤ مما تغترفه ايادي هولاء المغرر بهم ، بعضهم يقدم معلومات وآخرين أفعال دون ان يصحي لهم ضمير او يهتز لهم رمش من ضمن هولاء شخصية تعرف ب (ود السما ) كان الفخر يملأ جوانحه لانه أصبح طباخ الوحدة فكان يطهو طعامنا والذي لا يخرج من فول اسود مسوس تعافه البهائم وكما هو متعارف عليه طريقة طهي الفول لا تخرج من مقدار من الفول مضاف اليه 3 مقادير من الماء في نار هادئة الا أن ود السماء كان يضيف الي مقدار الفول مقدارين من الملح ومقدار من الماء حتي يحرق الفول ويتشرب بالملح ويضيف له الماء كالزيت عند تقديمه لنا وكذلك الحال بالنسبة لفتة مرقة الماجي لا أحد منا كان يذكر أنه له علاقة بدورة المياه .
الضحية كما هو معروف لا يمكن ان تنسي جلادها ولو بعد قرن فيمر شريط الاحداث أمامك عندما تلتقي جلادك أو تصادف من يشبهه وهذه كيمياء العقل التي تفرز في الذاكرة مادة مغلفة حتي لا تنتقل الاحداث الي رامات النسيان أو سلة المهملات Recycle pin. بعد انقضاء فترة الاعتقال بأعوام ثمانية التقي الاستاذ عاكف بود السما الذي ترك العمل وعمل طباخا في إحدي مطاعم الخرطوم بحري.فاجأه استاذ عاكف عندما ناداه باسمه وبدأ حوار طويل بينهم ..عرق وتوتر ورجفة و(تنطط ) عيون اعترت ودالسما والذي كان يظن ان استاذ عاكف سوف يفتك به ويفرج فيه بحري وحلة حمد الا أن استاذ عاكف برقته المعتادة وادبه الجم طمأن ود السما الذي تنفس الصعداء وبدأ يتحدث لعاكف بصراحة متناهية كاشفا له ( المغطي والملان شطة ) وفي إفاداته لعاكف إعترف بأنه كان يستغرب كيف كنّا نأكل ما يقوم بإعداده من طعام لان التعليمات تفرض ان تكون كميات الملح في الحلة او الصحن تقارب من نصف الرطل وهي عبوة الكيس . لم يتركه عاكف يمضي هكذا فقام بنفحه بعض الدنانير جعلته يذرف دموعا بللت كل وجهه وهو يلوح بيده لاستاذ عاكف مودعا واليد الاخري تغطي وجهه تماما من الخجل .
الجوع كان ولا يزال كافرا ..إقامتنا في داخل تلك الزنزانة الضيقة اصبح تعليمات تطبق بصرامة بعد وصول وحدة المكافحة من مطاردة المهربين وعودتهم بخفي حنين . في صبيحة اليوم التالي تأخرت وجبة الافطار عن مواعيدها ( الغير) معتادة لتتجاوز الساعة صلاة الظهر ونحن علي لحمة بطوننا من الطوي والجوع . المحبوب يخرج نظارته السميكة يتفقدها ويمسحهها بكف جلبابه المتسخ ويعيدها الي عيونه يبحلق الي اسفل وأعلي وكأن هنالك بقعة متسخة في عدسات النظارة تشوش الرؤية وهو لا يدري أن ارتفاع الاسيتون بسبب الجوع احدث زغللة في النظر . عبدالكريم عبدالنور يصطنع في النوم ولكنه يمروح في عمامته لطرد الذباب . هنداوي انشغل بتحريك صوابعه مثل عازف الفلوت تارة وتارة أخري يقوم بطقطقتها مستمتعا بالمراقبة الصامته لزروق الناجي الذي فقد القدرة علي (المنطق) جالس القرفصاء مدخلا كامل جسده النحيل في جلباب يبدو أنه كان(شدّة ) من كثرة تفقده . ود العمدة ازهري محمد علي يتسلي بمشهد مختلق واضعا سبابته اليسري بين عينيه وكأنه يعدل في نظارته عند أعلا الانف ينظر في إتجاه الارض يتابع خط سير نملة ضلت طريقها في زنزانة مليئة بالاجساد البشرية التي تعيق سيرها. البقية في حالة صمت لا أحد ينطق أو يتحرك.. بعد فترة .. وقع أقدام قادمة وحديث بين شخصين من أفراد القوة امام باب الزنزانة وفي برش الصلاة الممزق وضعوا صحنين علي غير العادة وكيس مملوء بالخبز واخرج أحدهم مفاتيح الزنزانة وقام بفتحها لتناول وجبة فاتت مواعيدها . لا أحد يتحرك ..الجميع فقد الطاقة للوقوف وبعد برهة ابتدأت تدب حاسة الحوجة للطعام ما يؤكد تجربة كلب بافلوف. نهض الجميع في إعياء لتناول أول وجبة بين العصر والظهر بدأنا ننظر الي ما بداخل الصحنين ،انسحب عفيف لانه نباتي والجميع مستغربين لم يمدوا أياديهم لتناول الطعام حتي نطق المحبوب ..أخيرا.. الجماعة ضبحوا ليكم أكلوا اللحم وجابو ليكم العضم التقول دايريننا نلعب شليل !!
نواصل

الحصاحيصا .. حكاوي الزمن الزين!!

عشرة رجال في تمبول قفاهم أعوج تركوا وراءهم أسر ممتدة تعتمد عليهم ، اسر كريمة عفيفة تتلفح بالصبر لا تلين أو تنكسر او تكتب ( بنادوليا ) ولا تكب الجرسة .كل أمهات هولاء المعتقلين من كانوا علي قيد الحياة فتل الصبر حبال علاقاته بينهن بلا جزع أو خوف وفلذات اكبادهم في رحلة مجهول لا أحد يعرف عن مصيرهم شيئا ولا حتي أحد منهن يعرف لهم مطرح وكن جميعا علي قلب إمرأة واحدة . والدة المعتقلين عاكف وعفيف ما ما الدون ( متعودة ودايما ) أن يأخذ منها رجال الدرك فلذاتها وهي تعلم علم اليقين أن أبناءها إختاروا دربا صعبا وساروا فيه وانهم ( أده وأدود) وهي دائما تكون في غاية السعادة و أولادها مرفوعي الهامات وكانت تبشر وتطلق زغروده تودع بها أبناءها وهي تعلم أنهم رجال في درب البطولة فداء هذا الوطن سائرون . بت العوض والدة المحبوب عليها الرحمة كانت قوية الشخصية حازمة في حسم المساخر وشتارة من يأتي اليها ( في كفارة ) عند إعتقال ابنها المحبوب فكانت تصد النساء بقولها ( نحمد الله المحبوب لا مقبوض بي جَنِية ولا سرِيقة ولا خيانة ومشي في الدرب الكبيريا جانا صاد بطل والله كمان هو ما إخير من السلفوا في الدرب). الحاجة فاطنة بت محمود والدة هنداوي إمرأة مناضلة بالفطرة تمتاز بالصبر والجلد وحرارة القلب وبعين الصقر التي تري بعيدا وكم كان يهابها الرجال عندما تنظر اليهم في ود عينهم تودع رسائلها بلغة العيون . هنداوي وحيدها وسط خمس من البنات كان كل شيئ في حياتها حتي قبل أن تفقد والده في منتصف رحلة العمر في هذا الزمن الصعب لم تثني وحيدها عن السير في طريق النضال ولم ترهبها إعتقالاته المتكررة وكانت تقول له في كل مرة " أنا خابراك ياود بطني من صغير ما بترضي بالعوج ولا الخمج ..اصبروا ..شدة وتزول وبتبقي حكاوي وشدوا حيلكم وأبقوا عشرة علي رفقِتكم ورفاقتكم ". والدتنا الحاجة التومة بت عطية الله ( أم الحسن )عليها الرحمة كانت ايضا " متعودة دايما " علي هجمات زوار الليل منذ عهد عبود عندما كان يداهمون بيتها بالتفتيش وإعتقال إبنها فاروق عليه الرحمة في نوبات إعتقالاته المتكررة وكان رجال الدرك يتفادونها لانها واضحة ودوغرية لا تعمل لهم حساب وفي إحدي المرات واجهتهم قائلة " إنتو يا (مايلين الرجال) ما لقيتو ليكم شغلانه غير دي؟؟" لتبدأ بسيل من التهزيئ وتحريض المعتقلين بطريقتها .

الاحوال خارج الاسوار كما علمنا كانت مشبعة بالشائعات والقيل والقال والهدف منها معروف لتحذير من يفكر في السير في هذا الطريق فكان الضابط المسئول من الوحدة بالحصاحيصا واسمه (نبيل) من أبناء ودرملي ويسكن الدروشاب كلما يأتيه أحد من أسر المعتقلين لايعطيه ردا مطمئنا فصادف ان ذهبت الاستاذة نازك صلاح ( أبو الجاز ) زوجة الاستاذ عفيف اسماعيل والذي أخذ عنها زوجها في الهجع الاخير من الليل وتركوها وحدها بين طفلة صغيرة وأخري رضيعة حديثة الولاده بصحبة طفلتيها الي مكاتب الامن لتستفسر عن زوجها فما كان من الضابط نبيل أن أخبرها بأن "زوجك أقري الفاتحة علي روحه ، تم تنفيذ حكم الاعدام فيه مع زملاءه "، كان رد فعلها كما توقع ان تبكي وتنتحب وتهيل التراب علي رأسها ليستمتع بهذا المشهد حتي يروي عقده ويشعر بالنصر بثكل الامهات والازواج والاخوات ولكن الاستاذة نازك (بصقت) بقوة في وجهه وقالت له لن تجد وقتها من يقرأ عليك الفاتحة فما كان منه الا ان (جبد) منها طرحتها حتي وقعت علي الارض وهي ممسكة بطفلتها الرضيعة وكانت الاستاذة نجوي البحاري المحامية خطيبة هنداوي وقتها وزوجته الآن وهي معوقة تمشي علي عصايتين حالت دون الاعتداء علي نازك وطفلتها إتكأت علي يمناها ورفعت عصا يسراها لتزود عن زميلتها فما كان منه الا ا، يقول لها " كمان شوفوا المكسرة دي !" وتم إخراجهما من حوش مباني المكتب وقامت الاستاذة نجوي بكتابة عريضة لدي النيابة التي ركنتها ومن ثم لمحكمة الحصاحيصا ولكن بلا جدوي ايضا.إنتشرت هذه الحادثة وسط المدينة كالنار في الهشيم واستنكر المواطنون هذا السلوك من ضابط الوحدة الذي لم يحسن التصرف ومن وقتها بدأت المدينة كلها تتداول أمر الاعتقال وأن هنالك سوءا حاق بالمعتقلين الي درجة أن قام بعض المواطنين بتوعد أحداركان النظام من الاسلاميين بالمدينة بتهديده إذا ماجري مكروها لاحد من المعتقلين .

يبدو أن الاحتجاجات من قبل الاسر شكلت ضغوطا كبيرة بالاضافة الي أن اذاعة الحركة الشعبية قامت بكشف موقع إعتقالنا في تمبول في ظرف سيئ للغاية وانتشر الخبر بسرعة وبدأت حملات التضامن العالمية مع المعتقلين واصدرت منظمة هيومان رايت ووتش بيانا يوضح فيه قيام السلطات المحلية بالحصاحيصا بحملة اعتقالات واسعة وسط معارضي النظام أطلق سراح بعضهم الا أن هنالك مجموعة مكونة من عشرة أفراد تم إقتيادها الي مكان غير معروف . كل ذلك يجري خارج الاسوار وتريد السلطات بدافع من النظام ان تكذب الشائعات التي يتداولها المواطنين حول مصيرنا فقامت بتخفيف وطأة الاعتقال بأن سمح لنا بأن نبقي في حوش الوحة طيلة نهارات اليوم علي أن يتم قفلنا داخل الزنزانة مع حلول المغرب تماما كما يحدث في نظام السجون .

توطدت العلاقات مع أفراد الوحدة والمتعاونين معها والذين لا يوجد لديهم موضوع فكانوا يترددون علينا بدوافع مختلفة منهم البسطاء الذين يسألون في سذاجة " انتو جابوكون هنا ليه ؟؟" وآخر مستغربا " انتو بقولوا عليكم شيوعيين ليه ؟ وانتو طوالي في برش الصلاة تودون في صلاتكم ؟؟ دي حاجات تحير!!" آخر يأتي ( منشرحا ) يتحدث في الكورة وعلي حسن حظه وجد الجميع هلالاب ما عدا عبدالكريم عبدالنور والذي كان مريخيا معروفا ومن أشهر إداريي نادي المريخ المشهورين كان يتضايق كثيرا منه وكان يهمهم ويتمتم كثيرا في استنكار كلما يأتي الحديث سلبا علي المريخ وفي ذات مرة إنفعل عبدالكريم قائلا بلكنة أهله الدناقلة " الله يخرب بيتك هلالابي وكمان سجان !!" كانت الزنزانة بالنسبة لوحدة المكافحة والزائرين لها عبارة عن فرصة مناسبة ( لتفريج ) القادمين من زملاء السلاح علي من هم بداخلها ويترك لهم العنان لقضاء أطول وقت للتريقة علي المعتقلين وصادف أن جاء احدهم وهو من نواحي ود ابوحريرة في الشرق وبدأ يستعرض في معلوماته المغلوطة عن أي شيء وبدأ يسيل في السباب والكلام الهابط عن الاتحاد السوفيتي سابقا ظانا منه أننا عملاء سوفيت وقعنا في اسر الانقاذ وبدأ ينطق في بعض اسماء سوفيتية بصورة خاطئة فما كان مني الا وان اشعره بأن معلوماته قد عفا عليها الزمن وان جمهورية اوكرانيا والتي نطقها بطريقة مضحكة للغاية تحتاج لتصحيح فاكتشف أنه مجرد ببغاء خارج القفص يريد أن يستعرض بكلامه لعشرة رجال داخل القفص .

بعد زيارة أحمد ود الامين ( شيخ الجراد) والد المحبوب تغيرت الاحوال والمعاملة بعد أن تيقنا بأننا علي الاقل معروفي المكان . بدأت تخف حدة الرقابة علينا لدرجة ان فكت الرقابة وبدأ عدد من العاملين من طباخين وسواقين وجناينية وميكانيكية وعمال صحة ممن إعتادوا علي القيام بأعمال داخل الوحدة يتداخلون علينا ويقدمون لنا بعض الخدمات والمراسيل وشراء بعض الاحتياجات من تمباك وسجائر وكان بعضهم يقوم بشراء بعض الحلوي من جيبه وتسريب بعض الصحف . من الطف الشخصيات التي كانت تودي مهام ميكانيكية بالوحدة أحدهم ويدعي عطا المنان ملقب بعطعوط وكان من أصحاب المزاج وفي عقده السادس كان رجلا لطيفا وحكواتي من الطراز الفريد وله ذاكرة فوتوغرافية من ضمن حكاويه التي يرددها كثيرا كلما طلبنا منه ذلك " المعلم عطعوط يسكن بمفرده في غرفة بأحدي أحياء تمبول بعد صلاة العشاء لا يخرج من بيته مطلقا وكان يتعاطي الخمر ولكن بمفرده لا يعلم عنه الجيران شيئا ( بعد العشاء مافي إختشاء ) ومنذ تطبيق قوانين الشريعة بعد اراقة الخمر المستورد في الارض لم يقلع عن عادة شرب الخمر. كان يشتري كوتته وهي عبارة عن جركانة كبيرة تكفيه لشهر وفي ذات مرة طلب منه الجيران أن يخلي لهم غرفته بحوشها المشجر حتي يتوسعوا فيه لقطع رحط أحدي بناتهم ووافق علي الفور وعند بدء المراسم تجمعت النسوة والبنات فقامت إحدي الصغيرات بشرط الدلوكة وكان عليهم ايجاد البديل وما كان من أحداهن أن بحثت بلا جدوي وفي النهاية وجدت البديل في جركانة المعلم عطعوط وقامت بافراغها من كمية الخمرة واتخذتها دلوكة لترقيص العروسة وعند نهاية قطع الرحط حضر المعلم يبحث عن جركانته التي لم يجدها فسأل عنها إحدي صاحبات العروسة فقامت برفع الجركانة فارغة قائلة له " هدي الجركانة رقصنا بيها العروس " فما كان من عطعوط الا أن يقول لهم " حرام عليكم عروسكم المعصعصة دي ترقصوها بي جركانة كاملة ؟ كباية واحدة ماكانت جابت خبرا "

كل الدلائل والمؤشرات تنبئ بقرب موعد إطلاق سراحنا خاصة عندما تم إستدعاء عبدالكريم عبدالنور لمحادثة تلفونية في مكاتب الوحدة مع قريب له ( سمير ) يعمل بوحدة أمن رفاعة والذي استفسر عبدالكريم عن إحتياجاته فتأكد لنا اننا علي موعد مع إطلاق سراح عندما جاءنا حيدر حكيمدار الوحدة يحمل كميات من ماكينات وأمواس الحلاقة وقطعتي صابون لوكس ,وخمسة صابونات غسيل وكيس بدرة وظهرة وفتيل كلونيا شبراويشي حتي نبدو أكثر آدميين أمام كاميرات التصوير بمباني وحدة الحصاحيصا عند التوقيع علي ورقة الخروج قبل أن نقابل ذوينا وأهلينا والاصدقاء والي اللقاء في حكاية أخري .

[

الراحل المقيم معلم الاجيال/ الاستاذ فاروق وراق
يا هنداوي شوف - صفحة 4 007oyv

[/center]أخر صورة جمعت بين الراحل / فاروق وراق والاستاذة نجوي البحاري وعبدالوهاب هنداوي في الضقالة

حسن الطاهر / عبدالوهاب أحمد صالح / عبدالكريم عبدالنور / معاوية الجراد

نجوي بحاري وصديق العمر ومستودع السر الذي رحل

اربعة رجال من تمبول عبدالكريم /عبدالوهاب / هنداوي / المحبوب بينما معاوية الجراد في استغراب

المحبوب... ويا هنداوي شوووووووووف بقت حكاوي زي ما قالت أمك الحاجة فاطنة بت محمود

بامان هذا البوست من اجمل ما عرض في المنتدي والتحيه لكم جميعا رفاق الدرب المريخي عبد الوهاب محمد صالح والاب المربي عبد الكريم عبد النور واستاذنا حسن وراق والمرحوم فاروق وراق والاصدقاء هنداوي والمحبوب واولاد عاكف لكم التحيه وبي جد بوست جميل ومرتب وتم اخراجه بصوره جميله استمتعنا بها لكم الشكر مره اخري جميع المناضليين.

[img]

[/img]
اليوم تطل علينا الذكري الرابعة عشر علي زواج الاحباب نجوي وهنداوي وكأن هذه الذكري كانت البارحة .. بعث الي الاخ الصديق والحبيب هنداوي برسالة sms قصيرة مفعم بانفعال صادق يحمل الي ذاكرة كنت احد تفاصيلها وشاهد عصر علي بداياتها حتي تكللت بالنجاح والرباط الانساني المعافي وكما سبق وان ذكرت بان قصة الحب التي جمعت بين هنداوي ونجوي سفر يجب ان يدرس لانه فصل من فصول الحياة..انسجم فيها العقل والقلب .. قصة حب تمردت علي كل المفاهيم البالية وانتصرت لسلطان العاطفة العاقلة .. هنداوي كان يملك اصرار قوي كي ينتصر لحبه ونجوي كانت وما تزال شخصية لاتعرف الانكسار او المسكنة ولا تعترف بالمثل القائل ( ضل راجل ولا ضل حيطة ) لانها كانت ظل استظلينا بها جميعنا .. في هذه المناسبة السعيدة لي الكثير من الخواطر والذكريات التي تستحق ان تقال في حدود ما اسمح به وسوف اقوم بتاجيل ذلك حتي نزف التهنئة الحارة لاحبابي نجوي وهنداوي وابناءهم أحمد وأمجد نتاج هذه العلاقة الرفيعة واتمني لهم حياة زوجية هانئة سعيدة مليئة بالنجاحات ودوام الصحة وهم يمثلونا كسفراء في الدياسبرا في استراليا والتحية موصولة من الاصدقاء والصديقات .
سوف يظل هذا البوست متواصلا بهذذه المناسبة [/center]

» مرحب عبد المنعم سيد احمد
» [color=red]عادل القصاص هذا المبدع [/color]
» يا هنداوي عاجل جدا
» هنداوي فى السودان الف مرحب
» أمجد هنداوي عيد ميلاد سعيد