وصلتني في بريدي الخاص هذه الرسالة من الانسة ( نون) وهو اسم حركي تطرح فيها مشكلة تريد من البورداب رايهم في ايجاد حل :
كنا ثلاثة صديقات تربطنا علاقة كانت بسبب الدراسة في كل المراحل وامتدت الي محيط الاسرة وجميعنا تزملنا حتي المرحلة الجامعية وفي ذات التخصص العلمي في مجال العلوم الطبية لم تمضي مدة من تخرجنا حتي بدات الحياة تاخذ من ماخذ الفرقة والتباعد .(صاد ) تزوجت من احد المعارف ويعمل في وظيفة دبلوماسية في وزارة الخارجية جابت معه كل العالم وفي اوقات الاجازات نلتقي بمنزلها المكون من فلا ذات طابقين انيقين مع طفلتها الامورة الحلوة ( نيفين ). صديقتي الاخري ( ف ) كانت اكثرنا استقرارا ايام الدراسة لانها من اسرة في غاية الثراء كانت ذات شخصية قوية الا انها كانت تري فارس احلامها ورجلها يجب ان يكون مطيعا ولا يهمها الا ان يكون وسيما وعلي قدر من الثقافة الارستقراطية والاهتمام بالموضة وثقافة الغرب . وجدته وعاش معها في منزلها انجبا طفل ولد وهو من اسرة متوسطة الحال واقرب للفقر . اما انا ، انحدر من اسرة فقيرة الوالد كان يعمل معلم احيل للصالح العام وهو يمارس المهنة من خلال الدروس الخصوصية وانا اكبر البنات والاولاد في اسرة مكونة من 3 بنات و3 اولاد بالاضافة الي شخصي والدتي توفيت وصرت انا الام والبنت بعد اصرار والدي واخوتي علي عدم السماح لابي بالزواج ..كل ما انفرد بنفسي احس بالوحدة ومحاصرة العنوسة ورغبتي الاكيدة في ان تكون لي طفلة اجدد بها انتمائي للحياة.. اخوتي بدأوا يلحظون شرودي وهيامي ولكنهم لا يدركون عظم تناقضات كثيرة اقلقت مضجعي .. صديقتي صاد كرهت زوجها الد\بلوماسي الذي شعرت معه انها مجرد حقيبة وديكور لتكملة المراسم الدبلوماسية في حياته كان يقول لها ( وفرت ليك كل ما تريدينه وسافرت الي جميع احاء العالم وعندك طفلة تسليك في وحدتك ومال وذهب وخدم ومنزل ولا في الاحلام .. تاني دايرا شنو ؟؟)) تفكر صاد في الطلاق من جحيم دبلوماسية زوجها الباردة وكل ما تلتقيني تحسدني علي حالة العزوبية او العنوسة التي انا فيها انها تبحث عن قلبها الذي تغطي بركام من نفايات وقشور الحياة ولم يعد ينبض .
صديقتي ( ف) لم تعد تشعر بانها متزوجة وكانت تهرب من مجتمع المتزوجات اعتصر قلبها بالالم .. حولت زوجها الي ترس في آلية التراكم المالي لمؤسسات والدها المالية عرف السفر والمجتمع المخملي وصار معبود كثير من النساء وكانت برودة العاطفة بينهما تشبه تماما مابين الخواجات بعد كبر ابنها صار بعيدا عنها فكرت في الطلاق الا ان زوجها اصبح مكون رئيسي في مؤسسة والدها وعرف كيف يسيطر علي تفكيره خاصا بعد ان شهدت مؤسسته ازدهار وتطور .
اما انا لا احد يصدق ان قلبي بدأ يخفق من شدة ولعي بان تكون لي تجربة حياة وفشل صديقاتي يحاصرني من جميع الجهات .. فجأة وجد نفسي في علاقة يومية فرضتها ظروف الحياة مع صاحب كنتين الحي والذي كنت افتح عنده حساب ( جرورة ) التقيه في اليوم اكطثر من 4 مرات في غدوي وفي رواحي اذهب اليه في اوقات لا يرتاد دكانه احد تولد شكل من العلاقة جعلني افكر باستمرار فيه رجل اكتفي بالتعليم الاساس وخرج الي سوق العمل مثابر عمل بائع متجول يفكر في الحياة بموضوعية هو اصغر افراد اسرته انفصل عنهم وترك الزراعة في قريته واتجه الي المدينة لينقطع عن عالم القرية ممنيا نفسه بالاستقرار امتلك منزل في السكن الشعبي ورقشتين وهو بصدد ان يفتح سيوبر ماركت في احد الشوارع الرئيسية بالعاصمة بعد ان اهتدي ان يستعين باحد اقربائه في ادارة امور متجره بالحي وظل هو ومن خلال عربته الامجاد يشتغل في توصيل المواطنين والبضائع .. لم يطلب مني الزواج لانه وكما اعتقد يحس بالفرق الاكاديمي والبيئي بيننا ولكمه كان يحتفي بي ايما احتفاء خرجت كثيرا معه في طريقي الي العمل .. كان ودودا وبشوشا وعلي خلق قويم والاكثر من ذلك كريما وعفيفا .. الاهم من ذلك ارتبط به وجدانيا ولم اعد اشعر بان هنالك فارق بيننا واحس افراد اسرتي بانني في ( مود ) متفائل بالحياة .. بدأت الامور تتضح بيننا اكثر فاكثر فلم يتملك نفسه اكثر عندما قالها (( والله ياصاد انا اعتبر نفسي في تاريخ ميلاد جديد هذا التاريخ ارتبط بك ولكن كل خوفي ان ارتبط اكثر بك وانا رجل صادق في مشاعري والتي اريد ان اتوجها برباط مقدس علي سنة الله ورسوبه وكل خوفي انك تضعين فوارق ..)) الخ الحكاية . بدأت اشعر بالخفقان وحالات الشرود تنتابني علي انفراد ..طرحت الامر علي صديقتي (صاد) و ( ف ) فكانت كلمة بالغتي والله ( تصومي وتفطري علي بصلة )؟؟ ( الرجال كلهم زي بعض )!!( كنتي عاقلة وما تشوفي وليداتنا ديل بعد شوية بشقوا طريقهم مننا ويتركون برانا ونحصلك ). افراد الاسرة لم اطرح عليهم امر الارتباط ب (بشير ) وانا في محنة من امري كيف اقترب من مشكلتي واطرق بابكم اريد حلا .!!