اسبوعيات زول خرمان... زمن الثورات 2

و يدعوننا للخروج و برطشة هذا النظام الكابوس بالبراطيش و ارساله الى سلة مهملات التاريخ... يدعوننا للاستيقاظ و الخروج الى صلاة جامعة و صياغة وطن هو الحلمنا فيه نردد صلوات اصداء رؤى المستقبل... و يدعوننا معلنين ان الصمت و الخوف و اللامبالاة بل و حتى الموت نفسه قد تم العثور عليهم جميعا فى مقبرة جماعية و كلهم كوم عظام و لاحياة لمن تنادى و ان حتام عبادة الاوثان و الاموات... و يدعوننا للخروج ثورة ظافرة مظفرة تعيد لنا كل حقوقنا المنهوبة و مطالبنا المغتصبة... يدعوننا و ان براكين الثورات غضب يجتاح المنطقة كما الطوفان فلما الصد و الصدوف عن ركوب السفينة و التحاجج بدعوى الجاهلية و ان ايوائنا الى جبل هو العاصم من الطوفان

يدعوننا ويدعوننا و ابا هند فلا تعجل علينا و انظرنا نخبرك اليقين... اى ثورة و اى بطيخ!! ان اى ثورة بلا الواح ثورية و بلا فقه وفقهاء و بلا قادة هم الاباء و هم الصقل لرؤى الطريق سيكون مصيرها كأنا لا رحنا و لا جينا... و اى ثورة تستعين بالخارجى الذى هو مرادف للاخر لكى يمهد لها الطريق سيكون خاتمة مطافها الى الظلام اذ ان التأصيل عامل مهم من ادوات نجاح الثورة للقيام بالتغيير الحلم و الانتقال نحو مباشرة الهدف فى قالب وطنى خالص

ان اى ثورة لازاحة نظام البشير نظام اللانظام نظام القمع و الاحتكار... اى ثورة لالقاء تلك الحقبة من الضلال فى زبالة التاريخ يجب ان يسبقها تضافر لكل قوى الاجماع الوطنى نحو بلورة خارطة الطريق و ظهور الاباء القادة للتوعية و التعبئة ... و الثورة ليست طريق مفروش بالورود اذ لكى نتغير و نأصل التغيير فى ممارستنا للواقع لا بد من الالم و المعاناة و العمل الدؤوب للانتقال من الثبات الجمود الى المتغير التحرر و بلا تضحيات سوف لن يكون هتاك غد و لن يكون معنى... و قبل التحرك لاسقاط البشير علينا البدء بالتحرك لتحرير ذواتنا من رذائل الثبات الجمود... قبل التحرك لاحالة البشير الى المعاش فى سلة مهملات التاريخ علينا التحرك لصدم ذواتنا بكل الحاح لازالة غشاوة الاوهام و الهلام و التقبل السلبى لواقعنا المصاب بمرض مزمن اسمه الركود... و للمداد بقية....

والله دى خرمة شديدة يا حافظ